رحلة البحث عن البيرة في قطر تشتّت جهود المشجعين

بعد تراجع الدوحة في الدقيقة التسعين عن بيعها في محيط الملاعب، مسألة مكان وكيفية الحصول على الكحوليات تهيمن على مجموعات مشجعي كأس العالم في وسائل التواصل وترهق ضيوف قطر خاصة مع اسعار فاحشة في أماكن نادرة توفر المشروبات.

الدوحة – لن يكون سهلا على مشجعي كرة القدم الذين تقاطروا على قطر من اصقاع العالم متعطشين لكرة القدم ان يرووا عطشهم للكحوليات وخاصة البيرة، التي طالما ارتبطت بالأحداث الرياضية الشعبية وخاصة الكورية.

وهذه هي المرة الأولى التي تقام فيها البطولة في دولة إسلامية محافظة تفرض قيودا صارمة على المشروبات الكحولية وتحظر تناولها في الأماكن العامة.

ومساء الأحد خلال مباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم، طالب مشجعو المنتخب الإكوادوري أمام نظيره القطري بتوفير الجعة لهم خلال الشوط الأول للمباراة (على ملعب "البيت".

وهتف بعض مشجعي منتخب الإكوادور في المدرجات، بعبارة "Queremos cerveza!" – وتعني "نريد بيرة!" باللغة الإسبانية.

 

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم اعلن قبل يومين أن المشروبات الكحولية لن تُباع في الملاعب الثمانية التي ستقام عليها مباريات بطولة كأس العالم 2022 في قطر، في تغيير مفاجئ جاء قبل يومين من انطلاق النهائيات.

وكان من المقرر تقديم المشروبات الكحولية "في مناطق محددة داخل الملاعب"، على الرغم من أن بيعها يخضع لرقابة صارمة في الدولة الخليجية المسلمة.

ويظل أولئك الذين سيوجدون في المناطق الخاصة بالشخصيات الهامة في الملاعب في البطولة قادرين على شراء المشروبات الكحولية.

وقال بيان صادر عن فيفا: "عقب المناقشات بين سلطات البلد المضيف والفيفا اُتخذ قرار للتركيز على بيع المشروبات الكحولية في منطقة مهرجان مشجعي الفيفا، ووجهات المشجعين الأخرى والأماكن المرخصة، وإزالة نقاط بيع البيرة من محيط ملاعب كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر ".

وتسبب القرار في احراج الفيفا بالنظر لتوقيته.

تسبب القرار في احراج الفيفا بالنظر لتوقيته

وكان من المقرر أن تبيع بدويايزر، الراعي الرئيسي لكأس العالم والتي تتمتع بحقوق حصرية لبيع الجعة في البطولة، الجعة الكحولية داخل المنطقة المحددة لمن يحملون التذاكر في محيط كل من الملاعب الثمانية قبل ثلاث ساعات وبعد ساعة واحدة من كل مباراة.

ونُصبت بالفعل عشرات الخيم لبيع الجعة في محيط ملاعب كأس العالم، قبيل انطلاق المباراة الافتتاحية الأحد بين قطر والإكوادور، قبل ازالتها في الدقيقة التسعين.

حين طلب المشجع البريطاني كريس، كأسا من البيرة مع وجبة العشاء في مطعم كباب، قيل له إنهم لا يقدمونها. 

شعر كريس، وهو مدير للمبيعات قدم من لندن، يبلغ من العمر 34 عاما، بالإحباط في البداية، قبل أن يستقر على عصير الليمون بدلا من ذلك، وأعرب عن أنه لو كان أصغر ببضع سنوات لما كان سيحضر إلى هذه النسخة من مونديال كرة القدم. 

كانت مسألة العثور على مكان للحصول على مشروب كحولي، وهو أمر أساسي في الأحداث الرياضية في جميع أنحاء العالم، في الدولة الإسلامية المحافظة، في صدارة اهتمامات العديد من المشجعين منذ حظرت قطر بيع البيرة في الملاعب في قرار مفاجئ.  

ولا يمكن للزوار جلب الكحول إلى قطر، حتى من السوق الحرة بالمطار، ومعظمهم لا يمكنهم شراء الكحول من متجر الخمور الوحيد في البلاد. ويُباع الكحول في حانات بعض الفنادق، حيث يبلغ سعر نصف لتر من الجعة نحو 15 دولارا.

في المقابل، كانت العديد من الحانات والنوادي الليلية في العاصمة، الدوحة، وهي واحدة من الأماكن النادرة التي يمكن للمشجعين فيها تناول الكحول، مكتظة بالحشود وتم حجز طاولاتهم بالكامل، الأحد، مع انطلاق البطولة بالمباراة بين البلد المضيف والإكوادور.

أما منطقة مشجعي الحدث الكبير، التي تتسع لأربعين ألف متفرج ويسمح فيها بتناول المشروبات الكحولية، خارج حانات الفنادق الفاخرة، فكانت ممتلئة للغاية أيضا، حتى أن الشرطة تدخلت مساء السبت لإبعاد الآلاف. 

كما أثار السعر الباهظ غير المعتاد للكحول استياء الكثيرين الذين اعتادوا على بطولة "مليئة بالبيرة"، بحسب ما نقلت "أسوشيتد برس".

وقال فابيان كروز، البالغ من العمر 48 عاما من الإكوادور، وهو يتجول وسط الدوحة: "نحن نفتقد البيرة"، مضيفا أنه لن يحاول الذهاب إلى منطقة المشجعين مرة أخرى بعد فوضى ليلة السبت، مشيرا في الوقت ذاته إلى صعوبة إنفاق 14 دولارا في فندقه على كأس بيرة. 

وهيمنت مسألة مكان وكيفية الحصول على الكحول على مجموعات مشجعي كأس العالم على تطبيقي واتساب وفيسبوك.

واحتوت هذه المجموعات على العديد من النصائح المتبادلة بشأن كيفية العثور على مكان للشر،ب أو كيفية جلبها إلى قطر، ووضع المشروبات الكحولية في عبوات معقمة، في حين ذكر البعض أن زجاجاتهم صودرت في المطار.

وقال ريتو موهان، من إنكلترا عن حظر البيرة داخل الملاعب، "نشعر بخيبة أمل"، مشيرا إلى أنه كان يجول في الشوارع بحثا عن حانات بها أماكن غير محجوزة ليلة الأحد، وقال: "كان يجب أن نعرف ما كنا نقدم عليه عندما سمعنا أن قطر ستستضيف البطولة".

وانتقد اتحاد مشجعي كرة القدم توقيت قرار حظر بيع البيرة لمعظم المشجعين.

وقال المتحدث باسم الاتحاد: "بعض المشجعين يحبون احتساء البيرة في المباراة والبعض الآخر لا يحبها، لكن المشكلة الحقيقية هي التغيير في اللحظة الأخيرة والذي يشير إلى مشكلة أكبر، وهي الافتقار التام للتواصل والوضوح من اللجنة المنظمة تجاه المشجعين ".

وأضاف: "إذا تمكنوا من تغيير رأيهم بشأن هذا في أي لحظة، دون أي تفسير، فسيكون للجماهير مخاوف مفهومة حول ما إذا كانوا سيوفون بوعود أخرى تتعلق بالسكن أو النقل أو القضايا الثقافية".