اسبانيا تظفر في ختام زيارة أمير قطر باستثمارات إضافية

مدريد - اختتم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد اليوم الأربعاء زيارته لاسبانيا التي وصلها أمس الثلاثاء ضمن جولة أوروبية خارجية تأتي على وقع حرب روسيا في أوكرانيا ومساعي الإمارة الخليجية أكبر مصدر للغاز في العالم للتوسيع منافذها وزيادة استثماراتها الخارجية.  

وعزّزت الدوحة ومدريد الأربعاء علاقاتهما الاقتصادية في اليوم الثاني والأخير من زيارة دولة يجريها الشيخ تميم لاسبانيا، وصفتها المملكة الأوروبية الساعية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تنويع مصادر إمدادها بالغاز، بأنها ذات بعد استراتيجي.

والزيارة هي الأولى التي يجريها الأمير تميم بن حمد منذ توليه السلطة في العام 2013، وتم خلالها "توقيع 12 اتفاقا" بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة والتعليم والعلوم، وفق الحكومة الإسبانية التي لم تعط المزيد من التفاصيل.

من جهتها أعلنت قطر زيادة حجم استثماراتها في إسبانيا بمقدار خمسة مليارات دولار (4.75 مليارات يورو) لتنفيذ "استثمارات في البلاد في السنوات المقبلة".

وتم توقيع اتفاقية بين الصندوق السيادي القطري "جهاز قطر للاستثمار" والوكالة الإسبانية العامة للاستثمارات "كوفيديس" من أجل "تحديد الفرص الاستثمارية" بما يتوافق مع الخطة الأوروبية للإنعاش الاقتصادي في مرحلة ما بعد كوفيد-19 المتمحورة خصوصا حول مصادر الطاقة المتجددة والمجال الرقمي.

وقال رئيس الوزراء الإسباني خلال منتدى اقتصادي مع مسؤولين في الوفد القطري إن زيادة الاستثمارات القطرية التي أعلنها أمير قطر تعد "مبادرة ثقة بالاقتصاد والمؤسسات الإسبانية".

ووفق مدريد بلغت استثمارات قطر في المملكة 2.67 مليار يورو قبل جائحة كوفيد-19، ما جعل الإمارة الخليجية تحتل المرتبة 24 في قائمة الدول الأكثر استثمارا في إسبانيا.

وبالتالي فإن الاستثمارات القطرية في إسبانيا سترتفع بعد الزيادة المعلنة الأربعاء إلى نحو ثلاثة أضعاف. وأكدت الحكومة الإسبانية في بيان أنه "في السياق الحالي للنزاع الدائر في أوكرانيا يكتسي هذا الإطار الاستراتيجي الثنائي الجديد أهمية خاصة بالنسبة لإسبانيا"، مشددة على أهمية "أمن الطاقة".

وتمتلك قطر ثالث اكبر احتياطي من الغاز في العالم وهي حاليا خامس أكبر مورّد للغاز المسال إلى إسبانيا خلف الولايات المتحدة والجزائر ونيجيريا ومصر.

وفي أبريل/نيسان بلغت نسبة الغاز القطري الذي استوردته إسبانيا 4.4 بالمئة من مجمل واردات المملكة من المادة. وبحسب مدريد يمكن زيادة هذه النسبة على ضوء القدرات التي تتمتع بها قطر على صعيد إنتاج الغاز.

وقبل الزيارة كان سفير قطر لدى إسبانيا عبدالله الحمر قد صرّح خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة "20 دقيقة" الإسبانية اليومية "نعمل بتنسيق وثيق مع نظرائنا الأوروبيين" في ما يتعلق بـ"تموين" الاتحاد الأوروبي "بالغاز الطبيعي المسال على المدى الطويل".

ومدريد هي المحطة الأولى في جولة أوروبية بدأها أمير قطر الثلاثاء وسيزور خلالها ألمانيا والمملكة المتحدة وسلوفينيا قبل التوّجه إلى المنتدى الاقتصادي العالمي الذي سيعقد هذا العام في منتجع دافوس من 22 مايو/ايار ولغاية 26 منه.