وساطة قطر تتجمد مع ازدحام المحادثات التشادية بالخلافات والمشاركين
الدوحة - بعد مرور شهر على بدء محادثات السلام التشادية بين ممثلي الحكومة والمتمردين والخصوم السياسيين في قطر، قام الطرفان بالصلاة معا ولكنهما يرفضان الجلوس سويا على طاولة المفاوضات.
ويقيم أكثر من 250 مسؤولا من المعارضة والحكومة، يمثلون حوالي خمسين مجموعة، في فندقين فاخرين في عاصمة الإمارة الخليجية التي وافقت في آذار/مارس الماضي على تولي دور الوسيط في المحادثات.
وشوهد وزير خارجية المجلس العسكري الانتقالي محمد زين شريف يؤدي الصلاة في مسجد في الدوحة إلى جانب أعضاء من "جبهة التغيير والوفاق" (فاكت)، أحد أبرز أحزاب المعارضة.
وأكد المتحدث باسم "فاكت" عيسى أحمد الذي يشارك في الصلاة "لا يوجد أي مسائل شخصية. هذا يتعلق بإدارة البلاد".
ووعد محمد إدريس ديبي إتنو بالتغيير بعد أن استولى على السلطة عقب مقتل والده الذي حكم البلاد لفترة طويلة، في نيسان/أبريل العام الماضي في معركة مع المتمردين.
وبدأت المحادثات في الدوحة في 13 من آذار/مارس للتحضير للحوار، ولكن يشكك دبلوماسيون بشكل متزايد بإمكانية الالتزام بالموعد النهائي المحدد.
وبموجب خطة ديبي الإبن وهو جنرال يبلغ من العمر 38 عاما، ستؤدي محادثات الدوحة إلى حوار وطني يبدأ في 10 أيار/مايو قبل الاتفاق على دستور جديد ثم إجراء انتخابات.
وأكد شريف أن الطرفين المتنافسين ينتظران في جو "ودي". وقال لوكالة فرانس برس "هناك تبادلات. ونقوم ببحث مشاكلنا" معربا عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق في الدوحة ليمضي الحوار الوطني قدما.
وأضاف "لا يمكنني القول من سيوقع ولكن الحوار سيعقد".
تشاد بلد محوري يقع على حدود دول تعاني من وضع هش بالفعل مثل نيجيريا وليبيا والسودان
لساعات طويلة داخل غرفهم في الفنادق، تنتظر المجموعات المتنافسة رؤية خطة لمباشرة محادثات السلام والتي يرسمها المبعوث الخاص للحكومة القطرية مطلق بن ماجد القحطاني، والذي تولى في السابق العديد من المهام الصعبة من بينها إقناع طالبان والولايات المتحدة بإجراء محادثات في الدوحة.
وتتراوح قوى المعارضة بين متمردين في معسكرات معزولة إلى نشطاء سياسيين غير مسلحين. لكن الخلافات الشخصية والسياسية تشكل تحديا إضافيا أمام القحطاني.
ويرى الباحث المتخصص في أفريقيا في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية بنجامان اوجيه أن "الاختلافات بين المجموعات -العسكرية والسياسية الكلاسيكية- تعني انه من الصعب التوفيق بين وجهات النظر المختلفة".
وترفض جميع الأطراف الانخراط مباشرة مع الحكومة. وأكد عدد من المندوبين أنهم يريدون ضمانات متعلقة بسلامتهم حال عودتهم إلى نجامينا للمشاركة في الحوار الوطني.
وتطالب الاطراف أيضا بأن يتعهد ديبي بألا يترشح للانتخابات الجديدة.
وسعى القحطاني إلى تقليص أعداد المشاركين أثناء إعداد ملخص لمطالبهم المتباينة. وليس من الواضح متى سيكون التقرير جاهزا.
وتؤكد الحكومة والمعارضة أنهما ستنتظران التقرير. بينما يرغب الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ودول اخرى في إحراز تقدم.
ويؤكد اوجيه أن "تشاد بلد محوري، ويقع على حدود دول تعاني من وضع هش بالفعل" مشيرا إلى النزاعات الداخلية او الصراع مع المسلحين في دول مثل نيجيريا وليبيا والسودان.
وتحظى المحادثات باهتمام في أفريقيا بسبب موقع تشاد في قلب منطقة تواجه تحديا متزايدا من المتشددين الإسلاميين.
وتواجه الاطراف التشادية الموجودة في الدوحة حاليا فترة انتظار غير مؤكدة. وبحسب أوجيه فإنه "قد يتم تأجيل الحوار الوطني".
وتابع "في الوقت الحالي، تلتزم السلطات التشادية بالموعد حتى لا تزيد من صعوبة المحادثات الصعبة أصلا في الدوحة".
ويحفل تاريخ تشاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 بمحاولات انقلاب فاشلة وناجحة وعمليات تمرد أدت إلى مقتل عشرات الآلاف في نزاعات مختلفة.