السودان يستغرب من محاولات الغرب إقحامه في حرب أوكرانيا
الخرطوم - اعرب السودان الثلاثاء عن استغرابه من محاولة دول غربية "إقحامه" في حرب اوكرانيا، نافيا اي وجود لشركة فاغنر الأمنية الروسية على اراضيه.
ومنذ بدء الغزو الروسي لاوكرانيا، دعا السودان الى الحوار وتجنب التصعيد ولم يتطرق الى ادانة موسكو. وزار الرجل الثاني في المجلس العسكري السوداني روسيا خلال الحرب.
والاثنين، ذكر سفراء بريطانيا والنروج والقائمة بالاعمال الاميركية في الخرطوم في بيان مشترك إن مجموعة فاغنر الأمنية تنخرط ايضا في أنشطة "غير مشروعة" منها التضليل الاعلامي وتعدين الذهب في السودان.
وردّ بيان صادر عن الخارجية ان "ما يثير الاستغراب والاستنكار حقا هو أن دبلوماسيين معتمدين لدى جمهورية السودان قد عمدوا إلى محاولة إقحام السودان في هذا الصراع الدائر في أوكرانيا بصورة اعتباطية وجزافية وفي تدخل سافر في شؤون السودان الداخلية".
وقال البيان ان الدبلوماسيين "مضوا إلى أكثر من ذلك بأن ادعوا وجود شركة فاغنر الأمنية الروسية في السودان واضطلاعها بمهام تدريبية وتعدينية وأخرى مناهضة لسيادة القانون والحكومة على حد زعمهم وهذا هو ما تود حكومة السودان نفيه جملة وتفصيلا".
ووفق وكالة بلومبيرغ الأميركية فإن مرتزقة فاغنر يتواجدون حاليا في دول إفريقية من بينها السودان وليبيا.
ويعمل هؤلاء المرتزقة بحسب الوكالة على تدريب جيوش وقوات محلية وحماية شخصيات أو مكافحة جماعات متمردة أو إرهابية وحراسة مناجم ذهب وماس ويورانيوم في المناطق المضطربة.
وشدد الدبلوماسيون الثلاثة في بيانهم على أن "للسودان الحق السيادي في تقرير علاقاته الخارجية وسنحترم ذلك دائما وسنواصل دعم الشعب السوداني وهو يسعى لتحقيق تطلعات الثورة".
وتابعوا "منذ الهجوم ارتفعت أسعار البنزين السودانية بنسبة 65 بالمئة وتكلفة الخبز مرتفعة أيضا"، لافتين إلى أن "برنامج الأغذية العالمي يتوقع أن نحو نصف سكان السودان سيواجهون الجوع هذا العام ضعف عددهم في 2021".
وشددوا على أن "الأزمة الاقتصادية السودانية ناتجة جزئيا عن عوامل داخلية لكن تصرفات روسيا على الجانب الآخر من العالم تجعلها أكثر إيلاما".
وبعد زيارة لموسكو استغرقت 8 أيام قال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 2 مارس/آذار الجاري إنه بحث مع المسؤولين في روسيا التعاون في مجال الأمن القومي وقضايا سياسية.
ويشهد السودان منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 احتجاجات تطالب بـ"حكم مدني كامل" وترفض إجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين.
وبعد يومين من بدء فرض تلك الإجراءات اعتبرت روسيا أن ما جرى في السودان "قد يكون انتقالا للسلطة وليس انقلابا عسكريا" متهمةً المحتجين المناهضين لقادة الجيش بـ"ارتكاب أعمال عنف".
ومنذ 24 فبراير/شباط الماضي، تشن روسيا هجوما عسكريا على أوكرانيا ما دفع عواصم عديدة بينها واشنطن، إلى فرض عقوبات اقتصادية ومالية ودبلوماسية على موسكو.