الأكل ليلا يقضم من صحتكم النفسية

باحثون يتوصلون إلى أن من تناولوا الطعام في وقت متأخر ترتفع لديهم نسب الاكتئاب والقلق مقارنة بأشخاص اكتفوا بالأكل نهارا.

واشنطن – رغم ان الأكل ليلا لا يساهم في تراكم دهون البطن كما هو شائع، الا ان دراسة جديدة نبهت من احتمالية الإصابة بأثار نفسية نتيجة هذه العادة السيئة.

وفي السابق ربط علماء بين الأكل في وقت متأخر من الليل واحتمالية الإصابة بأمراض، مثل اضطرابات النوم والتلبك المعوي والحرقة.

وأظهرت دراسة حديثة أجراها مستشفى "بريغهام آند وومنس" في بوسطن أن لوقت تناول الطعام تأثيرا على الصحة النفسية للإنسان أيضا، ويمكن أن تكون للاستغناء عن الطعام ليلا وتناوله أثناء النهار فقط آثار إيجابية على الصحة النفسية للإنسان، فكيف ذلك؟

وتوصل الباحثون من خلال الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يأكلون في الليل سجلوا نسبا أعلى للاكتئاب والقلق مقارنة بالأشخاص الذين اكتفوا بالأكل نهارا.

وأخضع باحثون 19 متطوعة ومتطوعا لنوبات عمل ليلية تجريبية على مدار 14 يوما.

بعد فترة لم يسمح للمتطوعين بالنوم إلا بعد 12 ساعة من المعتاد، وتم تقسيم المشاركين في الدراسة -وهم 12 رجلا و7 نساء- إلى مجموعتين تناولتا نفس الكمية من الطعام: المجموعة الأولى سمح لها بتناول الطعام ليلا ونهارا، والمجموعة الثانية سمح لها بتناوله خلال النهار فقط.

تناول الطعام ليلاً، بما لا يتوافق مع ساعة الجسم البيولوجية الطبيعية

قدم المشاركون في الدراسة معلومات مفصلة عن حالتهم الصحية بشكل يومي، وقد وجد الباحثون أنه على مدار التجربة كانت لدى أولئك الذين تناولوا الطعام في الليل نسب أعلى بـ26% من علامات الاكتئاب و16% من علامات القلق، في حين لم تطرأ تغييرات على الصحة النفسية لدى المجموعة التي تناولت وجبات طعام خلال النهار فقط.

وكانت دراسات عديدة سابقة وجدت أنّ تناول الطعام ليلاً قد يدفع الناس لاختيار أطعمة غير صحية، ويسبب زيادة الوزن، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.

في حين قال باحثون من مستشفى "بريغهام والنساء" في بوسطن الأميركية، إن تناول الطعام ليلاً، بما لا يتوافق مع ساعة الجسم البيولوجية الطبيعية، قد يُعرّضك لخطر الإصابة بمرض السكري.

كما وجد فريق من الباحثين الأميركيين أن تناول الطعام ليلاً يزيد من مستويات الجلوكوز والأنسولين المتورطين في مرض السكري، وترفع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية، وكلاهما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

النصيحة الموجَّهة للأشخاص الذين يعملون أثناء النهار بانتظام بسيطة: التزموا بتناول الطعام أثناء النهار، واتبعوا نظاماً غذائياً متوازناً، وحاولوا تجنب تناول الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل.

أما من يعملون حتى وقت متأخر من الليل أو في ورديات عمل غير منتظمة، فالحل ليس بهذه البساطة، وإليكم ما يجب فعله:

حاولوا اولا أن تتناول وجبات الطعام في الأوقات "الطبيعية"، وتناولوا وجبة الإفطار حين تعودون إلى المنزل بعد انتهاء وردية العمل.

كما ينصح هؤولاء بتناول الغداء عند الاستيقاظ، ةتناول العشاء قبل أن تبدأ وردية عملك، فضلا عن تناول وجبات خفيفة والحرص على ترطيب جسمك بالسوائل للتخفيف من الشعور بالإرهاق أثناء الليل.

ويحبذ الامتناع عن تناول الكافيين قبل 8 ساعات من وقت النوم، وإذا شعرت أنك بحاجة إلى الكافيين لتظل متيقظاً ومنتبهاً، فتناول 200 ملليغرام كحد أقصى قبل 30 أو 60 دقيقة من ورديتك ثم كل 3 أو 4 ساعات.

كما يجب التركيز على البروتينات الصحية والكربوهيدرات الغنية بالألياف للمحافظة على نسبة السكر في الدم والطاقة على المدى الطويل، ومحاولة تناول الوجبة الرئيسية في بداية المساء.