النوم بدل النشاط البدني لحرق الدهون!

وفق دراسة أميركية حديثة، النوم غير الكافي يساهم في زيادة امتصاص السعرات الحرارية بما يؤدي إلى تراكم الدهون في البطن.

واشنطن – ترتبط خسارة دهون البطن في الأذهان بالنشاط البدني القاسي، لكن ماذا لو كان الخمول ايضا ونحديدا النوم فعالا في خسارة هذا العبء؟

ونقلا عن دراسة جديدة أعدتها عيادة "مايو كلينك" ونشرت في دورية الكلية الأميركية لأمراض القلب فأن النوم غير الكافي يتسبب بأضرار أكثر مما يعتقد، رغم أنه صار سلوكا واسع الانتشار في ظل الحياة العصرية.

وقالت الدراسة جديدة إن النوم غير الكافي يساهم في زيادة امتصاص السعرات الحرارية، بما يؤدي إلى تراكم الدهون في البطن، خاصة الدهون غير الصحية.

وأوضح الباحث الرئيسي في الدراسة، فيريند سومرز، "يبدو أن النوم غير الكافي يعيد توجيه الدهون إلى الأحشاء الأكثر خطورة (البطن)، والأهم من ذلك، أنه على الرغم من حدوث انخفاض في امتصاص السعرات الحرارية والوزن أثناء فترة النقاهة (التي تتلو فترة قلة النوم أو الحرمان منه) تستمر دهون في التراكم في منطقة البطن".

وأضاف: "يشير هذا إلى أن النوم غير الكافي هو حافز غير معروف لترسب الدهون الحشوية، على أن النوم اللاحق، لا يؤدي إلى التقليل من تلك الدهون، على الأقل على المدى القصير".

ووجدت الدراسة أن قلة النوم قادت إلى زيادة بلغت 9 بالمئة من مساحة دهون البطن، و11 بالمئة من الدهون فيها، في مجموعة عشوائية، مقارنة مع المجموعة المضبوطة.

النوم اللاحق، لا يؤدي إلى التقليل من تلك الدهون

وتكونت عينة الدراسة من 12 شخصا يتمتعون بصحة جيدة ولا يعانون من السمنة، وأمضى كل منهم 21 يوما تحت الاختبار، وجرى تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى ترك لأفرادها حرية النوم، بينما وضعت قيود على نوم أفراد المجموعة الأخرى، على أن يتم تبديل أسلوب النوم في كل جلسة.

واستمرت التجربة لثلاثة أشهر، وكان لدى كل المشاركين حرية اختيار الطعام، وراقب الباحثون استهلاك الطاقة وأوزان المشاركين، وتوزيع الدهون في الجسم.

وقام الباحثون بمراقبة وقياس استهلاك الطاقة ونفقاتها ووزن الجسم وتركيبه وتوزيع الدهون، بما في ذلك الدهون الحشوية أو الدهون داخل البطن، وانتشار المؤشرات الحيوية للشهية.

وقالت الدكتورة كوفاسين المشاركة في الدراسة "تم الكشف عن تراكم الدهون الحشوية عن طريق التصوير المقطعي المحوسب فقط وكان من الممكن أن يتم تفويتها، خاصة وأن الزيادة في الوزن كانت متواضعة للغاية، فقط حوالي رطل واحد"، وأضافت "قياسات الوزن وحدها ستكون مطمئنة بشكل خاطئ من حيث العواقب الصحية لعدم كفاية النوم، ومما يثير القلق أيضا الآثار المحتملة لفترات النوم غير الكافية من حيث الزيادة التدريجية والتراكمية في الدهون الحشوية على مدى عدة سنوات"ز

وكان امتصاص السعرات الحرارية يزيد في مراحل الحرمان من النوم، ثم تراجع مع تحسن ساعات النوم، وتركزت الدهون في منطقة البطن.

واستهلك المشاركون أكثر من 300 سعر حراري إضافي يوميا أثناء تقييد النوم، وتناولوا ما يقرب من 13 في المئة بروتينا أكثر و17 في المئة دهونا أكثر، مقارنة بمرحلة التأقلم، وكانت تلك الزيادة في الاستهلاك أعلى مستوى لها في الأيام الأولى للحرمان من النوم ثم تراجعت إلى مستويات البداية خلال فترة التعافي، وبقي الإنفاق على الطاقة في الغالب كما هو طوال الوقت.

ويعني هذا ان الحل لمواجهة دهون البطن هو الحصول على قسط كاف من النوم، أما بالنسبة إلى أولئك الذين لا يستطيعون ذلك، ينصحهم سومرز بالحفاظ على نظام غذائي متكامل مع خيارات غذائية صحية وزيادة التمارين الرياضية.

وأظهرت الأبحاث أنه غالبا ما تكون قلة النوم اختيارا سلوكيا، وقد أصبح هذا الاختيار منتشرا بشكل متزايد. وتشير الدراسات إلى أن أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة لا يحصلون على قسط كاف من النوم، ويرجع ذلك جزئيا إلى العمل بنظام الورديات، والأجهزة الذكية والشبكات الاجتماعية المستخدمة أثناء أوقات النوم التقليدية، ويميل الناس إلى تناول المزيد من الطعام خلال ساعات الاستيقاظ الطويلة دون زيادة النشاط البدني.