معلومات عن حسابات شقيق سلامة قد تحدث اختراقا في سير التحقيق

حاكم مصرف لبنان يعلن أن هيئة التحقيق الخاصة التابعة للمصرف وافقت على تسليم معلومات الحسابات الخاصة برجا سلامة إلى النائب العام التمييزي غسان عويدات.
رياض سلامة يتنحى عن رأس هيئة تحقيق خاصة تابعة للمركزي اللبناني
بنوك لبنانية ترفض كشف معلومات متذرعة بالسرية المصرفية

بيروت - من المقرر أن يحصل تحقيق لبناني في مزاعم اختلاس وغسل أموال يواجهها حاكم المصرف المركزي رياض سلامة وشقيقه رجا على معلومات جديدة عن حسابات بنكية للشقيق اليوم الخميس في تطور قد يدفع سير التحقيق.

وتعلق لسلطات القضائية آمالا كبيرة على هذه المعلومات ضمن جهود مضنية لكشف ملابسات ما يعتقد أنها أكبر قضية اختلاس وتبييض أموال في لبنان الذي تقول تقارير منظمات دولية إنه غارق في فساد مالي غير مسبوق تسبب في دفع اقتصاد البلاد إلى حافة الهاوية وأكثر من نصف اللبنانيين إلى براثن الفقر.

ويعاني لبنان من أزمة طاحنة متعددة الرؤوس سياسية واقتصادية واجتماعية وسط انهيار قياسي للعملة الوطنية (الليرة) لامست عتبة الـ90 بالمئة وحالة من الجمود السياسي وغياب رؤية واضحة للخروج من الأزمة.

ويواجه سلامة تحقيقات قضائية في لبنان وخمس دول أوروبية على الأقل في مزاعم باختلاس ما لا يقل عن 330 مليون دولار من الأموال العامة هو وشقيقه الأصغر رجا. وينفي كلاهما هذه الاتهامات.

وأكد رياض سلامة لرويترز اليوم الخميس أن هيئة التحقيق الخاصة التابعة لمصرف لبنان وافقت على تسليم معلومات الحسابات الخاصة برجا سلامة إلى النائب العام التمييزي غسان عويدات.

وعادة ما يرأس حاكم البنك المركزي الهيئة، لكنه قال إنه تنحى عن رئاستها حتى لا يحدث أي تضارب في المصالح

وكان عويدات قد أرسل في وقت سابق خطابات إلى البنوك اللبنانية يطلب فيها تزويد القضاء بمعلومات الحسابات التي تخص رجا سلامة. ورفضت البنوك متذرعة بقوانين السرية المصرفية وقدمت المعلومات بدلا من ذلك إلى الهيئة التابعة للبنك المركزي.

وتأتي الخطوة بينما قامت قاضية فرنسية تحقق في نفس الاتهامات الموجهة للأخوين سلامة بزيارة غير مسبوقة لبيروت، فيما يسعى القضاة في أوروبا أيضا للحصول على هذه المعلومات لأنها قد تقدم إجابات بخصوص المكان الذي انتهت إليه عائدات مكاسبهما المزعومة غير المشروعة.

وقالت ثلاثة مصادر قضائية لرويترز إن قاضية التحقيق الفرنسية أود بوريسي التقت بعويدات اليوم الخميس في محكمة ببيروت في أول زيارة من نوعها لأحد من القضاة الأوروبيين.

وقال شخصان مطلعان على الأمر إن زيارتها تهدف جزئيا إلى الحصول على معلومات الحسابات الخاصة بالأخوين سلامة وأشخاص غيرهما بالتحقيق قد يكونون ضالعين في الأمر.

وأحجمت السفارة الفرنسية عن التعليق قائلة إنها لا تشارك في التنسيق بين السلطتين القضائيتين. ومن شأن تسليم المعلومات الكاملة أن يمثل تقدما كبيرا في التحقيقات بعد تأخير مستمر منذ شهور.

وقضية حاكم مصرف لبنان وشقيقه من بين القضايا المعقدة التي ينظر فيها القضاء اللبناني في خضم أزمة طاحنة ضربت البلاد منذ العام 2019 ويعتقد شق كبير من اللبنانيين وحتى من السياسيين أن لرياض سلامة دور في الأزمة الراهنة وهو الذي يقود البنك المركزي منذ 1 أغسطس/اب 1993.

وفي أبريل/نيسان الماضي أمر قاضي تحقيق لبناني بمصادرة ممتلكات تعود إلى رجا سلامة الذي ألقي القبض عليه الشهر الماضي واتهم بالتواطؤ في قضية إثراء غير مشروع.

ونفي محامي سلامة الذي اعتقل في 17 مارس/آذار، التهم الموجهة إليه حيث قرر قاضي التحقيق نقولا منصور الإفراج عنه بكفالة قدرها 500 مليار ليرة لبنانية (نحو 20 مليون دولار).

ووجهت اتهامات في 25 مارس/آذارلحاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، الشقيق الأكبر لرجا، بالإثراء غير المشروع. وهو ينفي أيضا هذه الاتهامات.

ويرفض رياض سلامة المثول أمام القضاء اللبناني في تهم فساد لكنه عبر في مناسبة سابقة عن استعداده للقاء ممثلي الادعاء السويسريين وجها لوجه والرد على أسئلتهم بشأن تحقيقهم في غسل الأموال.