إيران تكشف عن تعهد عراقي بإبعاد المتمردين الأكراد من الحدود
بغداد - كشف وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان أن السلطات العراقية تعهدت بإبعاد الأحزاب الكردية المعارضة عن الحدود فيما طالبت حكومة إقليم كردستان الحكومة المركزية والأمم المتحدة بمواقف جدية لوضع حد للانتهاكات الإيرانية.
وأضاف عبداللهيان في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء ونقله موقع "شفق نيوز الكردي العراقي" أن الخارجية كان لها عدة لقاءات في بغداد وطهران خلال الشهرين الماضيين مع وفود أمنية عالية المستوى من حكومة بغداد الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق".
وتابع "هذه اللقاءات أسفرت عن اتفاقيات عديدة من بينها تعهد حكومة العراق المركزية بإبعاد الإرهابيين عن حدود إيران".
وأكد ان سلطات بلاده تتابع مع الطرف العراقي تطبيق ما تم الاتفاق عليه مشيرا إلى "أن استقرار القوات العراقية على الحدود المشتركة بين إيران وإقليم كردستان وضمان تحقيق الأمن الحدود سيوقف العمليات الايرانية".
وأضاف "ما دامت القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة يكفلان حق الدفاع ضد تهديدات الجوار فإن القوات المسلحة الايرانية ستواصل إجراءاتها من أجل تأمين الحد الأعلى من الاستقرار، فيما سيواصل الجهاز الدبلوماسي التفاوض والحوار مع العراق الشقيق والصديق لتجاوز هذه المرحلة".
وتاتي تصريحات عبداللهيان فيما تتعرض حكومة محمد شياع السوداني المدعوم من قوى سياسية حليفة لإيران على غرار الاطار التنسيقي لانتقادات بسبب عدم اتخاذ إجراءات قوية لمواجهة التدخلين الإيراني والتركي.
وتشن القوات الايرانية هجمات سواء بالصواريخ او الطائرات المسيرة تستهدف الجماعات الكردية التي تتّهمها طهران بإثارة الشغب في المدن المنتفضة، تزامنا مع هجمات تركية مكثفة على المسلحين الأكراد في شمالي سوريا والعراق.
وتقول طهران ان تلك الفصائل الكردية تقوم بإثارة الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر/ايلول إثر وفاة مهسا أميني بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة.
وكان عدد من كبار المسؤولين الإيرانيّين قد دعوا في السابق السلطات في بغداد وأربيل، إلى وقف نشاطات هذه الجماعات المعارضة التي تتّهمها طهران بالتسلل إلى إيران ومهاجمة القوات الإيرانية.
وتشير تصريحات عبداللهيان ان الحكومة العراقية باتت عاجزة كليا عن مواجهة الانتهاكات الإيرانية رغم المواقف التي يطلقها السوداني بشان السيادة الوطنية وان الحديث عن وضع قوات على الحدود هو إذعان للرغبة الإيرانية.
ويرى مراقبون ان الاتفاق الذي تم التوصل إليه لنشر القوات كان متوقعا خاصة وان القوى السياسية الحليفة لايران والداعمة للسوداني دائما ما تنتقد تواجد الفصائل الكردية واللاجئين الأكراد داخل الحدود العراقية وتطالب بترحيلهم.
وكان السوداني أعلن الثلاثاء، رفضه للاعتداءات على الأراضي العراقية من قبل دول الجوار، مؤكدا أن الأيام المقبلة ستشهد نشر قوات حرس الحدود في بعض المناطق فيما يبدو انه يمسك العصا من المنتصف.
وقال السوداني خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي "خلال اليومين المقبلين سيعقد مجلس الأمن الوزاري اجتماعا لمناقشة الاعتداءات وانتشار حرس الحدود ومن بعدها سيتم اتخاذ قرار لنشر القوات في مناطق التي لا يتواجد فيها حرس الحدود".
في المقابل أدانت حكومة اقليم كردستان الهجمات على أراضي كوردستان وعدها "تجاوزاً" على السيادة والقوانين الدولية وحسن الجوار، فيما طالب الحكومة الاتحادية والأمم المتحدة باتخاذ "مواقف جدية" لوضع حد للتجاوزات المتكررة
وقالت حكومة الاقليم في بيان نشره موقع "شفق نيوز الكردي العراقي "ندين بشدة هذه الهجمات وندعو دول الجوار الى احترام سيادة أراضي العراق وإقليم كردستان ويجب على الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ان تكون لديهم مواقف جدية لوضع حد لهذه التجاوزات المتكررة".