طلاب طب في لبنان يتحولون لمدرسين لمواصلة حلمهم
بيروت - لطالما حلم جاد بستاني بأن يصبح طبيبا. وهو الآن طالب في السنة الرابعة في كلية الطب، وبات على أعتاب تحقيق حلمه، لكن ثمة عقبة واحدة فقط تقف في طريقه.
وانهار النظام المالي في لبنان في عام 2019، مما دفع بأعداد كبيرة من السكان إلى السقوط في براثن الفقر وأدى إلى تجميد الودائع في البنوك وإطلاق أكبر موجة هجرة منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. وتسبب هذا في ضغوط على العديد من الطلاب الذين يجدون صعوبة في دفع الرسوم الدراسية.
وقرر بستاني إيجاد حل لمشكلته وأسس مؤسسة اجتماعية تمكن طلاب الطب من أقرانه من إعطاء دروس للأطفال، مما يوفر لهم دخلا إضافيا لتغطية نفقاتهم الدراسية.
وأوضح "بلشنا لأنه جامعتنا عم تتحول للدولار وأهلنا بعدهم عم يقبضوا على اللبناني ما فيه تعادل بين شو عم ندفع وشو عم نطلع".
انطلقت المبادرة في عام 2021 تحت اسم "ذا ميديكال كامبين" أو الحملة الطبية. وبدأت بإعطاء بستاني دروسا عبر الإنترنت لطفل واحد في قطر. وتقوم المبادرة الآن بتقديم دروس لأكثر من 700 تلميذ في 26 دولة مختلفة، وتدعم أكثر من 30 طالب طب من بينهم ثمانية يعتمدون بشكل كامل على المبادرة للإنفاق على رسوم تعليمهم مع دخول الأزمة المالية عامها الرابع.
دروس بسيطة حول كيف يعمل جسم الإنسان والإسعافات الأولية
وقال بستاني "بعد ما صار عنا مئة تلميذ أول شهر حكيت مع عالم مع تلاميذ طب من غير جامعات هم رفقاتي قلت لهم هيك صار معي كلنا تحمسنا وعملنا جروب صغير وانطلقنا صرنا نعطي دروسا نعطي صفوفا لتلاميذ من 26 بلدا".
وكان طالب الطب البالغ من العمر 21 عاما يتحدث على هامش ورشة عمل بالحضور الشخصي مدتها أسبوع واحد تم خلالها تقسيم التلاميذ على فصول دراسية وفقا لفئاتهم العمرية.
وجلب المدربون نماذج لهياكل عظمية بشرية وأجهزة الواقع الافتراضي وغيرها من وسائل التعليم لتقديم دروس بسيطة حول كيف يعمل جسم الإنسان والإسعافات الأولية وموضوعات أخرى في علم الأحياء.
وعن هذا تحدث بستاني "هذا العالم الافتراضي منزلين برامج التشريح وعلم وظائف الأعضاء بيشوفوا عالقد، اليوم درسنا عن القلب بيشوفوا القلب مئة بالمئة كيف الشرايين بتفتح وبيصيروا يتخيلوا أكثر وبيحسوا حالهم بالجو بالصف".
وقالت ريتا علوية، وهي من المدربين في المبادرة، إنها لم تتخيل أن العمل مع الأطفال سيكون ممتعا ومفيدا بهذا الشكل.
وأضافت "هذه المبادرة اللي اسمها (ذا ميديكال كامبين) هي تهدف لأن تعطي دروسا أونلاين أو أوفلاين للأولاد الصغار عن الطب لتعلمهم أكثر وتعطيهم تثقيف أكثر وكل هذه القصص. وهذه المبادرة نحن مهتمين فيها كطلاب طب وبذات الوقت هي بتكون عم بتساعدنا ونحن عم نساعد غيرنا بذات الوقت، تساعدنا من أي ناحية؟ من ناحية نحن كمان عم نقدر نطلع شوي إذا بدك مصاريف تساعد شوية بالرسوم الدراسية".
وأضافت "أنا كثير أوقات قبل ما بلش صف مع ولد بكون شوية تعبانة أو راجعة وراسي بعده بالجامعة، بس فوت وبلش التجربة مع الولد بيتغير هذا الشيء ويصير عالما آخر".
وقالت والدة أحد الأطفال واسمها داليا ماجد "ابني عمره أربع سنوات ونصف وأظهر اهتماما بكل شيء يتعلق بعلم الأحياء. بمجرد أن شاهدنا الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي عمل اجتماعا عبر زووم مع الأطباء الموجودين. أحب كتير الفكرة وهو يستمتع ويتعلم وعم بيمضي وقت وعم بيعمل أصحاب جداد بطريقة كتير حلوة من غير ما يحس حاله إنه بالمدرسة".