الجزائر تعلّق توريد الغاز لإسبانيا مؤقتا
الجزائر - أعلنت شركة الطاقة "سوناطراك" المملوكة للدولة الجزائرية الأحد، حدوث عطل في أنبوب "ميدغاز" الذي يزود إسبانيا بالغاز الطبيعي، مسببا توقفا مؤقتا في الإمدادات.
وأفاد بيان لسوناطراك، نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أن "حادثا وقع صباح الأحد على الجانب الإسباني من خط أنابيب الغاز "ميدغاز"، الذي يربط الجزائر بإسبانيا، تسبب في انقطاع مؤقت لإمدادات الغاز".
وأضاف "تعمل فرق فنية إسبانية على إجراء الإصلاحات اللازمة، وإعادة إمدادات الغاز إلى إسبانيا في أسرع وقت ممكن".
وزادت أهمية إمدادات الغاز من شمال أفريقيا إلى أوروبا هذا العام، في ظل سعي الغرب إلى إيجاد بدائل عن الغاز الروسي والاستغناء عنه تماما بنهاية العام الجاري، ردا على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وتوترت العلاقات بين الجزائر وإسبانيا منذ أن قرر رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز في مارس دعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، المستعمرة الإسبانية السابقة، لإنهاء أزمة دبلوماسية بين مدريد والرباط استمرت نحو عام.
وعقب ذلك أصدرت السلطات الجزائرية، توجيهات بتجمد التجارة الخارجية مع البلد الأوروبي، ووقف التعاون السياحي، لكنها لم تقدم توضيحات كافية بشأن ذلك.
كما علقت السلطات الجزائرية مطلع يونيو معاهدة تعاون مع إسبانيا بينما أعلنت هيئة مصرفية رئيسية في الجزائر فرض قيود على المعاملات التجارية مع مدريد.
وتراجع اعتماد إسبانيا على الغاز الجزائري بشكل كبير منذ وقف خط أنابيب غاز المغرب العربي – أوروبا، لكن ما يقارب ربع الغاز الذي تستورده إسبانيا كان لا يزال يأتي من الجزائر في الربع الأول مقارنة بأكثر من 40 في المئة في عام 2021، وفقًا للشركة المشغلة لشبكة الغاز الإسبانية.
ويتم تسليم شحنات الغاز إلى إسبانيا من قبل شركة النفط والغاز الجزائرية العملاقة سوناطراك عبر خط أنابيب ميدغاز البحري الذي يربط مباشرة بين البلدين.
وشرعت إدارة سوناطراك في الآونة الأخيرة في مراجعة بنود توريد الغاز، لاسيما فيما يتعلق بالأسعار، حيث توصلت إلى اتفاق نهائي مع شركة توتال الفرنسية حول جدول أسعار جديد، بينما تكون المفاوضات مستمرة مع الإيطاليين والإسبان.
وذكرت بيانات مختصة بأن "الواردات الإسبانية من روسيا بلغت 8752 جيغاوات/ساعة في يونيو الماضي، أي أكثر من الضعف بالمقارنة بشهر مايو، وبما يعادل 24 في المئة من إجمالي طلب إسبانيا، في حين تراجعت التدفقات من الجزائر إلى 7763 جيغاوات/ساعة مقابل 9094 جيغاوات/ساعة في مايو، وهي نحو نصف الكميات المسجلة في يونيو 2021 ، وبما يمثل 22 في المئة من الطلب، فيما تظل الولايات المتحدة أكبر ممون بحصة 30 في المئة".