هل يجب ان نتجهز لعودة قوية لكورونا؟

وسط تصاعد حالات المرض الوبائي في عدة مناطق حول العالم، دراسة جديدة تجد ان متغيرات متفرعة من متحور أوميكرون تستطيع التهرب من المناعة المكتسبة عبر اللقاحات والإصابة السابقة.

واشنطن – وسط ملامح موجات وبائية جديدة لكورونا، يسعى العلماء لفهم سبب انتشار المرض مجددا وهو ما توصل اليه فريق علماء وجد ان متغيرات متفرعة من متحور أوميكرون تستطيع التهرب من المناعة المكتسبة عبر اللقاحات والإصابة السابقة.

وفي دراسة نشرت الاربعاء، قال  باحثون بمركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي في بوسطن ان متفرعي "BA.4" و"BA.5" من متحور أوميكرون شديد العدوى يمكنهما إصابة الأشخاص بكوفيد-19 حتى وإن حصلوا على 3 جرعات من اللقاح أو سبق وأن أصيبوا بالمرض.

ومع ذلك، لا يزال اللقاح المضاد لكوفيد-19 يوفر حماية كبيرة ضد الأمراض الشديدة والوفاة.

ووفق العلماء، فان مستويات الأجسام المضادة المعادلة التي تسببها عدوى أو لقاحات سابقة أقل عدة مرات من المتغيرات الفرعية الجديد مقارنة بالفيروس التاجي الأصلي.

وقال دان باروش، مؤلف الدراسة ومدير أبحاث الفيروسات واللقاحات بمركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي لشبكة "سي إن إن" الأميركية إن البيانات تشير إلى أن "هذه المتغيرات الفرعية الجديدة من أوميكرون من المحتمل أن تؤدي إلى زيادة في العدوى للسكان الذين لديهم مستويات عالية من المناعة الناتجة عن اللقاح، بالإضافة إلى المناعة الطبيعية" جراء الإصابة السابقة.

وأضاف: "مع ذلك، فمن المرجح أن مناعة اللقاح ستظل توفر حماية كبيرة ضد المرض الشديد".

من المرجح أن مناعة اللقاح ستظل توفر حماية كبيرة ضد المرض الشديد

وتسببت المتغيرات "BA.4" و"BA.5" في ما يقدر بنحو 35 بالمئة من الإصابات الجديدة بكوفيد-19 بالولايات المتحدة الأسبوع الماضي، بزيادة من 29 بالمئة عن الأسبوع السابق، وفقا للبيانات التي نشرتها المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الثلاثاء.

وفي بحث منفصل أجراه علماء في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة، اكتشف العلماء أن متفرعي "BA.4" و"BA.5" كانا أكثر قدرة على الهروب من الأجسام المضادة في دم البالغين الذين تم تطعيمهم بالكامل وحصلوا على جرعات معززة مقارنة بالمتغيرات الفرعية الأخرى من أوميكرون، مما يزيد من خطر الإصابة بعدوى كوفيد للناس الملحقين.

من جهتها توقعت اختصاصية الفيزياء الحيوية، الدكتورة نيللي سوسيدوفا، أن سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ستنتشر في الصين أو دولة شرقية هذا الصيف.

تشير الاختصاصية، في حديث لراديو "سبوتنيك"، إلى أن انتشار عدوى كورونا يستمر في الصين، وبالتالي سيؤدي إلى ظهور متغير جديد.

وتقول "أعتقد أنه خلال هذا الصيف ستظهر طفرة جديدة في كورونا، وهذا أمر لا مفر منه. لأنه في بلد شرقي مثل الصين، حيث ينتشر كوفيد-19 بنشاط ستظهر سلالة جديدة".

وفي نفس السياق، قال تقرير في صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن سلالات "أوميكرون) الفرعية تتطور لاستهداف الرئتين والتغلب على المناعة. ومع زيادة حالات الإصابة في المملكة المتحدة يخشى العلماء أن المتغيرات الفرعية قد تكون مشابهة لمتغيرات ألفا ودلتا الأكثر فتكا.

وقد تكون أحدث المتغيرات الفرعية من أوميكرون قد تطورت بالفعل لاستهداف الرئة، مما أثار مخاوف من أن الموجة التالية من كوفيد-19 قد تبدأ.

ويرجح ان يكون ميل سلالات أوميكرون السابقة لتفضيل إصابة الأنسجة غير الرئوية أحد الأسباب التي تجعل العدوى تميل إلى أن تكون أكثر اعتدالا لدى معظم الناس.

في فرنسا مثلا، قال الدكتور بنجامين دافيدو، اختصاصي الأمراض المعدية في مستشفى ريموند بوانكاريه، "الوباء يتسارع مرة أخرى، على الرغم من الطقس الحار".

وقال دافيدو، للإذاعة الفرنسية، إن "المتغيرات الفرعية الجديدة من بي إيه 4 وبي إيه 5 هي أكثر عدوى بنسبة 10% إلى 15% وهذا ما يعطي الفيروس دفعة إضافية"، مضيفا أن الوضع على المدى المتوسط ​​قد يصبح "شديدا للغاية"، وصعبا "في مستشفيات البلاد".

وقال الخبير الصحي، الدكتور داميان ماسكريت، لتلفزيون فرانس 2 إن المتغيرات "بي إيه 4″ و"بي إيه 5" أدت إلى وفيات زائدة كبيرة في البرتغال، مضيفا أن دخول المستشفيات في فرنسا ارتفع بنسبة 27 بالمئة، وزاد القبول في العناية المركزة بنسبة 17 بالمئة في أسبوع.