الجماعات الإرهابية تستأنف التصعيد في مالي

مسلحون يقتلون 17 جنديا ماليا و4 مدنيين شمال مالي والجيش يرد بقتل 7 منهم.
مقتل 17 جنديا ماليا في هجوم مسلح
باماكو

أعلن الجيش في مالي الثلاثاء، أن مسلحين قتلوا 17 من جنوده و4 مدنيين في هجوم بالقرب من بلدة تيسيت الأحد الماضي.
وتضم تيسيت معسكرا للجيش، وتقع شمال البلاد في المنطقة المعروفة باسم المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
وحذر المسؤول عن القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة إفريقيا الجنرال ستيفان تاونسند في يونيو/ حزيران الماضي، في اختتام مناورات الأسد الإفريقي العسكرية الدولية جنوب المغرب، من أن "الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة مدعوة لمواجهة انتشار جماعات متطرفة عنيفة فضلا عن مرتزقة روس في منطقة الساحل الإفريقي".
والساحل الأفريقي عبارة عن شريط من الأراضي شبه القاحلة تحت الصحراء الكبرى، ويمتد عبر القارة من الشرق إلى الغرب. ويضم جزءا من تشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا.
وقال الجيش المالي في بيان أصدره في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، إن "تسعة جنود آخرين فُقدوا وتعرضت مركبات ومعدات للتدمير". 
وأضاف أنه يشتبه في أن يكون الهجوم من تنفيذ جماعة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي.
وتواجه مالي أسوأ تمرد تشنه جماعات إسلامية مسلحة، بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة، والذي امتد إلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.
ويُرجع البعض عودة تصاعد العمليات الإرهابية في مالي إلى انسحاب القوات الفرنسية من المنطقة الذي تم على مراحل واكتمل مع حلول شهر يونيو الفائت.
وبات الوجود الفرنسي غير مرغوب فيه لدى حكومة مالي وشعبها منذ أن بدأت قتالها ضد الجماعات المتشددة في مالي منذ 2013 في إطار ما يُعرف بعملية برخان 

تتخذ داعش والقاعدة وبوكو حرام وتنظيمات إرهابية أخرى من الصحراء الكبرى مركزا لعملياتها 

وكانت فرنسا قد أرسلت 5000 جندي إلى مالي، في عام 2013، بناء على طلب من الحكومة المالية التي كانت تواجه تمردا مسلحا.
وجاء في بيان الجيش في مالي "في السابع من أغسطس 2022 في نحو الساعة الثالثة، ردت وحدات الجيش في تيسيت بقوة على هجوم معقد نفذته جماعات إرهابية مسلحة بالتنسيق فيما بينها ويُعتقد أنها جماعة تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى التي تستفيد من الدعم بالطائرات المسيرة والمدفعية".
وأفاد الجيش إنه "قتل سبعة على الأقل في صفوف العدو".
ونفذ تنظيما داعش وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة للقاعدة طيلة السنوات الماضية، هجمات إرهابية في الصحراء الكبرى أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد عشرات الآلاف من الأشخاص، وإغلاق آلاف المدارس.
كما تنشط في الساحل أيضا، مجموعتان متطرفتان أخريان، هما أنصار الإسلام وبوكو حرام.
وتشعر حكومات الدول المجاورة بالقلق من تردي الوضع الأمني في مالي.
وغداة انسحاب القوات الفرنسية حذر رئيس ساحل العاج الحسن واتارا، من أن ذلك "سيخلق فراغا سياسيا".
وحثت رئيسة غانا، نانا أكوفو أدو، الأمم المتحدة على إبقاء قوة حفظ السلام التابعة لها في مالي بعد رحيل القوات الفرنسية.
وانسحبت مالي في أيار/ مايو الماضي من مجموعة دول الساحل الخمس لمكافحة المقاتلين الإرهابيين.
واعتبرت فرنسا آنذاك أن القرار "يقوض الجهود الإقليمية لمحاربة الإرهاب ويعكس عزلة المجلس العسكري الحاكم في باماكو".