السويد تنأى بنفسها عن دعم قضية الأكراد لاسترضاء تركيا

وزير الخارجية السويدي يؤكد أن الهدف الأساسي للحكومة الجديدة هو عضوية ستوكهولم في حلف شمال الأطلسي.
السويد تقر بوجود صلة وثيقة جدا بين وحدات حماية الشعب والعمال الكردستاني
ستوكهولم تسعى للحصول على حماية الناتو في خضم التوتر الدولي بعد غزو اوكرانيا

ستوكهولم – نجحت تركيا في ضغوطها المسلطة على السويد لقطع كل علاقة مع الفصائل الكردية حيث قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم للإذاعة اليوم السبت إن الحكومة الجديدة في البلاد ستنأى بنفسها عن فصائل "وحدات حماية الشعب" الكردية في الوقت الذي تحاول فيه الفوز بموافقة انقرة على الانضمام لحلف شمال الأطلسي.
وتنظر تركيا إلى وحدات حماية الشعب الكردية السورية وجناحها السياسي "حزب الاتحاد الديمقراطي" على أنهما امتداد لحزب العمال الكردستاني، الذي أعلن تمردا ضد تركيا عام 1980 وتعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيما إرهابيا.
ودعمت السويد، إلى جانب الولايات المتحدة وعدة أعضاء في حلف الأطلسي وحدات حماية الشعب في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبقي هذا الدعم مستمرا مما أغضب انقرة التي تحاول قطع كل دعم دولي تستفيد منه الفصائل الكردية.
وتعهدت تركيا بعرقلة طلب السويد للانضمام إلى الحلف إذا لم تتوقف عن دعم هذه الفصائل فيما دعا وزير العدل التركي بكر بوزداج في يونيو/حزيران الماضي السويد وفنلندا لتسليم أفراد تعتبرهم إرهابيين.
وطالبت تركيا كذلك بضرورة رفع الحظر الذي تفرضه الدولتان على صادرات الأسلحة كما عقد زعماء هذه الدول ومسؤولين من حلف شمال الأطلسي في مدريد اجتماعا قبل أشهر، وقعوا خلاله اتفاقا من أجل رفع أنقرة معارضتها انضمام السويد وفنلندا للناتو بينما تعهدت الدولتان المرشحتان بوقف دعم المسلحين الاكراد.
كما تعهد البلدان بعدم دعم شبكة رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تقول أنقرة إنه دبر لمحاولة الانقلاب في صيف العام 2016 وتصف الشبكة بأنها منظمة إرهابية.
وقال وزير الخارجية السويدي للإذاعة الحكومية السبت "هناك صلة وثيقة جدا بين وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني ... الذي يستفيد من العلاقة الجيدة بيننا وبين تركيا" مضيفا "الهدف الأساسي هو عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي".
وتأتي الخطوة قبل أيام فقط من سفر رئيس الوزراء أولف كريسترسون إلى أنقرة لمحاولة إقناع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالسماح للسويد بالانضمام إلى الحلف العسكري.
وقدمت السويد وفنلندا طلب الانضمام إلى الحلف في وقت سابق هذا العام، كنتيجة مباشرة للغزو الروسي لأوكرانيا حيث يشعر  البلدان بالخطر الذي تمثله موسكو على أمنهما القومي وبالتالي فهما يسعيان لغطاء من حلف شمال الاطلسي.
ووافقت على الطلب 28 دولة من أصل 30 عضو في حلف شمال الأطلسي. وقالت دولتا الشمال الأوروبي قبل أيام قليلة إنها متفائلتان بأن المجر ستتخلى عن اعتراضاتها.