الداخلية التونسية تتخذ إجراءلت ردعية ضد نقابيين أمنيين
أعلنت وزارة الداخلية التونسية الثلاثاء، أنها اتخذت الإجراءات القانونية والتأديبية اللازمة ضد بعض أعوان الأمن من المنتسبين للنقابات الأمنية.
واعتبرت الداخلية في بلاغ نشرته على صفحتها على موقع فيسبوك تصرفات الأمنيين المشار إليهم "تجاوزات تمس بالسير العادي للعمل وبواجب الانضباط والجدية".
وعاد الجدل في تونس حول النقابات الأمنية واتهامها بالتغول إثر الفوضى التي شهدها الأسبوع الماضي، عرض الفنان الفكاهي لطفي العبدلي لمسرحيته على ركح مسرح صفاقس (جنوب).
واتهم العبدلي أفرادا من أعوان الأمن الحاضرين لتأمين العرض بمقاطعته ومنعه من استكمال عرض مسرحيته أمام جمهور غفير، مشيرا إلى أن الأعوان المذكورين اعتدوا بالعنف على مدير إنتاج المسرحية الأمر الذي استوجب نقله للمستشفى.
ونفت وزارة الداخلية الحادثة، مؤكدة أن العبدلي استفز الأمنيين بالتوجه بحركة "غير أخلاقية" لأعوان الأمن الحاضرين هناك.
ودعت النقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي بصفاقس جميع الأمنيين لمقاطعة تأمين عروض العبدلي.
وتدخل الرئيس التونسي قيس سعيّد بشكل غير مباشر في الحادثة التي تحولت إلى قضية رأي عام حيث حذر من أن "عدم تأمين أي تظاهرة تحت أي ذريعة كانت هو إضراب مقنع وإخلال بالواجب المهني"، مذكّرا خلال لقاء جمعه الأربعاء الماضي بوزير الداخلية توفيق شرف الدين، بأن الدستور التونسي يستثني الأمنيين من حق الإضراب.
8 نقابات أمنية توجه رسالة حادة للرئيس التونسي ووزير داخليته وعموم الشعب التونسي
وأفادت وزارة الداخلية في بلاغها بأن "هذه الخطوة (الإجراءات التأديبية) تأتي حرصا على تكريس المساواة أمام القانون وصون الحقوق والحريات".
وكانت الجبهة الوطنية للنقابات الأمنية (تضم 8 نقابات أمنية) قد وجهت الأحد جملة من الرسائل الى رئيس الجمهورية ووزير الداخلية وعموم الشعب التونسي.
وذكرت في بلاغ أنها "كانت تنتظر خطابا فيه رد لاعتبار من تم استفزازه بمسرح الهواء الطلق بصفاقس بالإشارة أو بالإيحاء"، مشيرة إلى أنها "كانت تأمل في أن يحظى أعوان قوات الأمن الداخلي برعاية استثنائية لقاء ظروف عملهم ودورهم المحايد في ظل احتدام الصراع السياسي".
وعبرت الجبهة النقابية الأمنية عن "أسفها لعدم اعتبار الرئيس ذلك من أولوياته، داعية وزير الداخلية لـ"تقييم مرحلة إدارة بدأت وستنتهي".
واعتبرت أنه "من الجحود ومن ضعف البصيرة تناسي أطوار الماضي القريب وما خلف من أذى على كل القيادات التي مرت وعلى عائلاتهم بعد لفظهم من أنظمة حكم تعاقبت وفي نظرتها استحقار يخْلُفه استغلال لهم ولأعوانهم".
وحذرت من مغبة "التفكير في استعادة المجد والقوة عن طريق بيع كرامة الأمنيين وتقديمهم قرابين وفدية إرضاءا لرغبات ونزوات الحاكمين".
مراقبون يعتبرون أن العلاقة بين النقابات الأمنية والسلطة التنفيذية مرت من مرحلة المهادنة إلى مرحلة التصعيد
ثم توجهت الجبهة في رسالتها إلى لشعب التونسي قائلة إنه "من الجحود والنكران نسيان دور أبناء المؤسسة الأمنية عن طريق نقاباتهم في التصدي لمشروع تغيير النمط المجتمعي لتونس ومقاومة الإرهاب والوقوف أمام كل محاولات التركيع والتسييس وحماية المتظاهرين ومواكبتهم بمناسبة اعتصام الرحيل".
وعقب مقتل النائب السابق بالمجلس التأسيسي محمد البراهمي في يوليو/ تموز 2013 انتفضت القوى التقدمية والديمقراطية واعتصمت بساحة باردو أمام المجلس وفي عموم ساحات البلاد في اعتصام سمي اعتصام الرحيل، مطالبين حركة النهضة والمتحالفين معها (الترويكا الحاكمة) بالرحيل عن سدة الحكم وهو ما تم فعلا.
وعقب حادثة العبدلي بصفاقس جدد سعيّد دعوته للنقابات الأمنية للتوحد في هيكل نقابي اقترح له اسم الاتحاد العام التونسي لقوات الأمن الداخلي، تنحصر مهامه في الجوانب الاجتماعية.
ويعتبر مراقبون أن العلاقة بين رئيس الجمهورية والنقابات الأمنية مرت من مرحلة المهادنة إلى مرحلة التصعيد بعد رسالة جبهة النقابات الأمنية الأحد، وبلاغ وزارة الداخلية الثلاثاء.
ويشغل رئيس الجمهورية بمقتضى الدستور التونسي منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة بما فيها قوات الأمن الداخلي.