فرنسا تدخل على خط حوار الدوحة بين فرقاء تشاد

الرئيس الفرنسي يناقش مع رئيس المجلس العسكري التشادي سبل دفع الحوار الوطني الذي تأجل بطلب من الوسيط القطري، معربا عن استعداد بلاده لدعم المحادثات بين المتمردين والرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي.
فرنسا تحرص على تسوية الخلافات في تشاد بعد توتر علاقاتها مع مالي
باريس تنظر لتشاد كحليف مهم في مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل الافريقي

باريس - دخلت فرنسا على خط الحوار الوطني المتعثر بين الفرقاء التشاديين والذي تأجل مرة أخرى بطلب من الدوحة التي استضافت جولات سابقة دون أن تحرز المحادثات نتائج تذكر رغم ابداء كل الأطراف استعدادها لحل الأزمة.

وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة عن أمله بعقد الحوار الوطني في تشاد "في موعد وشيك" وعرض دعم فرنسا في هذا الصدد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي إيتنو.

وذكر قصر الإليزيه أن ماكرون "أشاد بالتزام محاوره إجراء الحوار الوطني في ظروف جامعة وفي موعد وشيك".

وويأتي ذلك بعد إعلان المجلس العسكري الانتقالي التشادي الأحد تأجيل المنتدى المقرر عقده في 10 مايو/ايار والذي كان من شأنه أن يؤدي إلى تسليم السلطة لمدنيين منتخبين.

وجاء الإرجاء بناء على طلب قطر وسيط "الحوار التمهيدي" الجاري منذ شهر ونصف شهر في الدوحة بين المجلس العسكري وعشرات الجماعات المتمردة.

وكانت باريس قد ردّت على هذا الإعلان الاثنين بالتعبير عن "تمسكها بإجراء حوار في أسرع وقت ممكن" بينما تمر العلاقات بين فرنسا ومالي والمجلس العسكري الحاكم في مالي بتوترات شديدة خاصة بعد طلب المجلس من القوات الفرنسية إنهاء وجودها العسكري وألغى الاتفاقيات الدفاعية معها.

وتحرص فرنسا على احتواء التوترات في منطقة الساحل الإفريقي بينما تراهن على الشريك التشادي لدعم جهودها بعد تصدع العلاقات مع مالي.

وتحقيقا لهذه الغاية، أكد إيمانويل ماكرون "استعداد فرنسا لدعم النقاشات الجارية مع الجماعات السياسية والعسكرية في الدوحة لتنضم الأخيرة إلى الحوار الوطني وعملية الانتقال"، بحسب الرئاسة الفرنسية.

وتتابع فرنسا عن كثب تطورات الوضع في تشاد، أحد حلفائها في مكافحة الجماعات الجهادية في منطقة الساحل منذ الموت المفاجئ في 20 أبريل/نيسان 2021 للرئيس إدريس ديبي الذي قاد البلاد بقبضة من حديد لأكثر من ثلاثة عقود.

وفي اليوم نفسه، أعلن الجيش نجله محمد إدريس ديبي إتنو "رئيسا انتقاليا"، وهو جنرال شاب يبلغ من العمر 37 عاما بات يقود البلاد على رأس مجلس عسكري مؤلف من 15 جنرالا.

وقد اعترف به المجتمع الدولي وفي مقدمته فرنسا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، فيما تفرض الأطراف نفسها عقوبات على العسكريين الانقلابيين في دول أخرى في إفريقيا.

وخلال المكالمة، تناول ماكرون وديبي الذي هنّأ الأول بإعادة انتخابه "قضايا الأمن الإقليمي، لا سيما في السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى والساحل"، وفق الإليزيه.

ومنذ إعادة انتخابه، كثّف إيمانويل ماكرون المكالمات مع قادة آخرين، فتحدث مع سبعة منهم الخميس، كما تحدث الجمعة مع نظيره التونسي قيس سعيّد وكذلك ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقد ناقش معه خصوصا تداعيات الحرب في أوكرانيا على سوق الطاقة.