القوات اليمنية تحبط هجوما حوثيا بالمسيرات على ميناء نفطي

الهجوم الحوثي يعتبر أول تصعيد كبير منذ فشل المتمردين والحكومة اليمنية في تمديد هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة وسط خلافات بشأن دفع رواتب موظفي القطاع العام في مناطق سيطرة الحوثيون.
استهداف الحوثيين لميناء الضبة تزامن مع استعداد ناقلة نفط للرسو
غروندبرغ يتعهد بمواصلة الضغط من أجل اتفاق أوسع نطاقا بين طرفي النزاع

عدن - تصدت القوات اليمنية المدعومة من تحالف عسكري عربي تقوده السعودية اليوم الجمعة لهجوم بطائرات مسيرة شنه الحوثيون على ميناء نفطي في حضر موت بجنوب البلاد.

وأوضحت الحكومية اليمنية أن قواتها اعترضت المسيرات الحوثية بينما كانت ناقلة نفط تستعد للرسو، في تطور يأتي بينما تعثرت جهود تمديد هدنة الشهرين بعد أن طرح الحوثيون شروطا جديدة.   

وقال مسؤول حكومي إن طائرات مسيرة تابعة للحوثيين هاجمت ميناء الضبة الواقع في بلدة الشحر الجنوبية فيما كانت ناقلة النفط 'نيسوس' تستعد لدخول الميناء، مضيفا أنه كان من المقرر أن تحمل نيسوس مليوني برميل من النفط الخام من الميناء.

وأكد أنه لم تقع أضرار في المرفأ أو الناقلة، فيما أكد مكتب محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي الهجوم.

وقال نصرالدين عامر وهو أحد أعضاء الجماعة، قال على تويتر "ثروة الشعب اليمني للشعب اليمني. يجب أن تكون عائدات النفط لصرف المرتبات".

وقال الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة ومناطق شاسعة في شمال اليمن في بيان إنّهم نفذوا "ضربة تحذيرية بسيطة" على ميناء الضبة الخاضع لسيطرة الحكومة في محافظة حضرموت لمنعها من "نهب النفط الخام".

وهذه أوّل عملية من نوعها يتبناها الحوثيون منذ انتهاء الهدنة في اليمن في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.

ويطالب الحوثيون المدعومون من إيران الحكومة اليمنية بدفع رواتب موظفي سلطتهم وعسكرييهم المتقاعدين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وهو ما ترفضه السلطة المعترف بها دوليا.

وقال البيان إنّ الهجوم أتى "منعا لاستمرارِ عملياتِ النهب الواسعة للثروةِ النفطية وعدم تخصيصِها لخدمة أبناء الشعب في ما يخصُ مرتبات موظفيه"، في إشارة إلى مطالبتهم بالحصول على حصة من مبيعات النفط اليمني لصالح موظفيهم.

والواقعة هي أول تصعيد كبير منذ فشل الحوثيون المتحالفون مع إيران والحكومة المدعومة من السعودية في وقت سابق من هذا الشهر في تمديد الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة وسط خلافات بشأن دفع رواتب موظفي القطاع العام في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وحذرت الحكومة في بيان من أن "كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع الهجوم الإرهابي"، فيما اعتبر وزير الإعلام معمر الإرياني إن العملية "تصعيد خطير".

وانهار قطاع النفط اليمني منذ عام 2015 بسبب هجمات الحوثيين بينما تدخل حينها التحالف العربي لمحاولة إعادة الحكومة المعترف بها دوليا إلى السلطة. وتقدر إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن اليمن لديه احتياطيات نفطية مؤكدة تبلغ نحو ثلاثة مليارات برميل.

وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها على علم بتقارير تفيد بوقوع حادثة قرب الشحر، مشيرة إلى أن السفينة والطاقم بخير.

وأظهرت بيانات رفينيتيف أن ناقلة النفط نيسوس كانت تتحرك "في نطاق المنطقة" اليوم الجمعة خارج الضبة في خليج عدن.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص هانز غروندبرغ إنه سيواصل الضغط من أجل اتفاق أوسع نطاقا بين الطرفين المتناحرين واللذين يخضعان بالفعل لضغوط دولية مكثفة للتوصل إلى اتفاق.

ونجحت الهدنة إلى حد كبير في وقف العنف في جميع أنحاء اليمن وكذلك السماح لبعض سفن الوقود بدخول ميناء الحديدة وتسيير رحلات تجارية من صنعاء، وكلاهما تحت سيطرة الحوثيين.