لا شروط تركية مسبقة للحوار مع دمشق
أنقرة - خففت تركيا كثيرا في موقفها المتشدد من مصالحة محتملة مع النظام السوري وأبدت مرونة كبيرة لجهة الدخول في حوار ينهي أكثر من عقد والعداء والقطيعة بعد أن دعمت أنقرة فصائل سورية متشددة ومعتدلة قبل نحو 10 سنوات للإطاحة بالرئيس بشار الأسد وتدخلت عسكريا في شمال البلاد وسيطرت على أجزاء واسعة من شمالها.
وفي تطور لافت في موقف تركيا أعلن وزير الخارجية مولود جاويش أغلو اليوم الثلاثاء، أن بلاده لا تطرح أي شروط مسبقة لإجراء حوار مع الحكومة السورية، في تصريح يعزز ما تردد من معلومات في الفترة الأخيرة حول مساع تركية لفتح صفحة جديدة مع دمشق.
وتعزز تصريحات جاويش أوغلو كذلك الإشارات التي أطلقتها أنقرة على لسان كبار المسؤولين الأتراك وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان حول ضرورة تسوية للأزمة السورية والعمل على مصالحة بين النظام والمعارضة مع التشديد على وحدة الأراضي السورية واستقرارها وهو موقف اعتبرته فصائل المعارضة السورية انقلابا في الموقف التركي، بينما ذهب بعض المسؤولين فيها إلى اعتبار أن أردوغان أدار ظهره للمعارضة.
ودعمت تركيا مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع دمشق في بداية الصراع المستمر منذ 11 عاما.
لكن قادة المخابرات في البلدين حافظوا على اتصالاتهم، فيما تشير التعليقات الأخيرة من حكومة أردوغان إلى تحرك نحو الاتصالات السياسية، مما يثير قلق خصوم الأسد في الجيب المتبقي من سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة وبينها فصائل متطرفة مثل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا وهي الفرعي السوري لتنظيم القاعدة).
قال وزير الخارجية التركي قبل أسبوعين إنه يتعين جمع المعارضة السورية والحكومة للمصالحة بينهما، فيما قال أردوغان إنه لا يمكن قطع العلاقات الدبلوماسية بالكامل.
وبعد زيارة روسيا، التي تدعم الأسد بقوة، قال أردوغان إن الرئيس فلاديمير بوتين اقترح أن تتعاون تركيا مع الحكومة السورية على طول حدودهما المشتركة، حيث يخطط (أردوغان) لمزيد من التوغل العسكري ضد المقاتلين الأكراد السوريين الذي يقول إنهم يشكلون تهديدا أمنيا.
وتقول تركيا التي نفذت أربع عمليات عسكرية في شمال سوريا منذ عام 2016، إنها تنشئ منطقة آمنة يمكن أن يعود إليها حوالي 3.6 ملايين لاجئ سوري تستضيفهم حاليا.
وتخطط تركيا على الأرجح وبدفع روسي إيراني، للتخلص من أعباء تدخلها العسكري في شمال سوريا وهو تدخل مكلف من الناحية المالية والبشرية، مع الاتفاق مع النظام السوري على لجم التنظيمات الكردية المدعومة أميركيا
وردا على سؤال حول احتمال إجراء محادثات، قال جاويش أوغلو إن المحادثات لا بد أن يكون لها أهداف محددة، معلنا لقناة خبر غلوبال "لا يمكن أن يكون هناك شرط للحوار لكن ما الهدف من هذه الاتصالات؟ البلاد تحتاج إلى التطهير من الإرهابيين... الناس بحاجة للعودة"، مضيفا "لا شروط للحوار لكن ما الهدف منه؟ من الضروري أن تكون له أهداف".
وكشف جاويش أوغلو في وقت سابق من هذا الشهر أنه تحدث لفترة وجيزة مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في العام الماضي على هامش اجتماع دولي، رغم أنه قلل من أهمية اجتماعهما.
وردا على سؤال الأسبوع الماضي حول احتمال إجراء محادثات مع دمشق، نقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله إنه لا يمكن قطع الدبلوماسية بين الدول بالكامل، وإن هناك "حاجة لاتخاذ المزيد من الخطوات مع سوريا".
وفي أحدث تصريح له في هذا الشأن، شدد الرئيس التركي على أن المصالحة مع دمشق من شأنها أن تقوض المخططات الإرهابية، في إشارة إلى أن إعادة تطبيع العلاقات سيساعد على مواجهة التنظيمات الكردية.
وتظاهر نحو ثلاثة آلاف شخص يوم 12 أغسطس/آب في بلدة أعزاز التي تسيطر عليها قوات المعارضة المدعومة من تركيا وتعهدوا بمواصلة معارضتهم للأسد.
وأمس الإثنين ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا نظيريه التركي والسوري للمشاركة في قمة سمرقند في أوزباكستان في سبتمبر/أيلول القادم ولم تستبعد الوكالة المقربة من الحكومة الإيرانية عقد أردوغان والأسد لقاء ثنائيا على هامش القمة.