الجزائر تستبعد البكوش من القمة العربية لأسباب سياسية
الجزائر - استبعدت الجزائر الأمين العام لاتحاد المغرب العربي المنتهية ولايته التونسي الطيب البكوش من حضور القمة العربية، في سابقة عزاها مصدر دبلوماسي إلى أنه لم يعد يشغل منصبه بينما يواصل البكوش إدارة المنظمة إلى حين انتخاب أمين عام جديد، بينما يرجح أن وجود دوافع سياسية وراء قرار استبعاده.
ولم يصدر عن الجهة المنظمة للقمة العربية توضيح حول استبعاد البكوش الذي لم يتلق دعوة للحضور على خلاف ما جرت عليه الأعراف في مثل هذه القمم، لكن المصدر الدبلوماسي عبر عن استغرابه من هذه السابقة لأن اتحاد المغرب العربي عضو مراقب بجامعة الدول العربية.
وحتى مع انتهاء ولاية البكوش ومع عدم انتخاب أمين عام جديد، فإن الأعراف الدبلوماسية تقتضي توجيه دعوة له لحضور القمة العربية بصفته.
وفي وضع يوضح غرابة القرار الجزائري، يمثل الرئيس اللبناني المنتهية ولايته رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رغم الخلاف على دستورية تمثيله خاصة بعد أن أقال عون ميقاتي وحكومته قبل مغادرته الرئاسة.
وهو وضع مشابه إلى حد كبير لوضع البكوش المنتهية ولايته لكنه يواصل مهامه على رأس الأمانة العامة للاتحاد المغاربي كمكلف بتصريف الأعمال إلى حين انتخاب أمين عام جديد.
ويرجح حسب بعض التقديرات أن استبعاد الجزائر للبكوش من حضور القمة العربية يعود أساسا لمواقفه ومن ضمنها مما حدث في قمة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا (تيكاد) التي استضافتها تونس في أغسطس/اب الماضي والتي حضرها زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي وجرى استقباله رسميا من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد.
وترجح مصادر سياسية أن توجيه تونس دعوة لكبير الانفصاليين زعيم ميليشيا البوليساريو بصفته التي يحملها كرئيس للكيان غير الشرعي المسمى الجمهورية الصحراوية، واستقباله رسميا خلال قمة 'تيكاد' تمت بدفع من الجزائر الداعمة والحاضنة للبوليساريو.
وفجرت تلك الواقعة أزمة دبلوماسية بين المغرب وتونس، بينما تعتبر قضية الصحراء المغربية من الملفات شديدة الحساسية.
وكان الطيب البكوش الذي يبدي مواقف معارضة لسياسات الرئيس قيس سعيد قد اصدر حينها بيانا قال فيه "في ھذا الوقت الذي سعینا فیه لنصح تونس بالقیام بمبادرة صلحیة إثر قطع العلاقات بین الجزائر والمغرب، ثم لعقد خلوة مغاربیة بين وزراء خارجية الدول المغاربية والأمین العام لصالح الحل السیاسي في لیبیا، نرى بكل أسف وألم فرصة أخرى تھدر وتغیب فیھا المبادرة بمناسبة انعقاد القمّة الیابانیة الأفریقیة الثامنة بتونس التي انتھت أشغالھا یوم 28 أوت (أغسطس) 2022، وذلك على غرار جھودنا في القمة السابعة في الیابان عام 2019 والأدھى أن نفاجأ بأزمة جدیدة جعلت العلاقات بین تونس والمغرب تمرّ بامتحان عسیر آخر یضاف إلى ما یعیشه المغرب الكبیر من أزمات".
وكان الطيب البكوش يراهن على حضور القمة العربية للقاء وزراء خارجية الدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي من أجل إحياء مبادرة الخلوة المغاربية كفرصة لبحث القضايا الخلافية.
ويعتقد كذلك أن الرئيس التونسي لم يكن لديه رغبة في حضور الطيب البكوش القمة العربية في الجزائر بسبب مواقفه السياسية المناهضة لسياساته وهو أمر وارد على اعتبار العلاقات الوثيقة بين سعيد وتبون.
والطيب البكوش موجود حاليا في المغرب، حيث شارك في افتتاح أشغال الجلسة المشتركة الأولى للجنة الحكومية الدولية لكبار المسؤولين والخبراء لدول شمال وغرب إفريقيا.