حرائق الغابات تجتاح مناطق جزائرية وتونسية وتغلق الطريق الحدودية

وزير الداخلية الجزائري يتهم أطرافا لم يحددها بافتعال بعض الحرائق ببلاده.
الجزائريون يتخوفون من السيناريو الكارثي لحرائق العام الماضي
عطل يطرأ على طائرات إخماد الحرائق الروسية بالجزائر
الجزائر

لقي ما لا يقل عن 38 شخصا مصرعهم جراء حرائق اندلعت في شرق الجزائر قالت عنها السلطات الرسمية إنها ليست كلها عفوية، وأدت إلى فقدان مئات الهكتارات من الغابات والأحراش.
وقال وزير الداخلية الجزائري كمال بلجود في تصريح للتلفزيون الرسمي الأربعاء، إن السلطات المعنية ببلاده سجلت 106 حرائق على مستوى عدة ولايات بالشرق الجزائري، حيث تم على إثرها إتلاف حوالي 800 هكتار من الغابات و1300 هكتار من الأحراش. 
وتابع: "تم تجنيد آلاف العناصر من الحماية المدنية (الدفاع المدني) والجيش واستخدام الإمكانيات لهما". 
واتهم بلجود أطرافا لم يحددها بـ"افتعال بعض الحرائق" في بلاده.
واتهمت الحكومة الجزائرية أطرافا معينة بافتعال حرائق العام الماضي وفتحت تحقيقا لم تعلن إلى الآن عن نتائجه. 
وتقدم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بتعازيه لعائلات ضحايا الحرائق، مؤكدا "وقوف الدولة إلى جانبهم وتسخير كافة الإمكانيات البشرية والوسائل المادية بشكل تام لإخماد الحرائق والتكفل بالمتضررين".
وأظهرت صور ومقاطع فيديو التُقطت في منطقة سوق هراس الحدودية مع تونس، مواطنين يفرون من منازلهم وسط النيران. 
وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم إجلاء 350 من سكان تلك المنطقة.
وكشف بلجود عن حصول عطل بالطائرات الروسية المستأجرة أثناء محاولة إخماد أحد الحرائق منذ ثلاثة أيام، مشيرا إلى أنه يجري العمل على تصليح الأعطال في أقرب وقت.

اندلاع النيران بمرتفعات الشمال الغربي لتونس المتاخم لشرق الجزائر، والسلطات تُجلي سكان تلك المناطق

وأوضح الدفاع المدني الجزائري أنه لا زال يعمل على إخماد 39 حريقا اجتاحت 14 محافظة، مشيرا إلى أن محافظة الطارف الحدودية مع تونس سجلت لوحدها 16 حريقا.
وأعلنت قيادة الدرك الجزائري، مساء الأربعاء عن قائمة الطرق المغلقة بسبب الحرائق.
وقالت إن الطريق الرابطة بين الجزائر وتونس مغلقة، فضلا عن الطريق الرابطة بين القالة وعنابة، علما وأن مدينة القالة تضم مركزيين حدوديين مع تونس، وهما أم الطبول والعيون.
واندلعت النيران بمرتفعات مدن جندوبة وطبرقة وباجة بالشمال الغربي لتونس المتاخم لشرق الجزائر، مما دفع السلطات لإجلاء سكان تلك المناطق. 
ويتخوف الجزائريون من تكرار سيناريو الحرائق التي شهدتها البلاد السنة الماضية في عدد من المناطق والتي خلفت 90 قتيلا، وأتت على أكثر من 100 ألف هكتار من الغابات.
وتمتد الغابات في الجزائر على مساحة 4,1 ملايين هكتار. ويشهد شمال البلاد كل سنة حرائق غابات، وتتزايد هذه الظاهرة بشدة بسبب التغيرات المناخية.
وسجلت كل من تونس والجزائر ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة يوم الأربعاء لامست الـ50 درجة مئوية في بعض المناطق مع هبوب رياح "الشهيلي" التي زادت في تأجيج ألسنة اللهب.
ورياح الشهيلي هي رياح جنوبية حارة وجافة تأتي من مدغشقر وتهب في مثل هذه الفترة من السنة على مناطق في شمال إفريقيا وسواحل أوروبا الغربية.