قطر تندد بـ"نفاق" المطالبين بمقاطعة المونديال

وزير الخارجية القطري يهون من دعوات لمقاطعة بطولة كأس العالم لكرة القدم، مؤكدا أن مطلقيها قلّة، متهما دولا بـ"الكيل بمكيالين".
فيفا تدعو المنتخبات لعدم الانجرار إلى معارك أيديولوجية أو سياسية
وزير الخارجية القطري: تذاكر المونديال توشك على النفاد
وزير الخارجية القطري يقر بوجود عيوب يجري العمل على اصلاحها

باريس - هون وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من دعوات دول وصفها بـ"القلة" لمقاطعة مونديال قائلا إنها لا تمثل بقية دول العالم التي تتطلع إلى انطلاق البطولة، منددا في الوقت ذاته بنفاق من يطالبون بالمقاطعة.

وتأتي تصريحات الوزير القطري في مواجهة حملة تكثفت قبل أسابيع قليلة من انطلاق المونديال وصلت حدّ الدعوة لمقاطعة أكبر فعالية كروية في العالم تستضيفها الإمارة الخليجية الصغيرة.

وقطر هي أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم ولكنها تعرضت لضغوط شديدة في السنوات الأخيرة بسبب أسلوب معاملتها للعمال الأجانب والقوانين الاجتماعية الصارمة.

وأدى سجل حقوق الإنسان في البلاد إلى دعوات من اتحادات ومسؤولين لمقاطعة البطولة المقررة بين 20 نوفمبر/تشرين الثاني و18 ديسمبر/كانون الأول لكن الشيخ محمد قال إن هذه الدعوات أثبتت فشلها حيث أن تذاكر المباريات أوشكت على النفاد.

وتابع في تصريحات لصحيفة لو موند الفرنسية أن "الأسباب التي تساق لمقاطعة كأس العالم لا تمت للمنطق بصلة. هذا الهجوم ينطوي على الكثير من النفاق ويتجاهل كل ما حققناه. هذه الادعاءات يتم تسويقها من قبل عدد قليل جدا من الناس في 10 دول على الأكثر وهم لا يمثلون بتاتا بقية العالم. إنه أمر مؤسف بصدق".

وأضاف "الحقيقة هي أن العالم يتطلع إلى هذا الاحتفال. وجرى بيع أكثر من 97 بالمئة بالفعل من التذاكر".

وسلطت العديد من الفرق المشاركة مثل إنجلترا وأستراليا والدنمارك وهولندا الضوء على محنة العمال المهاجرين في قطر.

وبعد ضغوط مارستها جماعات حقوقية لسنوات، غيرت قطر قوانين العمل لديها لإلغاء الكثير من قواعد نظام الكفالة المعمول به في البلاد، مما أعفي العمال من الحاجة إلى الحصول على إذن من صاحب العمل الذي يكفل تأشيراتهم من أجل تغيير الوظائف أو مغادرة البلاد.

وفي العام الماضي، نفت الحكومة القطرية المزاعم الواردة في تقرير لمنظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان بأن آلاف العمال المهاجرين لا يمكنهم المغادرة ويتم استغلالهم.

واعترف الشيخ محمد بأنه "لا تزال هناك عيوب" يحاولون إصلاحها، لكنه اتهم دولا "بالكيل بمكيالين"، متسائلا "لماذا تُلام حكومتنا بشكل منهجي على هذه المشاكل، بينما في أوروبا، يتم إلقاء اللوم في أقل حادثة على الشركة المعنية؟".

وقال "أعتقد أن هناك بعض الأشخاص الذين لا يقبلون حقيقة أن دولة صغيرة في الشرق الأوسط تستضيف مثل هذا الحدث العالمي".

وكتب الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إلى المنتخبات المشاركة في كأس العالم لكرة القدم، يحثهم على التركيز على كرة القدم في قطر وعدم السماح بجر هذه الرياضة إلى "معارك" أيديولوجية أو سياسية.

وتأتي رسالة جياني إنفانتينو رئيس الفيفا وفاطمة سامورا الأمين العام للاتحاد بعد عدد من الاحتجاجات التي قامت بها فرق كأس العالم، حول قضايا تتراوح بين حقوق مجتمع الميم والمخاوف بشأن معاملة العمال المهاجرين.

