شكوك إيرانية تبدد آمال إحياء الاتفاق النووي

إيران تستبعد التوصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة من شأنه أن يعيد إحياء الاتفاق النووي للعام 2015 في تطور يقطع مع تفاؤل سابق أبدته الأطراف المشاركة في مفاوضات فيينا حيال نهاية وشيكة للأزمة.
مفاوضات فيينا النووية عالقة في شك إيراني وتردد أميركي
إيران تقول إن خلافات جوهرية لا تزال قائمة مع الولايات المتحدة
تمسك إيراني بشطب الحرس الثوري من القائمة الأميركية للتنظيمات الإرهابية

طهران - تُرخي تصريحات إيرانية بظلال من الشك على إمكانية توصل واشنطن وطهران لتفاهم واثق يتم بموجبه إحياء الاتفاق النووي للعام 2015 على الرغم من تصريح كافة الأطراف بأن صيغة الاتفاق جاهزة وأن الأمر يحتاج لقرارات سياسية، لكن بقدر المؤشرات الايجابية بقدر ما تبرز بين الحين والآخر مؤشرات سلبية تجعل من الصعب التسليم بإمكانية التوافق.   

وقد عبّرت إيران الاثنين عن شكوكها في "إرادة" الولايات المتحدة التوصل إلى تفاهم لإحياء الاتفاق حول برنامجها النووي المبرم عام 2015، متحدثةً عن خلافات مستمرة بعد عام من المفاوضات بين طهران والقوى العظمى الستّ.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده للصحافة "لا نعرف فعلا ما إذا كنّا سنتوصّل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة التي لم تُظهر إرادة حقيقة في ذلك"، مضيفا "إذا توصلنا إلى اتفاق جيّد، سنذهب بالطبع إلى فيينا غدا"، في إشارة إلى المفاوضات الجارية بين طهران والدول الغربية لمحاولة إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية.

وأتاح الاتفاق النووي رفع عقوبات عن طهران في مقابل قيود صارمة على برنامجها النووي، إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات قاسية. وردا على ذلك، تراجعت طهران عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.

وأبدت الإدارة الأميركية الحالية برئاسة جو بايدن عزمها على العودة إلى الاتفاق شرط أن تعود إيران إلى التزاماتها بموجبه، في حين تشترط طهران رفع العقوبات عنها أولا.

وقال خطيب زاده "لم نتوصل بعد إلى النقطة التي يُبدي فيها الطرف الأميركي أن لديه الإرادة الصارمة للعودة إلى التزاماته".

وفي الأسابيع الأخيرة، بدت المفاوضات تحرز تقدّما، وقد ذهب بعض المفاوضين إلى حد الإعلان عن اتفاق وشيك، لكن لا يزال هناك خلافات، خصوصا بسبب مسألة شطب الحرس الثوري الإيراني من اللائحة الأميركية السوداء "للمنظمات الإرهابية الأجنبية" التي أُدرج عليها في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وتحدث خطيب زاده الاثنين عن نقطة خلافية أخرى هي "العوائق التي وضعتها عمدا الإدارة السابقة للتقليل من المنافع الاقتصادية التي يمكن للشعب الإيراني أن يكتسبها من الاتفاق حول النووي".

وأجرت إيران مفاوضات في فيينا مع الأطراف التي لا تزال منضوية في الاتفاق وهي الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا (4+1)، لإحياء الاتفاق النووي. وشاركت الولايات المتحدة فيها بشكل غير مباشر من خلال الاتحاد الأوروبي الذي يضطلع بدور المنسق.

وأشار خطيب زاده إلى أن المفاوضات في العاصمة النمساوية "استُكملت ولم يبقَ أي نقطة للمناقشة"، مشددا على أنه "لا يبقى سوى قرارات واشنطن. لقد أرسلنا اقتراحاتنا الأخيرة. ما إن تحصل إيران ومجموعة 4+1 على ردّ إيجابي (من الولايات المتحدة)، سنذهب إلى فيينا".