هل انقلبت آبل على سياستها للخصوصية من أجل المال؟
واشنطن - ربطت آبل صورة هواتف آيفون داخل السوق التقني بـ"خصوصية بيانات المستخدمين وعدم استغلالها" طوال سنوات، ولكن علامات استفهام كبيرة تظهر على تلك الصورة مع اتجاه الشركة بشكل أكبر نحو زيادة عوائدها الإعلانية.
ومن المقرر أن تقوم شركة آبل بتوسيع عرض الإعلانات على أجهزة ايفون وآيباد بحثا عن مزيد من الإيرادات، بحسب وكالة بلومبيرغ.
قالت الوكالة إن الشركة، ستقوم بمرور الوقت بتوسيع أعمالها الإعلانية الخاصة بشكل كبير.
وستبدأ الشركة في عرض الإعلانات في تطبيق الأخبار والأسهم، ومتجر التطبيقات، وتطبيق "تي في".
ويمكن تعطيل ميزة تخصيص الإعلانات في قائمة الخصوصية والأمان في تطبيق الإعدادات، وتقول الشركة إن 78٪ من مستخدمي اي او اس 15 قد فعلوا ذلك بالضبط. لكن النظام سيظل يستفيد من البيانات مثل هوية شركة الاتصالات المستخدمة ونوع الجهاز وما تعرضه الشاشة.
في "ابل ستور"، يتم عرض الإعلانات الصورية حاليا في علامة تبويب البحث في اللوحة المقترحة، وستقوم آبل أيضا قريبا بتوسيع الإعلانات إلى علامة التبويب "اليوم" الرئيسية وضمن صفحات تنزيل تطبيقات الجهات الخارجية.
وتختلف الإعلانات على شبكة البحث في "ابل ستور" قليلا حيث يمكن للمطورين الدفع مق آبل عرض تطبيقهم في النتائج عندما يبحث المستخدم عن مصطلحات مثل "سباق السيارات" أو "كرة السلة"، على سبيل المثال.
وتولد الإعلانات حوالي 4 مليارات دولار من الإيرادات سنويا، لكن الشركة تريد زيادة ذلك.
وتقول بلومبرغ إن الإعلانات قد تظهر أيضا على تطبيق الخرائط، ومن المرجح أيضا أن تضيفها الشركة إلى واجهات المتاجر الرقمية مثل آبل بوك و آبل بودكاست.
وفي الكتب وتطبيقات البودكاست، يمكن للناشرين الدفع مق آبل ظهور أعمالهم أعلى في النتائج - أو في الإعلانات الموضوعة في جميع أنحاء التطبيق.
وتقول الشركة إن السؤال الوحيد الآن هو ما إذا كان زبائن آبل، المعتادين على الخصوصية والواجهات النظيفة، مستعدين للعيش مع الكثير من الإعلانات.
وفيي نهاية المطاف، يفترض أن يحظى مالك "آيفون" بتجربة مميزة. ولنفترض أنه صرف ألف دولار أو أكثر لشراء واحد من هواتفها، فهل يريد الشعور بأن آبل تسلبه مزيدا من الأموال لمجرد استخدام ميزاتها القياسية؟
بالطبع، مشاهدة الإعلانات على مواقع الويب الإخبارية شائعة - حتى عند استخدام "جدار دفع" (طريقة لتقييد الوصول إلى المحتوى، وخاصة الأخبار، عبر عملية شراء أو اشتراك مدفوع) - لكنها نادرة في الخدمات المدفوعة على الأجهزة العاملة بنظام تشغيل آي أو إس من " آبل ".
هل يريد الشعور بأن آبل تسلبه مزيدا من الأموال لمجرد استخدام ميزاتها القياسية؟
لذا، تبدو خطط آبل جنوحاً عن تصريحات مؤسس الشركة ستيف جوبز الذي قال عام 2011 إن "آيكلاود" لن تتضمن أي إعلانات.
وقدمت شركة الآيفون مع تحديث اي او اس 14.5 سياسة شفافية تتبع التطبيقات، المعروفة اختصاراً بـ"ATT"، والتي جعلت موافقة المستخدم واجبة على قيام كل تطبيق بجمع بيانات استخدامه لمختلف التطبيقات.
وجعلت سياسة ATT الإعلانات الموجهة تواجه صعوبة أكبر، لأن مستخدمي أجهزة آيباد وآيفون أصبحوا يميلون أكثر لرفض الإشعارات التي تظهرها التطبيقات لتحصل على الموافقة على تتبعهم، بحسب تقرير مؤسسة Flurry الإحصائية.
منذ 2020، عندما قدمت آبل سياسة ATT لأول مرة، تعرضت الشركة لهجوم شديد من مختلف الشركات، وأبرزها ميتا وغول وسناب، التي تكبدت خسائر فادحة تُقدر بنحو 17.5 مليار دولار خلال العام الجاري حتى الآن.
وانتقدت الشركات الصغيرة أيضا ممارسات آبل نظراً لأنها ستؤثر على وصول إعلانات تلك الشركات إلى عملاء جدد، مما سيؤثر على مبيعات منتجاتها وخدماتها سلبياً، وذلك ما سعت إليه "ميتا" عبر حشد مؤسسي الشركات الصغيرة للضغط على آبل.