السياسة تفرض نفسها في مقابلة إيران وأميركا في المونديال
الدوحة - يفرض الصراع السياسي القائم بين الولايات المتحدة وإيران نفسه على المباراة الحاسمة بين منتخبي البلدين في الجولة الأخيرة من دور المجموعات لمونديال قطر الثلاثاء المقبل.
ومثلت الساحة القطرية ساحة مواجهة كروية بين البلدين لكنها اخفت كذلك مواجهة سياسية باتت أكثر حدة مع وجود كثير من التحالفات وأوراق الضغط.
ورغم ان المقابلة الكروية سيعرف من المنتصر او المنهزم فيها او حتى إمكانية التعادل داخل المستطيل الأخضر لكن المواجهة السياسية لا يعرف ما ستكون مالاتها او تداعياتها على امن المنطقة والعالم.
ورغم هذا التأثيرات ينفي مدرب المنتخب الأميركي غريغ بيرهالتر تدخل السياسة في مباراة بلاده المصيرية ضد إيران.
وجاء كلام المدرب بعد أن فرض رجاله التعادل السلبي على إنقلترا المرشحة للمنافسة على اللقب الجمعة في الجولة الثانية، ما يترك الباب مفتوحًا على مصراعيه في المجموعة الثانية بعد فوز قاتل لإيران 2-صفر على ويلز.
وتتصدر إنقلترا بأربع نقاط مقابل ثلاث لإيران واثنتين للولايات المتحدة ونقطة لويلز.
وستكون المواجهة المنتظرة إعادة لمباراة كأس العالم 1998 المشحونة سياسيًا بين الخصمين الجيوسياسيين، والتي فازت بها إيران 2-1 في دور المجموعات، وأطلق عليها لقب "أم مباريات كرة القدم".
لكن بيرهالتر أصر على أنه رغم استمرار التوترات بين البلدين، فإنه لن يكون للسياسة مكان الثلاثاء في حين ان المدرجات خلال المباراة الإيرانية السابقة شهدت بعض الشعارات المؤيدة للاحتجاجات الإيرانية في تجسيد واضح للواقع السياسي خلال مباريات كرة القدم.
وقال المدرب الأميركي في هذا الصدد "لقد لعبت في ثلاث دول مختلفة، ودرّبت في السويد، والشيء الذي يميز كرة القدم هو أنك تقابل العديد من الأشخاص المختلفين من جميع أنحاء العالم، ويجمعك حب مشترك لهذه الرياضة".
وتابع "أتصور أن المنافسة ستكون شديدة بسبب حقيقة أن كلا المنتخبين يريد العبور الى الدور الثاني - ليس بسبب السياسة أو بسبب العلاقات بين بلدينا. نحن لاعبو كرة قدم وسنتنافس وسيتنافسون بدورهم وهذا كل ما في الأمر".
وشنت الولايات المتحدة عقوبات مشددة ضد إيران فيما يتعلق بالملف النووي وسط محاولات لفرض ضغوط على النظام الذي تتهمه بتهديد امن المنطقة ودعم ميليشيات وجماعات مسلحة مرتبطة بها.
لكن مدرب الولايات المتحدة يسعى من وراء تصريحاته تخفيف الضغوط على عناصر المنتخب الأميركي متجاهلا تأثير هذه المقابلة على الواقع السياسي وهو تاثير شدد عليه المرشد الاعلى للنظام الايرني علي خامنئي الذي أشاد بفوز منتخب بلاده على ويلز بهدفين دون مقابل.
وقال خامنئي "أبناء منتخبنا الوطني لکرة القدم أناروا عيوننا بانتصارهم".
وأثرت السياسة والاحتجاجات التي تشهدها إيران رفضا لحادثة مقتل الشابة أميني والقمع المفرط من قبل الأجهزة الأمنية على مواقف عناصر المنتخب الإيراني خلال اللقاء لأول ضد المنتخب الانقليزي حيث اختار اللاعبون عدم ترديد النشيد في تأييد واضح للمحتجين.
وتعرض مدرب المنتخب الإيراني البرتغالي كارلوس كيروش بدوره لانتقادات بسبب رفضه الاجابة عن سؤال في مؤتمر صحفي متعلق بالاحتجاجات السلمية لكن كيروش سمح لعناصر الفريق بإبداء مواقفهم وإظهار قناعاتهم.
وستكون الولايات المتحدة بحاجة للفوز للتأهل للدور الثاني للمرة الثالثة تواليًا بعد 2010 و2014 (غابت عن 2018)، فيما قد يكون التعادل كافيًا لايران إذا ما خدمتها نتيجة انقلترا وويلز للعبور الى الدور الثاني للمرة الاولى في تاريخها.