رئيسي يدعو العراق لعدم السماح بزعزعة أمن إيران!

الرئيس الإيراني يقول إن بلاده تراقب عن كثب تحرّكات إسرائيل وأنها لن تسمح لها بتعريض أمن المنطقة للخطر بواسطة أيّ بلد كان بما في ذلك العراق.

طهران - دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم الخميس السلطات العراقية إلى عدم السماح باستغلال أراضيها لزعزعة أمن الجمهورية الإسلامية، وفق بيان صادر عن الرئاسة الإيرانية.

واتّهم رئيسي إقليم كردستان بـ"الإهمال"، مؤكدا أن إيران تراقب عن كثب تحرّكات إسرائيل وهي لن تسمح لها بتعريض أمن المنطقة للخطر، بواسطة أيّ بلد كان، بما في ذلك العراق.

وقال "تتوّقع إيران بشدّة من الدول الجارة عموما والعراق خصوصا ألا تسمح بما من شأنه أن يزعزع أمن الجمهورية الإسلامية".

وكان الرئيس الإيراني يشير إلى اتهامات سابقة بوجود عناصر من الموساد الإسرائيلي في أربيل وسبق للحرس الثوري الإيراني أن أعلن رسميا قصفه لمقر في عاصمة الإقليم قال إنه كان مخصصا لأنشطة إسرائيلية معادية لطهران، لكن السلطات الكردية نفت بشدة تلك المزاعم ونددت إلى جانب الحكومة الاتحادية بالعدوان الإيراني على جزء من الأراضي العراقية واعتبرته حكومة مصطفى الكاظمي انتهاكا لسيادة العراق.

وجاءت تصريحات الرئيس الإيراني الخميس خلال لقاء في طهران مع وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين. وردّ الأخير بالقول إن بلده لن يشكّل قاعدة لشنّ أعمال تستهدف أمن إيران، وفق ما جاء في البيان.

وقال الوزير العراقي "نحن مستعدّون لتعاون واسع بما في ذلك في مجال الأمن للحيلولة دون أيّ تهديد لمصالح الجمهورية الإيرانية الإسلامية".

وفي مارس/اذار، أطلقت إيران عدّة صواريخ استهدفت أربيل عاصمة إقليم كردستان، متسبّبة بإصابة مدنيين اثنين إصابات طفيفة وتدمير جزء من مقر رجل أعمال كردي عراقي معروف ينشط في مجال الطاقة. وأكّد الحرس الثوري تنفيذ تلك الهجمات الصاروخية بحجّة استهداف "مركز استراتيجي" مستخدم من إسرائيل.

واعتبر محافظ أربيل أوميد خوشناو أن "لا أساس" للمعلومات بشأن مواقع إسرائيلية في أربيل وفي محيطها، مؤكّدا عدم وجود مواقع إسرائيلية في المنطقة.

وندّدت وزارة الخارجية العراقية بدورها بتلك الهجمات الصاروخية واستدعت السفير الإيراني للاحتجاج عليها.

وقال فؤاد حسين الخميس إن "العراق ليس دولة جارة فحسب بل هو أيضا حليف وصديق للجمهورية الإيرانية الإسلامية".

وكان مسؤولون عراقيون وأتراك قد ذكروا لاحقا أن خطة وليدة لإقليم كردستان العراق لتزويد تركيا وأوروبا بالغاز بمساعدة إسرائيل تعد جزءا مما أغضب إيران ودفعها لقصف العاصمة الكردية أربيل بصواريخ باليستية.

وكان الهجوم الذي وقع في 13 مارس/آذار على أربيل بمثابة صدمة للمسؤولين في جميع أنحاء المنطقة لشراسته، وكان هجوما معلنا نادرا من قبل الحرس الثوري الإيراني.

وقال الثوري الإيراني حينها إن الهجوم أصاب "مراكز إستراتيجية" إسرائيلية في أربيل وكان ردا على غارة جوية شنتها إسرائيل وقتلت اثنين من أعضائها في سوريا.

لكن اختيار الهدف أثار حيرة العديد من المسؤولين والمحللين. وأصابت معظم الصواريخ الإثنى عشر فيلا رجل أعمال كردي يعمل في قطاع الطاقة في إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي.

وقال مسؤولون عراقيون وأتراك تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم إنهم يعتقدون أن الهجوم كان بمثابة رسالة متعددة الجوانب لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، غير أن الدافع الرئيسي كان خطة لضخ الغاز الكردي إلى تركيا وأوروبا بمشاركة إسرائيل.

وقال مسؤول أمني عراقي "كان هناك اجتماعان في الآونة الأخيرة بين مسؤولي الطاقة والمتخصصين الإسرائيليين والأميركيين في الفيلا لمناقشة شحن غاز كردستان إلى تركيا عبر خط أنابيب جديد".

وأبلغ مسؤول أمني إيراني كبير بأن الهجوم كان "رسالة متعددة الأغراض لكثير من الناس والجماعات. والأمر يعود إليهم في كيفية تفسيره. وأيا كان ما تخطط له (إسرائيل)، من قطاع الطاقة إلى الزراعة، فهو لن يتحقق".

وأكد مسؤولان تركيان وجود محادثات شارك فيها مسؤولون أميركيون وإسرائيليون جرت في الآونة الأخيرة لبحث إمداد تركيا وأوروبا بالغاز الطبيعي من العراق، لكنهما لم يكشفا عن مكانها.

وقال المسؤول الأمني العراقي ومسؤول أميركي سابق مطلع على الخطط إن رجل الأعمال الكردي الذي أصيب منزله بالصواريخ الإيرانية، وهو باز كريم البرزنجي، كان يعمل على تطوير خط أنابيب لتصدير الغاز.

ويضع ذلك الكشف هجوم إيران على أربيل في سياق مصالح الطاقة للأطراف الإقليمية، وليس هجوما عسكريا إسرائيليا واحدا على الحرس الثوري الإيراني، كما ورد على نطاق واسع.