حميدتي يعلن انسحاب الجيش السوداني من الحكم
الخرطوم - أعلن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو السبت ان الجيش قرر "بصورة صادقة" ان يترك الحكم للمدنيين لوضع حلول للأزمة السياسية، مهما كلفت من "تنازلات".
وفي وقت سابق من يوليو/تموز، انطلق الحوار المباشر بين القوى السياسية لادارة المرحلة الانتقالية في السودان وصولا الى حكم مدني خالص، لكن قوى سياسية مؤثرة قاطعت الحوار بسبب استمرار تدخل الجيش.
ومنذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي وترفض الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها انذاك رئيس مجلس السيادة قائدالجيش عبدالفتاح البرهان باعتبارها انقلابا عسكريا.
وقال دقلو الملقب حميدتي في بيان "لن نتمسك بسلطة تؤدي لإراقة دماء شعبنا والعصف باستقرار بلادنا لذا قررنا إتاحة الفرصة إلى قوى الثورة والقوى السياسية الوطنية أن يتحاوروا ويتوافقوا دون تدخل من المؤسسة العسكرية".
وتابع حميدتي "قررنا بصورة صادقة أن نترك أمر الحكم للمدنيين وأن تتفرغ القوات النظامية لأداء مهامها الوطنية المنصوص عليها في الدستور والقانون".
ودعا حميدتي كل القوى السياسية والثورية للإسراع في الوصول لحلول عاجلة تؤدي إلى تشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي "حيث أن انتشار الصراعات القبلية وإراقة الدماء والكراهية والعنصرية ستقود للانهيار".
وأضاف "أؤكد التزامي بالعمل مع الجيش السوداني والعمل على إصلاح المنظومة العسكرية والأمنية وتنفيذ اتفاق جوبا لسلام"، وهو اتفاق سلام مع الحركات المسلحة ابرم في تشرين الاول/أكتوبر 2020.
وأضاف أنه عمل على صياغة قرارات الرابع من يوليو/تموز مع البرهان بالتشاور المستمر لتوفير حلول للأزمة الوطنية "مهما كلفت من تنازلات".
وفي ذلك اليوم، أعلن البرهان انسحاب المؤسسة العسكرية من الحوار الوطني برعاية "الآلية الثلاثية" التي تشارك فيها الامم المتحدة والاتحاد الافريقي.
وقال في خطاب متلفز إن انسحاب الجيش من الحوار يأتي "لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية والمكونات الوطنية لتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة تتولى إكمال مطلوبات الفترة الانتقالية".
وانطلقت عملية الحوار المباشر برعاية أممية إفريقية في 8 يونيو/حزيران الماضي لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد وفي 12 من الشهر ذاته أعلنت الآلية الثلاثية تأجيل جولة الحوار الثانية إلى موعد يُحدد لاحقا.