العلم يحسم الجدل حول تفوق التعافي أو التلقيح في صد كورونا

وفق بيانات حديثة، من تلقوا اللقاح كاملا وأصيبوا بكوفيد-19 يتمتعون بقدر مضاعف من الحماية من الفيروس.

واشنطن – اذا كنت الى الان مترددا في اخذ التلقيح بسبب اعتقادك ان مناعة التعافي من كورونا التي اكستسبتها ستكون كافية، سيكون عليك على الأرجح مراجعة قرارك على ضوء درستين سويدية وهندية.

ووفقا لبيانات دراستين نشرت نتائجهما في مجلة لانسيت للأمراض المعدية، فأن الأشخاص الذين لديهم "مناعة هجينة"، أي أنهم تلقوا اللقاح كاملا وأصيبوا بكوفيد-19 يتمتعون بأكبر قدر من الحماية من فيروس كورونا.

وسلطت الدراستان الضوء على أهمية اللقاحات للذين تولدت لديهم مناعة طبيعية بعد التعافي من إصابة بكورونا تعرضوا لها.

وشددت الدراستان، على أهمية تلقي المتعافين من الفيروس للقاحات كورونا.

وحللت إحدى الدراستين البيانات الصحية لأكثر من 200 ألف شخص في 2020 و2021 في البرازيل، التي سجلت ثاني أكبر حصيلة وفيات في العالم.

وتبين أن الإصابة وفرت للأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد وحصلوا على لقاح "فايزر" أو "أسترازينيكا" حماية بنسبة 90 في المئة من دخول المستشفى أو الوفاة، في مقابل 81 في المئة للقاح "كورونافاك" الصيني و58 في المئة للقاح "جونسون آند جونسون" الذي يؤخذ جرعة واحدة.

وقال معد الدراسة، جوليو كوستا، من جامعة ماتو غروسو دو سول الفيدرالية: "أثبتت هذه اللقاحات الأربعة أنها توفر حماية إضافية كبيرة للذين سبق وأصيبوا بكوفيد-19".

وقال برامود كومار من معهد" ترانزلايشونل هيلث اندر تكنولوجي" في الهند إن "المناعة الهجينة الناجمة عن التعرض للإصابة الطبيعية والتلقيح ستصبح على الأرجح المعيار العالمي، وقد توفر حماية طويلة الأمد من المتحورات الناشئة".

المناعة الهجينة الناجمة عن التعرض للإصابة الطبيعية والتلقيح ستصبح على الأرجح المعيار العالمي

وخلصت دراسة استندت إلى سجلات السويد الوطنية حتى أكتوبر/تشرين الاول 2021 إلى أن الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد يحافظون على مستوى عال من الحماية من إصابة جديدة، قد يصل إلى حوالى 20 شهرا.

وبينت أن لدى الأشخاص الذين حصلوا على جرعتي لقاح مع مناعة هجينة، تراجع خطر إصابتهم مرة جديدة بنسبة 66 في المئة مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مناعة طبيعية فقط.

وقال بول هانتر، أستاذ الطب في جامعة إيست انغليا وغير المشارك في الدراسة إن 20 شهرا من "حماية جيدة جدا أفضل بكثير مما كنا نتوقعه من برنامج جرعتي اللقاح".

لكنه نبه إلى أن الدراستين انجزتا قبل أن يهيمن المتحور "أوميكرون" في العالم مشيرا إلى أنه "أدى إلى انخفاض ملحوظ في الحماية التي توفرها إصابة سابقة".

وكشفت نتائج دراسة، نشرت مؤخرا على موقع medRxiv الطبي عن الحماية التي توفرها المناعة "الهجينة" ضد "أوميكرون" ووجدت أن 3 جرعات كانت فعالة بنسبة  52 في المئة من المتحور الفرعي لـ"أوميكرون" "BA2"، وارتفعت نسبة الفعالية إلى 77 في المئة في حال الإصابة السابقة.

وجدت الدراسة، التي لم تتم مراجعتها، أن "المناعة الهجينة الناتجة عن العدوى السابقة والتلقيح المعزز يمنحان أقوى حماية" ضد متحور "أوميكرون" الأصلي والسلالة الفرعية له.