
أجواء المونديال لم تخمد ضجيج الانتقادات الأوروبية لقطر
بروكسل - صوت البرلمان الأوروبي اليوم الخميس بالموافقة على مشروع قرار يستنكر تقارير عن "انتهاكات" لحقوق مجتمع الميم في قطر خلال بطولة كأس العالم، داعيا الدوحة إلى إلغاء تجريم العلاقات المثلية، في توصية غير ملزمة لكنها تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الإمارة الخليجية وعلى جهودها في التمدد والنفوذ الخارجي.
ووضع نائب أوروبي على ذراعه شارة دعم المثليين التي تراجع قادة سبع فرق أوروبية عن ارتدائها خلال البطولة بعد ضغوط من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
كما حث أعضاء البرلمان الأوروبي السلطات القطرية على إجراء تحقيق شامل في وفيات وإصابات العمال المهاجرين أثناء الاستعدادات للبطولة، ما يشير إلى أن الضغوط الأوروبية لن تتوقف حتى بعد نهاية المونديال، بينما يرجح أن تمتد تداعياتها سياسيا واقتصاديا.
ورسمت حادثة أخرى أيضا ملامح توترات صامتة بين الدوحة وبرلين بعد أن راوغت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر السلطات القطرية وخدعت لجنة تنظيم المونديال بأن حضرت مباراة المنتخب الألماني ضد نظيره الياباني والتي انتهت بخسارة الأول 2-1، مرتدية شارة المثليين على ذراعها.
وفي لقاءاتها مع مسؤولين قطريين على هامش مباراة منتخب بلادها كانت الوزيرة الألمانية تخفي شارة المثليين على ذراعها تحت سترتها وبمجرد دخولها الملعب خلعت سترتها وظهرت وهي تتحدث مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، في تحد للتعليمات والضوابط القطرية التي تمنع ارتداء شارة المثليين التي تشكل برمزيتها مخالفة لدين الدولة المضيفة ولتقاليد مجتمعها.
وقد تعتبر تلك الحركة من نانسي فيزر من اكراهات المونديال إلا أنها أثارت ردود فعل غاضبة وإدانات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي واتهامات للوزيرة الألمانية بالاحتيال وبانتهاك خصوصيات المجتمع القطري.

وكانت فيزر وهي أيضا مسؤولة على الشؤون الرياضة في بلادها قد استبقت زيارة قطر وحضور مباراة المنتخب الألماني ضد نظيره الياباني، بانتقادات حادة لقطر على خلفية سجلها في حقوق الإنسان ودعت إلى عدم منح حق استضافة المونديال لأي دولة لا تحترم حقوق الإنسان وجعل هذه الأمر من ضوابط الترشح لاستضافة بطولة كأس العالم. كما هاجمت أيضا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بينما أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم أنه لن يصوت لصالح التجديد لانفانتينو على رأس الفيفا في الانتخابات القادمة.
وأنفقت قطر مليارات الدولارات لتحسين صورتها في العالم، بينما تراهن على إنجاح المونديال لتعزيز دورها دوليا وإقليميا وتوسيع نشاط أذرعها المالية والاستثمارية.
وترتبط الدوحة بعلاقات اقتصادية واستثمارية واسعة مع العديد من الدول الأوروبية، ما يجعل أي توترات مع أي شريك أوروبي مقلقة ومكلفة.
وفي الوضع الراهن في حال تطور الخلاف مع ألمانيا وذهب إلى أبعد من مجرد حركة يعتبرها المجتمع القطري مؤذية وانتهاكا لخصوصياته الدينية وتقاليده، فإن التوتر قد يكون مكلفا بالنسبة لبرلين التي تكابد للخروج من أزمة طاقة طرقت أبوابها شأنها في ذلك شأن دول أوروبية أخرى على خلفية تقلص أو توقف إمدادات الغاز والنفط الروسي لأوروبا.
وتقول أوساط اقتصادية إن للدوحة استثمارات كبيرة بمليارات الدولارات في الخارج وأنها تمتلك مساهمات مالية ضخمة في شركات ألمانية كبرى وهي مساهمات تمت عبر ذراعها الاستثماري 'جهاز قطر للاستثمارات'.
وتعتبر الدوحة على سبيل الذكر لا الحصر من كبار المساهمين في عدة شركات بينها عملاق 'فولكس فاغن' لصناعة السيارات، حيث يمتلك جهاز قطر للاستثمار حصة ب10.5 بالمئة و17 بالمئة من حقوق التصويت مع مقعدين في مجلس الإشراف يشغلهما رئيس الجهاز منصور إبراهيم آل محمود وكذلك الوزيرة القطرية السابقة حصة سلطان آل جابر.
وتمتلك قطر كذلك 12.3 بالمئة من شركة هاباج لويد للشحن البحري وزادت من حجم استثماراتها في شركة سيلونيس للبرمجيات في ميونخ ولديها حصص وازنة في سيمنس ودويتشه بنك.