حماس تستدعي تصعيدا عسكريا بعرض صور لأسير إسرائيلي
غزة - استدعت حركة حماس الفلسطينية اليوم الاثنين تصعيدا إسرائيليا يبدو قطاع غزة في غنى حيث نشرت رسالة مصورة يظهر فيها شخص قالت إنه مواطن إسرائيلي محتجز أسيرا في القطاع. وصور الرجل التي لم يتم التحقق من صحتها، هي الأولى له منذ أسره في عام 2014.
ومن شأن ذلك أن يدفع الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن تلجأ للتصعيد العسكري بناء على شواهد سابقة وفي ظل وجود تيار ديني متشدد يهيمن على حكومة نتنياهو ويعمل على تغيير قواعد الاشتباك مع الفلسطينيين.
وتهم هذه القضية بالتحديد جهاز الأمن القومي الذي يتزعمه الوزير المتطرف ايتمار بن غفير والذي يعرف عنه أنه يميل بشدة للتصعيد خاصة اذا تعلق الأمر بقضايا أمنية وهو الذي يبحث عن مبررات لتسليح عناصر قوات الشرطة خارج أوقات عملهم.
كما تشمل هذه القضية قيادة الجيش التي تولاها قائد جديد يسعى لإثبات جدارته. وتولى اللواء هرتسي هليفي الاثنين مهامه رئيسا لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي رسميا في مراسم أقيمت في مكتب نتنياهو.
وتعهّد هليفي الذي سيشغل المنصب لثلاث سنوات بتجهيز "الجيش للحرب على الجبهات القريبة والبعيدة". وقال "سنحافظ على وحدة قوات الدفاع الإسرائيلية لتكون ذات هدف ومبدأ وتتحلى بالمهنية بعيدا عن أي اعتبارات لا علاقة لها بالدفاع"، متجنبا إبداء أي مظاهر دينية أو سياسية، رغم نشأته في أسرة يهودية متدينة. وقبل توليه رئاسة هيئة الأركان، كان هليفي نائبا لسلفه أفيف كوخافي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الدولة العبرية لن تنجر إلى "حروب غير مجدية، لكننا في الأوقات الحاسمة سنكون على خط المواجهة".
وتُظهر الرسالة المصورة غير المؤرخة رجلا قالت حماس إنه المدني الإسرائيلي أفراها منجستو وهو جالس أمام جدار أبيض ويتحدث لمدة عشر ثوان تقريبا ويطلب المساعدة من إسرائيل. ويبدو أن نشر الرسالة محاولة للضغط على الحكومة الإسرائيلية لإجراء تبادل للأسرى.
وعبر منجستو الذي يعاني بحسب عائلته من مشاكل نفسية، إلى غزة في عام 2014 وهو محتجز منذ ذلك الحين. ولم تؤكد إسرائيل هويته، لكن شقيقه إيلان قال إن الأسرة تعتقد أنه هو بعد ثماني سنوات ونصف دون أي معلومات حول سلامته النفسية أو البدنية.
وقال لرويترز "أمي على وشك البكاء. لم تتوقف عن مشاهدة الفيديو. أملها وسعادتها العظيمة أن تراه وقد عاد إلى المنزل سالما".
وفي رد فعل على نشر الرسالة، قال مكتب نتنياهو "تستغل إسرائيل كل مواردها وجهودها لإعادة أبنائها الأسرى والمفقودين إلى الوطن". ولم يعلق المكتب على صحة الرسالة المصورة.
وأوردت حماس في الرسالة اسم رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد الذي تم تعيينه رسميا اليوم الاثنين، لكنها لم تدل بالمزيد من التفاصيل عن حالة منجستو.
ونشرت الحركة الاسلامية الفلسطينية في يونيو/حزيران الماضي مقطعا مصورا آخر يظهر فيه من تقول إنه إسرائيلي مدني آخر محتجز أسيرا.
وتقول إسرائيل إن حماس تحتجز اثنين من المدنيين الإسرائيليين ورفات اثنين من جنودها قتلا في حرب إسرائيل وغزة عام 2014. ويُعتقد أن المدنيين عبرا الحدود إلى القطاع طواعية لأسباب مجهولة.
وتبادلت إسرائيل أسرى مع حماس في الماضي لاسيما في عام 2011، عندما أُطلق سراح جلعاد شاليط الجندي الذي اختطفه مسلحون في غارة عبر الحدود عام 2006، مقابل أكثر من ألف فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية.
لكن بالنسبة للوضع الحالي ليس واضحا ما إذا كانت الحكومة اليمينية المتطرفة ستدخل في مفاوضات مع حماس عبر وساطات خارجية قد تكون مصر أو قطر، فيما يبقى خيار التصعيد الأقرب على الأقل قبل أي تفاوض محتمل على تبادل أسرى مع الحركة الفلسطينية الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007.