إيران تتقلب بين احتجاج وآخر مع تدهور الوضع المعيشي

المتقاعدون ينظمون مسيرات احتجاجية تنديدا بزيادة في المعاشات لا تتناسب ومعدل تضخم مرتفع وانهيار الريال، مرددين هتافات من قبيل "الموت لرئيسي" وهي هتافات باتت تتكرر وشملت خامنئي ورموز الحكم.
المتقاعدون في ايران: ننفق بالدولار ودخلنا بالريال
وضع معيشي صعب في إيران بسبب الأزمة الاقتصادية والعقوبات الأميركية
المحتجون يتهمون حكومة رئيسي بسوء إدارة الأزمة

طهران - تتعاظم القلاقل الاجتماعية في إيران على وقع وضع اقتصادي صعب وأزمة مالية ناجمة في جزء كبير منها عن العقوبات الأميركية وعن إدارة سيئة للأزمة مع توجيه مخصصات مالية ضخمة لدعم القطاع العسكري على حساب القطاعات الأخرى.

ولا تكاد الاحتجاجات تهدأ في الجمهورية الإسلامية حتى تتفجر أخرى وكلها مرتبطة بتدهور المستوى المعيشي للإيرانيين وبفساد مالي وإداري تقول السلطة الدينية المتهمة بدورها بالفساد، إنها تكافحه وتحث الشعب على التقشف.

وفيما لم تبرد الاحتجاجات على انهيار مبنى من 10 طوابق ومقتل عدد من الإيرانيين وهو حادث تعزوه جهات إيرانية إلى استشراء الفساد والغش، قالت وكالة أنباء فارس وتقارير على مواقع التواصل الاجتماعي إن أرباب معاشات (المتقاعدون) نظموا احتجاجا في إيران اليوم الاثنين على ارتفاع تكاليف المعيشة وذلك في تحد آخر للسلطات التي تواجه قلاقل منذ أسابيع.

وذكرت الوكالة شبه الرسمية أن المتظاهرين في تبريز بشمال غرب إيران هتفوا "نفقاتنا بالدولار.. دخلنا بالريال"، مضيفة أن "نحو ألف من أرباب المعاشات تجمعوا للاحتجاج سلميا ورافقتهم الشرطة" في المدينة.

وذكرت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أنها تظهر حشودا في قزوين وشيراز وشوشتار ومدن أخرى وردد كثيرون شعارات مناهضة للحكومة وإدارة الرئيس إبراهيم رئيسي للاقتصاد.

وقالت وزارة العمل والرعاية والضمان الاجتماعي يوم الأحد إنها زادت المعاشات 57.4 بالمئة إلى 55.8 مليون ريال إيراني (177 دولارا) شهريا، لكن أرباب المعاشات يقولون إن الحكومة تأخرت كثيرا في معالجة التضخم الذي تشهده البلاد منذ سنوات.

وشهدت إيران سلسلة من الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وبعد انهيار مبنى ألقى المتظاهرون باللوم فيه على الإهمال والفساد.

وألقى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي باللوم في بعض الاضطرابات على "أعداء أجانب" يسعون للإطاحة بالجمهورية الإسلامية، بينما تعالت أصوات المحتجين على انهيار المبنى بهتافات "الموت لخامنئي" و "ليرحل الملالي".

وذكرت مواقع إخبارية إيرانية معارضة أن المحتجين الذين خرجوا في مظاهرات في عدة مدن، رددوا هذه المرة هتافات من قبيل "الموت لرئيسي" (في إشارة إلى الرئيس الإيراني) و"كفى وعود.. موائدنا فارغة" و "عار عليك أيها الوزير الكفء"

وأشارت إلى أن المحتجين وهم من المتقاعدين، يطالبون بزيادة في المعاشات تتناسب مع غلاء الأسعار، متهمين السلطات بأنها لم تمتثل لقرار مجلس العمل بزيادة الأجور 38 بالمائة.

وهدد مجلس إدارة جمعية متقاعدي الأهواز في بيان مساء الأحد بأنه سوف ينظم احتجاجات أمام محكمة العدل الإدارية تنديدا بانتهاك الحكومة للقانون، ملوحا أيضا بأنه سيُحيل الأمر إلى منظمة العمل الدولية.

وكان المتحدث باسم الحكومة قد دافع أمس الأحد في تغريدة على حسابه بتوتير عن الإجراءات الحكومية، معتبرا أن الزيادة التي أقرت في معاشات المتقاعدين تعتبر "إحدى أكبر الزيادات في الـ20 عاما الماضية وما يقرب من 20 بالمائة فوق معدل التضخم الرسمي".

وتشهد إيران في الأسابيع الأخيرة موجة احتجاجات اجتماعية للمطالبة بزيادة المعاشات التقاعدية مع انهيار الريال إلى مستويات متدنية وارتفاع معدل التضخم مع موجة غلاء غير مسبوق.

وتأتي هذه الاحتجاجات بينما تعثرت جهود إحياء الاتفاق النووي للعام 2015 بسبب تمسك إيران بمطلب شطب الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية بعد أن كانت قد أعلنت التوصل لاتفاق مع واشنطن بوساطة الدول المشاركة في خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي).

وعطل جمود مفاوضات فيينا النووية رفع العقوبات عن إيران لتحرم بذلك من إيرادات ضخمة لصادرات النفط في ذروة الأسعار التي ارتفعت بدفع من حرب روسيا في أوكرانيا.