ميليشيات سورية تستأنف القتال بعد انهيار هدنة رعتها تركيا
إدلب/عمان - قال سكان ومعارضون سوريون اليوم الاثنين إن جماعات معارضة متنافسة في شمال غرب سوريا استأنفت الاشتباكات العنيفة في ما بينها بعد يوم من عقد هدنة هشة توسطت فيها تركيا أنهت قتالا دمويا استمر خمسة أيام في المعقل الأخير للمعارضة المسلحة.
وأخفقت تركيا مرة أخرى في كبح جماح الميليشيات السورية الموالية لها وجماعات متشددة تسيطر على مناطق ضمن سيطرة سلطة الاحتلال التركي.
وليس واضحا ما إذا كانت تركيا قد فقدت السيطرة على ميليشيات المعارضة الموالية لها أو أنها هي من يدفع للابقاء على التوترات والاقتتال بين تلك الميليشيات بعد أن أبدت رغبة في مصالحة مع النظام السوري بعد عقد من العداء ودفع للإطاحة به.
وأجبر الفصيل الجهادي الرئيسي هيئة تحرير الشام الذي تصنفه الولايات المتحدة وتركيا وغيرهما تنظيما إرهابيا، فصائل من الجيش الوطني السوري المعارض المدعوم من أنقرة يوم السبت على قبول اتفاق سلام وسع سطوته في المنطقة.
وتبادل الطرفان الاتهامات بالتراجع عن بنود الاتفاق الذي توسطت تركيا لعقده والذي يقضي بسحب المقاتلين من عفرين ومدن أخرى إلى مواقعهم السابقة ويمهد الطريق أمام إدارة مدنية موحدة.
واحتدم القتال العنيف بالقرب من الأراضي الوعرة حول قرية كفر جنة في شمال حلب حيث أرسل كل من الجانبين تعزيزات عسكرية. ويخشى السكان أن يكون هدف الفصيل الجهادي السيطرة على مدينة أعزاز الحدودية الإستراتيجية وهي المركز الإداري لحكومة المعارضة المدعومة من تركيا.
وقال قائد في فصيل رئيسي لا يشارك في القتال طالبا ألا ينشر اسمه إن الفصيل الجهادي يقترب من نقطة العبور الحدودية مع تركيا باب السلامة، شمال غربي أعزاز.
وأضعف الاقتتال الداخلي المعارضة السورية منذ بداية الانتفاضة على الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011. وساعد الاقتتال في ما بينها الأسد وحلفاءه على استعادة أراض سورية كبيرة.
وتقول مصادر في المخابرات الغربية ومعارضون إن هيئة تحرير الشام تسعى منذ وقت طويل إلى دور اقتصادي وأمني أوسع في شمال سوريا يتعدى معقلها في مدينة إدلب المكتظة بالسكان.
وتضيف المصادر أن هدف قائدها أبومحمد الجولاني هو أن يوسع إلى مناطق أخرى نفوذ الإدارة المدنية التي تدير الآن بكفاءة الخدمات العامة في منطقة إدلب في محاولة لنزع صورة التشدد عن جماعته التي كانت في السابق فصيلا منشقا عن فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
وقال مصدر كبير في هيئة تحرير الشام لرويترز "نعمل من أجل مشروع يخدم الجميع وأهداف الثورة، يوحد المناطق المحررة في جيش واحد وإدارة مشتركة يشارك فيها الجميع، المدنيون والمناطق".