لابيد يحشد من ألمانيا لإبقاء العقوبات الغربية على إيران

رئيس الوزراء الإسرائيلي يعتبر أن الحملة الدبلوماسية لإثناء الغرب عن إحياء الاتفاق النووي "ناجحة" مع تلاشي الآمال الأوروبية في إنعاش الاتفاق.
لابيد: لن نسمح لإيران بتحويل سوريا إلى منصة لـ'الارهاب'
دفعة إسرائيلية لتقويض إنعاش الاتفاق النووي

القدس - تواصل إسرائيل الحشد لإثناء القوى الغربية عن المضي قدما في جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني، مستغلة تباينا في الموقفين الأميركي حول مقترح التسوية الأوربي، لإقناع الدول الغربية بعدم رفع العقوبات عن طهران.  

وفي سياق حملة دبلوماسية واسعة، غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد الأحد إلى ألمانيا على أمل إقناع القوى الغربية بالتراجع عن إحياء الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 وسعى خلفه الديمقراطي جو بايدن لإنعاشه مقابل عودة إيران عن انتهاكاتها النووية.

وشهدت حماسة الدول الأوروبية وخصوصا ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تراجعا في الأيام القليلة الماضية بعدما أثارت هذه الدول السبت "شكوكا جدية" في نية طهران إحياء لاتفاق وذلك في بيان وصفته وزارة الخارجية الإيرانية بأنه "غير بناء".

وقبل توجهه إلى برلين، شكر لبيد في اجتماع مجلس الوزراء صباح الأحد، القوى الثلاث على "الموقف القوي" الذي عبرّت عنه السبت.

وقالت الدول المنضوية في الاتفاق إن المقترح الذي عرضه الاتحاد الأوروبي على طهران يمثّل "الحد الأقصى لمرونة" القوى الأوروبية بشأن الملف، مضيفة "للأسف، اختارت إيران عدم استغلال هذه الفرصة الدبلوماسية الحاسمة"، مشيرة إلى أن طهران "تواصل بدلا من ذلك التصعيد في برنامجها النووي بشكل يتجاوز أي مبرر مدني معقول".

وقال لبيد في الاجتماع إن "إسرائيل تقوم بحملة دبلوماسية ناجحة لوقف الاتفاق النووي ومنع رفع العقوبات عن إيران"، مضيفا أن "الأمر لم ينته بعد"، مضيفا "لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، لكن هناك إشارات مشجعة".

وأكد مسؤول دبلوماسي إسرائيلي فضل عدم الكشف عن اسمه أن إيران ستكون محور محادثات الوفد الإسرائيلي في برلين. وقال "من المهم مواصلة تنسيق المواقف والتأثير على الموقف الأوروبي، لألمانيا دور مهم في هذا" الملف.

ومن المقرر أن يلتقي لبيد الذي يرافقه وفد من كبار المسؤولين الأمنيين، المستشار الألماني أولاف شولتس ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك والرئيس فرانك فالتر شتاينماير قبل أن يعود إلى إسرائيل الاثنين.

وبدأت إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، مباحثات لإحياء الاتفاق النووي في أبريل/نيسان 2021، تم تعليقها بداية في يونيو/حزيران. وبعد استئنافها في نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، علّقت مجددا منتصف مارس/اذار 2022، مع بقاء نقاط تباين بين واشنطن وطهران، على رغم تحقيق تقدم كبير.

وتحذّر إسرائيل من أن رفع العقوبات عن إيران قد يتيح لطهران استخدام إيرادات لتعزيز قدرات فصائل حليفة لها قادرة على مهاجمتها خصوصا حزب الله اللبناني وحركة حماس والجهاد الإسلامي.

وفي مطلع أغسطس/اب، استؤنفت المباحثات في فيينا مجددا. وأعلن الاتحاد الأوروبي في الثامن منه، أنه طرح على الطرفين الأساسيين صيغة تسوية "نهائية". وقدّمت طهران للاتحاد الأوروبي مقترحاتها على النص، وردّت عليها واشنطن في 24 من الشهر.

وفي الأول من سبتمبر/أيلول، أكدت الولايات المتحدة تلقّيها ردا إيرانيا جديدا، معتبرة على لسان متحدث باسم وزارة خارجيتها أنه "غير بنّاء".

ويرافق لبيد الذي نجا والده الراحل من الهولوكوست، وفد من الناجين سيزورون رفقته ورفقة شولتس موقع وانسيي حيث عُقد مؤتمر في العام 1942 أقر فيه كبار القادة النازيين "الحل النهائي" القاضي بإرسال اليهود إلى "معسكرات الموت".

وقال لابيد "بعد الأميركيين، أعلنت الدول الأوروبية أمس (السبت) أن التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران ليس وشيكا ولن يتم إغلاق ملفات التحقيق المفتوحة مع طهران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وشدد كذلك على أنه إلى جانب الحملة الدبلوماسية لإثناء الدول الغربية عن إحياء الاتفاق النووي الإيراني، فإن إسرائيل تعمل على منع إيران من إنشاء "قواعد إرهابية" في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخاصة في سوريا.

وختم بالقول "أود أن أؤكد من هنا أن إسرائيل لن توافق على أن تكون سوريا محورا لنقل الأسلحة إلى المنظمات الإرهابية ولن تقبل إقامة قواعد إيرانية أو قواعد ميليشيات على حدودنا الشمالية".

وبوتيرة متكررة منذ سنوات، تقصف إسرائيل مواقع لقوات النظام والمجموعات الإرهابية التابعة لإيران في سوريا. وطهران حليفة للنظام السوري، فيما تعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.

والسبت، حمّلت إيران كلا من فرنسا وبريطانيا وألمانيا مسؤولية الفشل المحتمل لإحياء الاتفاق النووي. واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان، "الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي: فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بالانقياد للخط الإسرائيلي".