ايران تطفئ كاميرات وتزيد أجهزة الطرد وتخزن يوارنيوم عالي التخصيب
طهران - أعلنت إيران الأربعاء وقف العمل بكاميرتَين على الأقل لمراقبة نشاطاتها النووية تابعتَين للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي ردّت بعد ساعات بتبني قرار انتقدت فيه عدم تعاون طهران.
وقالت الوكالة ايضا إن إيران بدأت تركيب أجهزة طرد مركزي متطورة من طراز (آي.آر-6) في مجموعة واحدة بمحطة تخصيب تحت الأرض في نطنز بما يتماشى مع ما أعلنته من فترة طويلة، لكنها تعتزم الآن إضافة مجموعتين أخريين.
وقبل تبني القرار كانت طهران قد بادرت إلى وقف عمل كاميرتين وضعتهما الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة أنشطتها النووية.
مؤخرا أصدرت الوكالة تقريرا اعتبرت فيه أن طهران لم تقدم ايضاحات كافية بشأن العثور على آثار لمواد نووية في ثلاث مواقع غير مصرّح عنها.
وهذا النص الذي قدمته الولايات المتحدة ومجموعة الدول الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) هو أول انتقاد لطهران تصوّت عليه وكالة الأمم المتحدة منذ حزيران/يونيو 2020، على خلفية تسريع البرنامج النووي الإيراني وتوقف المفاوضات الرامية إلى إحياء اتفاق العام 2015.
ووافق 30 عضوا على القرار الذي عارضته روسيا والصين، وفق دبلوماسيين، فيما امتنعت الهند وليبيا وباكستان عن التصويت.
مجرد أسابيع قليلة فقط تفصل إيران عن انتاج مواد كافية لصنع سلاح نووي اذا استمرت على هذا المنوال
من جهة ثانية تناول تقرير سري للوكالة أُرسل إلى الدول الأعضاء قبل فترة وجيزة من إصدار مجلس المحافظين قراره بانتقاد ايران.
وذكرت الوكالة في التقرير الذي نشرت رويترز مقتطفات منه أنه "في 6 يونيو 2022، تحققت الوكالة من أن إيران بدأت في تركيب أجهزة طرد مركزي من طراز آي.آر-6 في مجموعة واحدة سبق أن أبلغت بها إيران الوكالة"، مضيفة أن التركيب في المجموعتين الأخريين لم يبدأ بعد.
وبحسب التقرير، أبلغت إيران الوكالة في رسالة تلقتها في السادس من يونيو/حزيران الجاري باعتزامها تركيب "مجموعتين جديدتين" من أجهزة آي.آر-6 في المحطة تحت الأرض.
وأضاف التقرير "في 8 يونيو 2022، تحققت الوكالة أيضا من أن تركيب مجموعتي آي.آر-6 'الجديدتين' لم يبدأ بعد".
وحضّت واشنطن ولندن وباريس وبرلين الأربعاء في بيان مشترك إيران على "الوفاء بالتزاماتها القانونية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
ورحّبت وزارات خارجية الدول الأربع في بيان مشترك بقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي جاء "ردا على عدم تعاون إيران بشكل كاف" معها في ما يتعلق بـ"ضمانات جدية وعالقة" على صعيد أنشطتها النووية.
ورحّبت إسرائيل بقرار الوكالة الدولية معتبرة أنه "سابقة وخطوة أولى ضرورية" نحو تحقيق هدف "إعادة إيران للامتثال إلى واجباتها على صعيد الضمانات".
ويأتي ذلك في ظل تعثر مباحثات إيران والقوى الكبرى لإحياء اتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي الذي انسحبت واشنطن منه في 2018، وأتاح رفع عقوبات مقابل تقييد أنشطة ايران النووية وضمان سلمية البرنامج.
ومنذ مطلع 2021، فرضت إيران قيودا على عمل مفتشي الوكالة، واتخذت اجراءات شملت خصوصا عدم تزويد الوكالة بتسجيلات كاميرات المراقبة.
وأبدت الدول الغربية امتعاضها جراء الجمود الذي طرأ على محادثات إحياء اتفاق 2015 منذ آذار/مارس، لاسيما مع مواصلة إيران أنشطتها النووية وعدم توضيح مسألة المواقع غير المعلنة.
وفي تقرير منفصل، أكدت الوكالة أن إيران باتت تملك مخزونات كبيرة من اليورانيوم المخصب، بكميّات ونسب تخصيب أعلى بكثير من تلك المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015.
وحذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الإثنين من أن "مجرد أسابيع قليلة فقط" تفصل إيران عن الحصول على مواد كافية لصنع سلاح نووي اذا استمرت على هذا المنوال في تخصيب اليورانيوم.
وقالت الحكومات الغربية الأربع في بيان مشترك ليل الثلاثاء إن برنامج ايران النووي الآن "أكثر تقدما من أي وقت مضى"، وأن مراكمة إيران لليورانيوم المخصب ليس "مبررًا على نحو موثوق للاستخدامات المدنية".