الرياض تفتح تحقيقا في حادثة اعتداءات في دار للأيتام

أمير منطقة عسير يوجه بإحالة ملف حادثة تعنيف فتيات داخل دار للأيتام من قبل رجال أمن خلال مداهمة أمنية، إلى السلطات المختصة بينما لم تتضح أسباب المداهمة وأسباب التدخل العنيف.
مداهمة أمنية لدار أيتام تثير غضبا واسعا على المنصات الاجتماعية
السعودية اتخذت إجراءات لتعزيز حقوق المرأة ضمن خطة انفتاح اجتماعي   
ولي العهد السعودي يقود جهودا لمكافحة التشدد الديني والاجتماعي

الرياض - فتحت السلطات السعودية تحقيقا الأربعاء في مقاطع فيديو تظهر رجال أمن وأشخاصا بملابس مدنية يعتدون على شابات في دار للأيتام في جنوب غرب البلاد خلال ما يبدو مداهمة أمنية للمكان.

وأعلنت إمارة عسير في بيان صباح الأربعاء "تشكيل لجنة للوقوف على الحادثة والتحقيق مع الأطراف كافة وإحالة القضية لجهة الاختصاص"، من دون أن تقدم مزيدا من التفاصيل.

وقالت إمارة منطقة عسير، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، إنه "إشارة إلى ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي لفيديوهات وصور تظهر حادثة داخل دار التربية الاجتماعية بمحافظة خميس مشيط في منطقة عسير، فإنه قد صدر توجيه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، بتشكيل لجنة للوقوف على الحادثة والتحقيق مع الأطراف كافة، وإحالة القضية لجهة الاختصاص".

وحصد الفيديو الذي تتجاوز مدته دقيقتين، أكثر من مليون مشاهدة على تويتر منذ نشره في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.

ونُشر الفيديو الأصلي على حساب مستخدمة قالت إنها تعيش في دار الأيتام، لكن لم يكن من الممكن التحقق من ذلك. وكتبت الفتاة أنّ "السبب في التعدي علينا أن الفتيات طالبن بحقوقهن بالدار وتم الرفض فقمن بالإضراب عن الفساد والظلم وبسببه تم التعدي علينا".

وتابعت "مع العلم لم نعتد على أي من الموجودين بالمقطع ولم نعتد على أي موظفة"، مشيرة إلى أنه "تم التعدي أيضا على بعض العاملات والموظفات وفتيات الحضانة" بالدار.

ويظهر مقطع الفيديو رجال أمن وأشخاص بملابس سعودية تقليدية يقتحمون 'دار التربية الاجتماعية للبنات' بمدينة خميس مشيط في إمارة عسير في جنوب غرب المملكة، بعضهم يحمل عصيا خشبية، يطاردون ويعتدون بالضرب بالأحزمة على شابات، فيما تسمع أصوات صرخات في المكان.

وأظهرت المقاطع أيضا ما يعتقد أنها محاولة من رجال في ملابس مدنية سحل فتاة قبل تكبيل قدميها بالأصفاد، فيما كبّل آخرون فتاة أخرى من يديها بينما كان رجل أمن يضربها بحزامه على ظهرها.

وتستضيف هذه الدار شابات يتيمات وتتبع إداريا لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية. وأثارت الحادثة غضبا على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تصدر وسم #أيتام_خميس_مشيط المواضيع المتداولة في السعودية الأربعاء.

ومنذ تسلّم الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد في 2017، تشهد السعودية انفتاحا اجتماعيا بعد عقود من الإغلاق، فسُمح للنساء بقيادة السيارات وباتت الحفلات الغنائية مسموحة بها، ووُضع حدّ لحظر الاختلاط بين الرجال والنساء.

كما تتابع السلطات في المملكة المحافظة قضايا تتعلق بالعنف الأسري والعنف ضد المرأة وعززت الإجراءات التي تضمن لنساء حقوقهن.

وتتعرض السعودية لضغوط في ما يتعلق بحقوق الإنسان، إلا أن تلك الضغوط تذهب إلى ابعد من مجرد مطالبة بتحسين وضع حقوق الإنسان إلى التوظيف السياسي.

ودشنت السلطات في المملكة منذ إقرار خطة اقتصادية واجتماعية طموحة تحت عنوان 'رؤية السعودية 2030' التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حملة واسعة لمكافحة الفساد في مؤسسات الدولة بمختلف أشكاله.