تعاون مصري ياباني ينتزع من الكريمات الشمسية مخاطرها السرطانية

فريق بحثي يصنع مستحضرا جديدا واقيا من الشمس من جسيمات نانونية كبديل آمن لجسيمات التيتينيا الخطرة على الصحة، ما يشكل طفرة في هذا المجال.

رغم ان الأطباء يشددون على ضرورة استخدام المراهم الواقية من الشمس، الا ان دراسات حديثة نبهت الى ان بعض مكونات الاخير لا ترتبط بالجلد فحسب، بل يمكن أن تدخل لدى التعرض إلى أشعة الشمس، إلى الدم ما يثير مخاوف لدى المستخدمين خاصة وان بعض هذه الدهانات يحوي موادا مسرطنة، وهو المشكل الذي نجح فريق مصري ياباني في تخطيه.

وتوصل فريق بحثي مكون من كل من أ.د ماجد القمري أستاذ الكيمياء الضوئية وعلوم المواد النانونية رئيس جامعة كفر الشيخ السابق و د حمزة الحسيني مدرس علوم النانو بمعهد علوم وتكنولوجيا النانو بجامعة كفر الشيخ بالتعاون مع فريق بحثي من اليابان برئاسه أ.د يوسكي إيدي أستاذ المواد النانوية بالمعهد القومي لعلوم المواد بمدينه تسكوبا ومن جامعة هوكايدو وجامعة كيوتو وجامعة هيروشيما باليابان التغلب على هذه المشكلة من خلال تصنيع مستحضر جديد من الجسيمات النانونية كبديل آمن لجسيمات التيتينيا النانوية، يشكل طفرة في هذا المجال.

على الرغم من أن جزيئات التيتنيا (ثتائى أكسيد التيتانيوم) النانوية تستخدم على نطاق واسع في إنتاج الكريمات الواقية من الشمس ومستحضرات التجميل، إلا أن المفوضية الأوروبية أعلنت عام 2020 أن هذه المادة تشكل مخاطر صحية بسبب سميتها الخلوية والمسرطنة من المستوى الثانى. كما أن فرنسا حظرت إستخدامه في الصناعات الغذائية.

ويستخدم أكسيد التيتانيوم في صناعة مستحضرات التجميل والمستحضرات الصيدلانية ومواد البناء والأصباغ، ومواد الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، والمحفزات الضوئية وبعض الأطعمة.

والمستحضر الجديد عبارة عن مسحوق أبيض من أيون الحديد المتناسق مع مجموعة الهيدركسيل المائى تم تحضيرها من صدأ الحديد (أكسيد الحديد) تم دمجها داخل مسام وطبقات السليكات فىي شكل هندسي يمثل مصفوفات السليكا النانونية والحديد.

وتعمل هذه الجسيمات النانونيو على إمتصاص أشعه الشمس فوق البنفسجية وبالتالي حماية الإنسان من أشعة الشمس الضارة، وكذلك يمكن إستخدامها في تطبيقات أخرى مثل تحضير مستحضرات التجميل والحفز الضوئىي وغيرها من التطبيقات.

المادة أفضل في امتصاص الأشعة فوق البنفسجية،وموجودة في مصادر طبيعية

وفكرة عمل هذا المسحوق تحاكي ميكانيكية عمل بعض الإنزيمات البيولوجية والتي تحتوي على أيون الحديد المتناسق مع مجموعة الهيدركسيل المائي الغير مستقر.

وفي السابق كان تحضير هذا المركب وإستقراره تحديا كبيرا قبل التوصل إلى طريقه لتحضيره ودمجه داخل طبقات من السليكا المسامية بشكل مستقر وآمن لأول مرة، حيث أن البنية الدقيقة للسيليكا المسامية تستخدم في تثبيته وإستقراره.

وأوضح الحسيني في تصريح لسكاي نيوز عربية "المادة التي طورناها تظهر تأثيرا أفضل من أكسيد التيتانيوم في امتصاص الأشعة فوق البنفسجية، وهي موجودة في مصادر طبيعية مثل الإنزيمات والبروتينات لكن يصعب تصنيعها، لذلك يعتبر تحضيرها في المعمل بشكل مستقر وآمن تحديا كبيرا لاستخدامها بديلا لأكسيد التيتانيوم".

وأثبتت النتائج التجريبية أن الكريم الواقي من الشمس باستخدام المسحوق الجديد ذات أداءً واستقرارً أفضل من كريم أكسيد التيتانيوم الحالي.

واضاف "من المتوقع أن تدخل المادة الجديدة في إنتاج مستحضرات التجميل والكريمات الواقية من الشمس في المستقبل القريب".