واشنطن وطهران تناقشان في فيينا مبادرة أوروبية

وفدان أميركي برئاسة روبرت مالي وإيراني برئاسة كبير المفاوضين النوويين علي باقري يتوجهان للعاصمة النمساوية لبحث مقترح تسوية قدمه الوسيط الأوروبي جوزيب بوريل لاستكمال المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي بعد أشهر من الجمود.
وكالة الطاقة الذرية: إيران تواصل أنشطة تخصيب اليورانيوم

طهران/واشنطن - توجه وفد إيراني على رأسه كبير المفاوضين النوويين إلى فيينا الأربعاء بالتزامن أيضا مع إعلان واشنطن توجه المفاوض الأميركي روبرت مالي إلى العاصمة النمساوية في إطار استئناف المفاوضات النووية التي تعثرت منذ مارس/اذار الماضي بسبب تعنت إيران وإضافة مطالب أخرى تقول الدول الغربية إن لا علاقة لها بالاتفاق النووي المراد إحياؤه.

وأعلن روبرت مالي الأربعاء أنه في طريقه إلى فيينا لاستئناف المحادثات حول الملف النووي الإيراني على أساس تسوية اقترحها وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

وكتب مالي في تغريدة "تطلعاتنا متأنية إلا أن الولايات المتحدة ترحب بجهود الاتحاد الأوروبي وهي مستعدة لمحاولة التوصل إلى اتفاق بنية حسنة"، مضيفا "سيتضح قريبا جدا ما إذا كانت إيران مستعدة للشيء نفسه".

وقبل ذلك ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية ا أن وفدا برئاسة كبير المفاوضين علي باقري، سيتوجه إلى فيينا خلال الساعات المقبلة من أجل استكمال المباحثات بشأن إحياء الاتفاق النووي، والمعلّقة منذ أشهر.

ويأتي ذلك بعد أيام من تقديم جوزيب بوريل الذي يتولى تنسيق مباحثات إحياء الاتفاق، مسودة اقتراح لطهران وواشنطن في محاولة لإبرام تسوية تتيح إعادة تفعيل التفاهم الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.

وقال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني في بيان "في إطار سياسة رفع العقوبات الظالمة بحق بلادنا، سيتوجه الفريق التفاوضي للجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة علي باقري (...) إلى فيينا خلال ساعات".

وتأتي هذه التطورات بينما كشف تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، موجه للدول الأعضاء اليوم الأربعاء، أن إيران أكملت تركيب ثلاث مجموعات من أجهزة الطرد المركزي المتطورة من طراز 'آي.آر.6' في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.

وقال التقرير إن طهران أبلغت الوكالة أيضا بأنها تخطط لتركيب ست مجموعات إضافية من طراز 'آي.آر.2إم' في وحدة تشغيل جديدة بالمنشأة.

وأتاح الاتفاق المبرم في العام 2015 بين طهران وكل من واشنطن وباريس ولندن وبرلين وموسكو وبكين، رفع عقوبات عن الجمهورية الإسلامية لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحاديا منه في 2018 خلال عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران التي ردت بالتراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها بموجبه.

وبدأت إيران والقوى المنضوية في الاتفاق مباحثات لإحيائه في أبريل/نيسان 2021 في فيينا، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة وبتسهيل من الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من تحقيق تقدم كبير في المفاوضات، علّقت المباحثات في مارس/اذار الماضي مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن لم يتمكن المعنيون من ردم الهوة بشأنها بعد.

وأجرى الجانبان في أواخر يونيو/حزيران مباحثات غير مباشرة في الدوحة بتسهيل من الاتحاد الأوروبي، انتهت دون تحقيق اختراق.

وكشف بوريل في 26 يوليو/تموز أنه طرح على طهران وواشنطن مسودة تفاهم. وكتب في مقال نشرته صحيفة "فايننشل تايمز" أن الطرح الذي عرضه "ليس اتفاقا مثاليا"، لكنه "يمثل أفضل اتفاق أعتبره ممكنا، بصفتي وسيطا في المفاوضات"، مشيرا إلى أنه "يتناول كل العناصر الأساسية ويتضمن تسويات استحصلت عليها جميع الأطراف بصعوبة"، محذرا من أنه في حالة الرفض "فنحن نجازف بحدوث أزمة نووية خطيرة".

وكان كنعاني أكد في مؤتمر صحافي الاثنين، أن إيران درست مقترح بوريل و"عرضت وجهة نظرها"، مؤكدا أن بلاده تبقي على "تفاؤلها" بشأن إمكانية التوصل إلى تفاهم لإحياء الاتفاق.

وأوضح المتحدث الإيراني في بيانه الأربعاء أن "في هذه الجولة (المقبلة) من المباحثات التي ستجرى كما في السابق بتنسيق من الاتحاد الأوروبي، سيتم الناقش بشأن الأفكار التي تم تقديمها من الأطراف، بما فيها تلك التي تم تقديمها هذا الأسبوع من قبل إيران للطرف الآخر"، مبديا أمله في أن "تحلّ الأطراف المقابلة الوضع من خلال اتخاذ القرارات الضرورية والتركيز جديا على حل المشاكل المتبقية".