سلوك يومي في المراحيض يضع حياتنا في خطر!

فيديو يوثق اطلاق شفط المرحاض دون تغطيته سحابة من قطرات سائلة صغيرة تقذف بعنف وتحتوي على مواد برازية في الهواء، قد تحتوي بدورها على فيروسات وبكتيريا تشكل تهديدا صحيا جديا.

واشنطن – نشر علماء لاول مرة مقطع فيديو حقيقي صادم لما يحصل مباشرة عقب تفريغ المرحاض، خلال دراسة تثبت ضرورة إغلاق الغطاء لتفادي الأسوأ.

وفي السابق كانت كل الادلة التي يملكها العلماء على مخاطر المراحيض بلا أغطية عبارة على محاكاة أُقيمت عبر النمذجة باستخدام الكمبيوتر، لكن علماء في  جامعة كولورادو بولدر نجحوا هذه المرة في رصد ما يحدث خلال عملية الشطف.

وتُظهر اللقطات سحابة من قطرات سائلة صغيرة تقذف بعنف من المرحاض بعد عمليّة الشطف التي تحتوي على مواد برازية في الهواء، والتي قد تحتوي بدورها على فيروسات وبكتيريا خطيرة.

وعادةً ما تكون هذه القطرات السائلة غير مرئية للعين المجرّدة، لذلك استخدم الباحثون أشعة الليزر الخضراء الساطعة في المختبر لجعلها مرئية. 

ووجد الباحثون أن الجسيمات يمكن أن تنطلق بسرعة مترين في الثانية، لتصل إلى ارتفاع 1.5 متر فوق المرحاض في غضون أقل من عشر ثوان.

 وبينما استقرّت القطرات الكبرى على الأسطح في غضون ثوانٍ، بقيت الجزيئات الأصغر والأخفّ وزناً معلّقة في الهواء لعدّة دقائق. وكان قطر هذه الجسيمات الأصغر حجماً أقلّ من 5 ميكرومتر. 

ولا تطفو الجزيئات الصغرى في الهواء لفترة أطول فحسب، بل يمكنها الهروب من شعر الأنف والوصول إلى عمق أكبر في الرئتين. 

وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين كانوا يعلمون منذ أكثر من 60 عاماً أن الجسيمات غير المرئيّة يتمّ إطلاقها في الهواء عند شطف المرحاض، لكن الدراسة الجديدة تظهر كيف تبدو هذه الجسيمات وكيف تهبط على الأسطح. 

وقال مؤلّف الدراسة، جون كريمالدي، من جامعة كولورادو بولدر: "إذا كان هناك شيء لا يمكنك رؤيته، فمن السهل التظاهر بأنه غير موجود". وأضاف قائلاً إنه من خلال صنع صور مرئيّة مثيرة لهذه العملية، يُمكن لدراستنا أن تؤدّي دوراً مهمّاً في رسائل الصحة العامة. 

ويقول الباحثون إن شطف المرحاض بغطاء مرفوع يُطلق ما يسمّى "أسطوانة مائيّة جويّة" وهي سحابة كبيرة من جزيئات البخار التي تحمل البكتيريا ومسبّبات الأمراض الأخرى.

ووجد العلماء من جامعة كولورادو أن جزيئات البراز والبول، التي تنطلق من الحمام عندما تتدفق، تحمل بكتيريا مميتة مثل الإشريكية القولونية.

ويمكن لبعض هذه الجسيمات الاقتراب مباشرةً من الوجه، أو الهبوط على البشرة، أو حتى ملامسة الأشياء الموجودة في الحمام، بما في ذلك فرشاة الأسنان. 

كما يمكن لمسبّبات الأمراض أن تتفاقم في المراحيض لأيّام، ممّا يعني أنه يُمكن التقاطها من أيّ شخص تشاركه المرحاض عندما تنطلق "الأسطوانة المائية الجوية" عن طريق شطف المرحاض. 

والظاهرة تشكل مشكلة خاصّة في الأماكن العامة، مثل المطاعم والنوادي الليلية والمطارات، وغالبا ما تستقبل هذه المرافق العامة المئات، أو حتى الآلاف من الأشخاص يوميا، ممّا يزيد من خطر الإصابة بمسبّبات الأمراض المختلفة.