وذكرت قناة سكاي نيوز نقلا عن إنفانتينو وسامورا في الرسالة الموجهة إلى 32 دولة مشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم "من فضلكم، دعونا الآن نركز على كرة القدم".

وأضافا في الرسالة "نحن نعلم أن كرة القدم لا تعيش في فراغ ونحن ندرك بنفس القدر أن هناك العديد من التحديات والصعوبات ذات الطبيعة السياسية في جميع أنحاء العالم، لكن من فضلكم لا تسمحوا لكرة القدم بالانجرار إلى كل معركة أيديولوجية أو سياسية موجودة".

وقال ستيف كوكبيرن رئيس برنامج العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية في بيان "إذا كان جياني إنفانتينو يريد من العالم التركيز على كرة القدم فهناك حل بسيط: يمكن للفيفا أخيرا أن يبدأ في معالجة مشكلات حقوق الإنسان الجدية بدلا من تجاهلها".

وقال كوكبيرن "أول خطوة تكون الالتزام علنا بتأسيس صندوق لتعويض العمالة الوافدة قبل بدء البطولة وضمان عدم تعرض مجتمع الميم لتفرقة أو مضايقات".

وتابع "من المدهش أنهم لم يفعلوا ذلك بعد. إن جياني إنفانتينو محق في قوله إن كرة القدم لا تعيش في فراغ... مئات الآلاف من العمال تعرضوا لانتهاكات لتصبح تلك البطولة ممكنة ولا يمكن نسيان حقوقهم أو تجاهلها. يستحقون العدالة والتعويض وليس الكلمات الفارغة، والوقت ينفد".

وانتقد المنتخب الأسترالي في الأسبوع الماضي سجل قطر في مجال حقوق الإنسان والعلاقات الجنسية المثلية. كما صرح الاتحاد الدنماركي لكرة القدم لوسائل إعلام محلية الشهر الماضي بأن لاعبي الدنمارك سيسافرون إلى كأس العالم بدون عائلاتهم احتجاجا على سجل حقوق الإنسان في البلاد.

وأكد اتحاد كرة القدم الأسترالي استلام رسالة من الفيفا اليوم الجمعة، لكنه رفض ذكر المزيد. وقال منظمو كأس العالم إن الجميع، بغض النظر عن ميولهم الجنسية أو خلفيتهم، مرحب بهم، لكنهم حذروا أيضا من إظهار الحميمية في الأماكن العامة.

وأقرت قطر بوجود "ثغرات" في نظام العمل لديها، لكن كأس العالم سمح للدولة بإحراز تقدم في مجال حقوق العمال. وقال إنفانتينو في الرسالة "في الفيفا، نحاول احترام كل الآراء والمعتقدات، دون إعطاء دروس أخلاقية لبقية العالم".

وتابع "أحد أعظم نقاط القوة في العالم هي بالفعل تنوعه ذاته، وإذا كان الإدماج يعني أي شيء، فإنه يعني احترام هذا التنوع. لا يوجد شعب أو ثقافة أو أمة أفضل من الآخرين"، مضيفا "هذا المبدأ هو حجر الأساس للاحترام المتبادل وعدم التمييز. وهذه أيضا واحدة من القيم الأساسية لكرة القدم. لذا من فضلكم، دعونا نتذكر ذلك جميعا ونضع كرة القدم في بؤرة التركيز".

وانتقدت منظمة العفو الدولية رسالة الفيفا بعد أن قادت دعوات تطالبها (الفيفا) بتعويض العمال المهاجرين في قطر عن انتهاكات حقوق الإنسان من خلال تخصيص صندوق بقيمة 440 مليون دولار لهذا الغرض.

وكان وزير العمل القطري قد اعلن رفض بلاده لهذا المقترح موضحا أن بلاده خصصت بالفعل صندوق تعويض في السنوات الماضية وأن كثيرا من العمال تلقوا تعويضات ومساعدات بملايين الدولارات.

وقال الشيخ محمد أيضا إنه على الرغم من أن الملاعب مكيفة الهواء، إلا أنها لن تعمل خلال المباريات بسبب إقامة البطولة في فصل الشتاء في قطر، مضيفا "درجات الحرارة في قطر في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) أكثر برودة تقريبا من درجات الحرارة في أوروبا خلال الصيف، لذا لن يتم استخدام مكيفات الهواء".