'حقنة هتلر' حليف متخف لكورونا يلاحق صحة المصريين
القاهرة – مع ارتفاع نسق الاصابات بكورونا مجددا في مصر، انتشرت تركيبة دوائية بين المصريين لعلاج أعراض المرض تدعى "حقنة هتلر" ما اثار جدلا واسعا بين لأوساط الطبية وبين رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول عواقبها خاصة بعد تقارير لم تثبت صحتها عن وفاة عامل في بورسعيد بسببها.
والحقنة التي شاع استخدامها في علاج نزلات البرد ويطلق عليها أيضا "الخلطة السحرية"، تتكون من مضاد حيوي وكورتيزون ومسكن للآلام، ويتم الحصول عليها من دون الرجوع إلى طبيب متخصص.
وتستخدم الحقنة بكثرة داخل المناطق الشعبية والقرى الريفية في مصر، حيث يشعر المريض بتحسن ملحوظ فور استخدامها من دون الالتفات إلى مخاطرها التي قد تودي بحياته.
وربط تسمية الحقنة باسم هتلر (الزعيم النازي في ألمانيا وقت الحرب العالمية الثانية) نابع بالأساس من الأوساط الشعبية لاعتقادهم بسرعة شفائهم بعد تناولها لما تتضمنه من مكونات طبية.
وحذرت وزارة الصحة المصرية من استخدامها في بيان رسمي الأحد، مشيرة إلى أن المضادات الحيوية لا تعالج نزلات البرد لكونها عدوى فيروسية، كما أن الإفراط في استخدامها يجعل الجسم مقاومًا لها على المدى البعيد.
أما الإفراط في استخدام الكورتيزون فيؤدي إلى ضعف المناعة، وله أضرار كثيرة على مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم، كما أن كثرة استخدام مسكنات الآلام وخوافض الحرارة تسبب مشاكل صحية لمرضى الكبد والربو والقلب والسكري وربما يؤدي الإفراط في تناولها إلى الإصابة بقرح واختلال في وظائف الكلى، بحسب منشور وزارة الصحة.
وقالت المتحدث باسم الوزارة حسام عبد الغفار، إن "حقنة هتلر" التي يطلق عليها الخلطة السحرية لعلاج البرد عبارة عن "تركيبة من المضادات الحيوية مع كورتيزون وفيتامينات يتم استخدامها من دون وصفات طبية كعلاج سريع لنزلات البرد"، مشيراً إلى أن الحقنة "تؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف في عضلة القلب ثم الوفاة".
وأضاف عبد الغفار وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية، أن "هناك ممارسات صحية خاطئة وتناول عقاقير من المفترض لا تؤخذ إلا بوصفة طبية"، موضحاً أن أي دواء وخصوصاً المضادات الحيوية يجب ضبط جرعاتها.
وأشار إلى أنه "يجب ضبط الجرعات بناءً على حالة الشخص أو المصاب ولا يوجد في أي دولة في العالم ولا ممارسة طبية سليمة يتم تعاطي المضادات الحيوية من دون وصفة طبية"، مؤكداً أن المضادات الحيوية لا يجوز أن تصرف بغير ذلك، ونعمل بشكل واضح على تفعيل عدم صرف الأدوية إلا من خلال وصفة طبية.
اعتقادهم سائد داخل الاوساط العشبية بسرعة الشفاء بعد تناولها
وحذرت مها غانم رئيسة قسم الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية في كلية الطب بجامعة الإسكندرية من الحقنة أيضا، وأشارت إلى أنها قد تسبب "الموت السريع لأصحاب الأمراض المزمنة بشكل خاص".
ومن أضرار الحقنة الاخرى احتواءها على المضادات الحيوية التي لا تعالج نزلات البرد كونها عدوى فيروسية، إنما تستخدم لعلاج العدوى البكتيرية، والإفراط في استخدامها يجعل الجسم مقاوماً لها على المدى البعيد.
كما تسبب مسكنات الآلام وخوافض الحرارة المستخدمة في مكونات الحقنة مشكلات صحية لمرضى الكبد والقلب والسكري والربو، كمان أن الإفراط في تناولها يسبب قرحة في المعدة واختلالاً في وظائف الكلى .
وتشهد مصر في الأيام الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الإصابة بكورونا في وقت أعلن فيه مسؤولون دخول البلاد في الموجة السادسة من تفشي الوباء.
ووفق مسح أجرته وزارة الصحة المصرية جاءت أبرز أعراض الموجة السادسة لفيروس كورونا على النحو الآتي، التهاب الحلق بنسبة 58 في المئة، والصداع بـ49 في المئة، وانسداد الأنف 40 في المئة، والسعال من دون بلغم 40 في المئة، وسيلان الأنف 40 في المئة، والعطس 32 في المئة، والإرهاق 27 في المئة، وآلام وأوجاع العضلات 25 في المئة، ووجع العينين 14 في المئة، وارتفاع درجة الحرارة بنسبة 13 في المئة.