ما كل حكة وراءها جدري القرود!

ان كنت تعاني من حكة جلدية او طفح فلا داعي للقلق فانت على الأرجح لست مصابا بالمرض الفيروسي المنشتر حديثا، لكن اليك بعض العلامات المميزة له.

لندن – ان كنت تعاني من حكة جلدية او طفح فلا داعي للقلق، فانت على الأرجح لست مصابا بجدري القرود الذي تثير توسع رقعة انتشاره يوميا المخاوف في اصقاع العالم، لكن السؤال الاهم هو كيف نفرق اذا بين الأخير وبقية الامراض الجلدية الشائعة مثل الجدري المائي والجرب ولدغات الحشرات والزهري وغيرها.

اولا لابد أن تسأل نفسك في البداية هل من المحتمل أن تصاب بالفيروس أصلا؟ مع العلم أن الإصابة تحدث نتيجة ملامسة شخص مصاب، وغالبا تنتقل العدوى من جلد إلى جلد. ويوجد عدد قليل جدا من الأشخاص المصابين به في العالم حاليا، مما يعني أنه لا توجد فرص كثيرة للإصابة.

وتتراوح فترة حضانة الفيروس عادة من 5 إلى 21 يوما أما أعراضه فتشبه أعراض الجدري، حمى وصداع وآلام العضلات، تورم غدد لمفاوية خلال الأيام الخمسة الأولى لكنها عادة ما تكون أقل حدة.

ثم يظهر طفح جلدي (على الوجه وراحتي اليدين وأخمص القدمين)، وبثور ومن ثم قشور.

وينتشر المرض عبر لمس ملابس وافرشة المصاب او لمس البثور وايضا عن طريق سعال او عطاس المصاب او الاتصال المباشر بسوائل جسم المريض عن طريق العلاقات الجنسية مثلا.

أول شيء ستلاحظه عند حدوث إصابة بجدري القرود هو ظهور أعراض أشبه بأعراض الأنفلونزا، الشعور بالتعب، والتوعك عموما وارتفاع درجة حرارة الجسم، إنه ما يسميه الأطباء "فترة غزو" المرض، أي عندما يدخل الفيروس خلايا الجسم.

يحدث انتفاخ للغدد بعد ذلك، نظرا لأن الجهاز المناعي يكثف حربه ضد العدوى.

ثم يحدث طفح جلدي، يمر بمراحل مختلفة من "الهياج الجلدي"، يبدأ بطفح سطحي واحمرار، ثم تتكون نتوءات وتقرحات، قبل مرحلة تكوين قشور.

يقول روزاموند لويس، من برنامج الطوارئ التابع لمنظمة الصحة العالمية لبي بي سي عربي "يبدأ الأمر بما نسميه بُقع، مجرد مناطق حمراء، ثم تتطور إلى بثور، وهو شيء يمكن الشعور به".

جدري القرود
تكتلات ونتوءات حمراء تتقرح وتمتلئ بسائل أبيض يشبه القيح

ثم تبدأ هذه التكتلات والنتوءات الحمراء في التقرح، وتمتلئ بسائل أبيض يشبه القيح.

بعدها تذبل هذه البثور وتتقشر، وتلتئم القشرة في النهاية وتسقط.

ويقول لويس: "هذا هو سبب الخلط بينه وبين الجديري المائي".

يبدأ الطفح الجلدي لجدري القرود عادة على الوجه، وأحيانا في الفم، ثم الذراعين والساقين واليدين والقدمين، وكذلك جذع الجسم.

وفي بعض الحالات غالبا يكون الطفح الجلدي حول منطقة الأعضاء التناسلية، ويقول الدكتور لويس: "قد لا يكون الطفح الجلدي مرئيا لأنه قد يكون مغطى".

يمكن للطفح الجلدي، الذي قد يبدو مختلفا إلى حد ما عن لون البشرة، أن يلوث أغطية الفراش والملابس.

وتنصح هيئة التأمين الصحي البريطانية بضرورة التعرف على أي تغيير أو مرض جلدي غريب يطرأ على الجسم، لاسيما حول الأعضاء التناسلية، وأن يتواصل المصابون مع الخدمات الطبية اللازمة وخدمة الصحة الجنسية إذا كانت لديهم أي مخاوف.

وتقول تانيا بليكر، رئيسة الجمعية البريطانية لأطباء الأمراض الجلدية: "قد يكون التمييز بين أنواع الطفح الجلدي المختلفة أمرا بالغ الصعوبة، لذا إن ساورك شك فعليك اتباع الإرشادات والتأكد".