ميقاتي قريبا في زيارة للسعودية بعد الانفراجة الدبلوماسية
بيروت - يعتزم رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي زيارة السعودية قريبا جدا وستكون أول زيارة له خلال شهر رمضان بعد بوادر على انتهاء أزمة دبلوماسية استمرت أشهرا بسبب تصريحات لوزير الإعلام السابق جورج قرداحي اعتبرت مسيئة للخليج ولدور التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وقال ميقاتي اليوم الاثنين بعد لقائه بالسفير السعودي وليد البخاري العائد لتوه إلى لبنان "أنا بإذن الله سأقوم بزيارة للمملكة العربية السعودية قريبا جدا، وإذا أردتم معرفة التاريخ خلال شهر رمضان المبارك"، مضيفا "لم أشعر يوما بأن السعودية أغلقت أبوابها أمامي وأمام أي لبناني، فنحن نعلم تماما أن اللبنانيين الموجودين في المملكة العربية السعودية محاطون بكل رعاية واهتمام من قبل القيادة".
وتابع "سعدت جدا هذا المساء بلقاء سعادة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان الصديق وليد البخاري. وسعادتي نابعة من عودته إلى لبنان بعد هذا الغياب القسري وقد سمعت من سعادته حرص المملكة، ملكا وولي عهد وقيادة على دعم لبنان وأن تكون دائما إلى جانب لبنان".
وتحدث ميقاتي عن الأزمة الأخيرة مع الخليج متجنبا وصفها بأزمة وقال "لم نتحدث عن الغيمة التي مرت في المرحلة السابقة، لأن العلاقات تمر أحيانا بمطبات ونحن لا نريد أن نذكرها، بل ذكرنا سوية العلاقة التاريخية والمستقبلية بين المملكة ولبنان". وكان يشير إلى فحوى محادثاته مع بخاري.
وأشار رئيس الوزراء اللبناني إلى أن السفير السعودي تحدث "عن الشراكة الفرنسية - السعودية في ما يتعلق بدعم ستة قطاعات في لبنان. وقال إن عودته في هذا الشهر الفضيل هي عنوان لمزيد من التعاضد مع الشعب اللبناني".
واعتبر أن" هذا هو عنوان شهر رمضان، شهر الرحمة والتعاضد ومناسبة لشد أواصر المحبة التي تربط لبنان بالمملكة العربية السعودية، والتعاضد الذي يؤكده خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين".
وأضاف أن السفير وليد بخار أكد له "حرص السعودية الكبير على لبنان ووحدته ومساعدته، والنظر إلى ما يريده لبنان. نأمل بإذن الله أن تكون صفحة جديدة نحو تنمية العلاقات وتطويرها بين البلدين".
وردا على سؤال عن الضمانات التي قدمها لبنان إلى الرياض قال ميقاتي "نحن نتحدث عن علاقات بين دولتين والبيان الذي أصدرته عن حرص لبنان على العلاقات والثوابت اللبنانية في ما يتعلق بأفضل العلاقات مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي هي الأساس كدولة، فالعلاقة بين الدولتين ستكون بإذن الله مبنية على هذه الأسس. إني حريص على العلاقات وتمتينها أكثر فأكثر".
وقال أيضا "لقد أكدت في بياني الثوابت وأننا ملتزمون بكل ما يحمي سيادة لبنان وفي الوقت ذاته ألا يكون لبنان منصة أو مصدر إزعاج لأي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، فهذا هو الأساس".
وقال السفير السعودي لدى بيروت بدوره إنه "لم يكن هناك قطع للعلاقات مع لبنان إنما إجراء دبلوماسي للتعبير عن موقف كان مسيئا للمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي".
وجاءت تصريحات وليد بخاري على اثر إقامته مأدبة إفطار بمقر إقامته بمنطقة اليرزة (شرق) حضرته شخصيات سياسية وسفراء ودبلوماسيين أجانب، ونقلته وسائل إعلام محلية.
وأضاف البخاري أن "السعودية لطالما أكدت اهتمامها وحرصها على استقرار لبنان وانتمائه الوطني وانطلاقا من هذه الرؤية كانت عودتنا إلى لبنان". كما كشف عن "وجود لجنة تحضيرية مشتركة بين السعودية وفرنسا لتنفيذ مشاريع ولتقديم الدعم الإنساني للبنان"، من دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وفي 4 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ختام جولة خليجية، أنه أجرى مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في إطار مبادرة لحل الأزمة بين الرياض وبيروت.
ووفق وسائل إعلام فرنسية، فإن الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي وضعا خلال لقائهما في جدة أسسا لمبادرة مشتركة لتقديم الدعم للشعب اللبناني.
واستدعت السعودية في 29 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقررت وقف كل الواردات اللبنانية إليها في قرار حذت حذوه الإمارات التي قررت حينها سحب دبلوماسييها والبحرين والكويت واليمن التي قامت بخطوة مماثلة.
وكان السفير السعودي لدى لبنان قد عاد إلى بيروت في 8 أبريل/نيسان الجاري كما عاد سفير دولة الكويت لدى بيروت عبدالعال سليمان القناعي وذلك بعد أزمة سياسية استجدت بين لبنان السعودية وعدد من دول الخليج.