حركة الجهاد تفقد قادتها العسكريين وتهاجم القدس الغربية

بعد مقتل تيسير الجعبري، إسرائيل تصفّي قائد الحركة في المنطقة الجنوبية لغزة وتعتقل حوالي اربعين من نشطاء الحركة في الضفة الغربية.
الرئيس المصري: نعمل بلا توقف لاستعادة الهدوء
أكثر من ثلاثين قتيلا وحوالي 200 مصاب في يومين من المواجهات

غزة/القدس - دوت صفارات الإنذار وسُمع دوي انفجارات في الضواحي الغربية للقدس الأحد في إشارة إلى إطلاق صواريخ فلسطينية بعيدة المدى على إسرائيل مع مواصلتها شن غارات جوية على قطاع غزة.
وارتفعت حصيلة القتلى في المواجهات بين اسرائيل وحركة الجهاد الاسلامي الى 32 فلسطينيا بينهم قياديان كبيران في الحركة المدعومة من ايران.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن السبت أنه يستعد "لأسبوع" من الغارات على قطاع غزة التي تستهدف حركة الجهاد الإسلامي، مؤكدا أنه قتل 15 مقاتلا. وبين هؤلاء أحد قادة الحركة تيسير الجعبري الذي قتل الجمعة في مدينة غزة وخالد منصور الذي أكدت حركة الجهاد الاسلامي مقتله السبت في غارة على رفح (جنوب القطاع).
وقالت وزارة الداخلية في غزة أن هذه الغارة أودت بحياة ثمانية أشخاص في المجموع.
من جهة أخرى، أكد قائد العمليات في الجيش الاسرائيلي عوديد باسيوك في بيان لوكالة فرانس برس مساء السبت أنه "تم تحييد القيادة العليا للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة".
من جانبه، قال محمد الهندي القيادي في الحركة المسلحة التي تطلق الصواريخ باتجاه الاراضي الاسرائيلية إن "المعركة ما زالت في بدايتها".
وأعلنت سرايا القدس، الجناح المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي الأحد عن "قصف مدينة القدس المُحتلّة برشقة صاروخية".
وهذه المواجهة الجديدة التي بدأت الجمعة هي الأسوأ بين الدولة العبرية والفصائل المسلحة في غزة منذ حرب أيار/مايو 2021 التي أسفرت خلال 11 يومًا عن مقتل 260 فلسطينيًا بينهم مقاتلون. كما أسفرت عن سقوط 14 قتيلا في إسرائيل بينهم جندي، حسب السلطات الاسرائيلية.
وقالت مصادر مصرية إن القاهرة الوسيط التاريخي بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة، تحاول إطلاق وساطة. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطاب إنه يعمل بلا توقف لإعادة الهدوء.
وقال متحدث عسكري اسرائيلي ان اسرائيل "لا تجري حاليا مفاوضات لوقف اطلاق النار".
وكان الجيش الإسرائيلي بدأ الجمعة قصف الجيب المحاصر الذي يبلغ عدد سكانه 2,3 مليون نسمة في "ضربة استباقية" ضد حركة الجهاد الإسلامي.
وردا على ذلك أطلقت نحو 400 قذيفة صاروخية وقذيفة هاون خلال الساعات الماضية من غزة، حسب مسؤول إسرائيلي. وتم اعتراض معظمها على حد قوله بينما تحدث رجال الإنقاذ عن إصابة شخصين بجروح طفيفة جراء شظايا.
وبعد ظهر السبت، أطلقت صفارات الإنذار في مدينة تل أبيب الإسرائيلية للمرة الأولى منذ بدء التصعيد الجديد.
وحرم تبادل القصف قطاع غزة المحصور بين مصر والبحر الأبيض المتوسط وإسرائيل، من محطة توليد الكهرباء الوحيدة فيه. وقالت شركة الكهرباء يوم السبت إنها "توقفت عن العمل بسبب نقص" الوقود.
وأغلقت الدولة العبرية المعابر الحدودية في الأيام الأخيرة وأوقفت فعليا شحنات الديزل. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الساعات القليلة المقبلة ستكون "حاسمة وصعبة" محذرة من خطر توقف الخدمات الحيوية خلال 72 ساعة بسبب نقص الكهرباء.
ودعت لين هاستينغ منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (أوشا) في الأراضي الفلسطينية إلى السماح بإدخال "الوقود والغذاء والإمدادات الطبية" إلى القطاع المحاصر.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة القتلى إلى 32 بينهم ستة أطفال. وكشفت الوزارة أن الغارات التي تشنّها إسرائيل منذ الجمعة أودت بحياة هؤلاء الأشخاص وأسفرت عن 215 جريحا.
 وتعترض السلطات الإسرائيلية على هذه الحصيلة، مؤكدة من جانبها أن أطفالا فلسطينيين قتلوا السبت بصاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي باتجاه إسرائيل وفشل في الوصول إلى هدفه.
وأدى اعتقال قيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية في وقت سابق من الأسبوع إلى هذه المواجهة الجديدة.
وخوفا من رد انتقامي، أعلنت السلطات الإسرائيلية شن عملية في قطاع غزة الذي تحكمه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وترسخت فيه حركة الجهاد الإسلامي.
وعلى مدى يومين، اعتقلت القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة حوالي 40 من أعضاء حركة الجهاد الإسلامي التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".
وبعد عمليات الدهم الأولى اتهمت حركة الجهاد الإسلامي اسرائيل بـ"بدء الحرب".
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد إن هذه "عملية دقيقة لمكافحة الإرهاب ضد تهديد مباشر" هو حركة الجهاد الإسلامي "التي تساعد إيران" وتريد "قتل إسرائيليين أبرياء".
وفي 2019 أدى مقتل أحد قادة الجهاد الإسلامي في عملية إسرائيلية إلى تبادل لعمليات القصف لأيام. ولم تشارك حماس التي تواجهت مع إسرائيل في أربع حروب منذ توليها السلطة في 2007 في تلك العمليات.