نسرين تمسك تستحضر في لوحاتها سحر المدينة العربي التونسية

'تجارب فنية' يتيح للتشكيلية التونسية التعبير عن خلجات قلبها وما تداعى بداخلها من حنين وأمل.

الذهاب في طريق الفن والألوان تحديدا مجال تأمل وحلم وابتكار حيث الذات في نشيدها تجاه العوالم بكثير من الرغبة والإصرار لقول ما تقترحه الدواخل من طفولة وغناء.. إنها فسحة إثبات الكيان وتأصيل البوح تقصدا للجمال ومشتقاته في عالم يمضي في متغيراته سريعا.

هكذا بدت اللعبة الفنية من سنوات عند الفنانة التشكيلية نسرين تمسك التي حلمت بإضفاء الكثير من التلوين والرسم على جغرافيا الروح والذات في حيز من مسيرة بدت واضحة التقصد فكانت الخربشات الأولى وتبعتها رغبة التكوين ومزيد الرسوخ في أرض الفن فانضمت إلى أطر ونوادي التكوين في الرسم الزيتي وبالأكريليك لتنهل من تجارب لفنانين من بينهم الفنان نجيب الزنايدي والفنانة ايفات مينكا وقبل ذلك كان ولعها بالرسم على الورق فضلا عن الأعمال اليدوية والابتكارات المتعددة على القماش وvelour.

وبين الزيتي والأكريليك والباستال والحبر الصيني تعددت آثار أناملها، حيث اللوحات التي تسافر بنا في عناوين شتى منها 'رائحة الورد' و'نغمات تشلو' و'ضوء الفانوس' و'المدينة العربي' و'بين الثنايا' و'موج البحر' و'مركب شراعي' و'ذات خريف'.

وفي كل هذه الأعمال الفتية مضت بنا الفنانة تمسك إلى عالمها الحالم حيث الحنين المنبثق كأغنيات جمة من مشهديات فيها من شاعرية الحال الكثير.

إنها أمنياتها تجاه عالم فسيح ومتغيرات تخشى فيها الفنانة على تلك التفاصيل والحكايات العطرة القادمة من هدوء وبهاء المدينة بمعمارها وجمال أشيائها وروعة ما تبوح به من السرديات والأسرار.

نسرين تمسك تستدعي الورود والشبابيك والقناديل وأحوال المراكب والأشرعة إلى بياض القماشة لتأثيث مساحاتها بل لقول ما تداعى بداخلها من غناء خافت وحنين وبهاء.

في ظل ما يعيشه الكائن والناس والأمكنة من ضجيج قاتل للصمت الجميل وللبهاء القادم من العناصر والتفاصيل على غرار الشباك والخضرة وضوء القنديل و'المدينة العربي' وما تزخر به من جمال ونعني مدينة تونس هذه الضاربة في الأعماق والقائلة بالأسرار حيث تعاقبت حضارات وثقافات مما يثري هذه المحصلة الإنسانية والوجدانية.

نسرين فنانة بحساسية بينة في ألوانها ومواضيع أعمالها الفنية وفي هذا المعرض المشترك لها مع الفنانة التشكيلية فيروز بن صالح الغنجاتي برواق 'علي القرماسي' للفنون بالعاصمة تونس والمفتتح يوم الجمعة 20 يناير/كانون الثاني تحت عنوان 'تجارب فنية' تمثلت حيزا مهما من اعتمالاتها كفنانة حالمة وتسعى للذهاب أكثر في طريق الفن والرسم والتلوين وهي التي تعد لقادم معرضها الشخصي وفق نهجها وأسلوبها المتخيرين.

تنوعت مشاركاتها ومنها هذا المعرض الجماعي وعن تجربة البدايات وهذا المعرض تقول الفنانة التشكيلية "الفن فعل نبيل في الحياة وهو بالنسبة لي مجال حلم وأمنيات وذلك منذ بداياتي مع الرسم التلوين لتكون لي حصص تكوين وتعلم في مجالات الفن التشكيلي وبتقنيات الزيتي والأكريليك والباستال والحبر الصيني إلى جانب تجربة الأعمال والبراعات اليدوية".

وأضافت "في لوحاتي أردت التعبير عن خلجات القلب والذات في ضروب من الحب والجمال والحنين ليكون هناك حضور للمدينة العربي وسحرها والورود والمراكب والشبابيك والمشاهد الجميلة".

وتابعت "سعدت بعرض أعمالي وأسعد أكثر بتفاعل الجمهور وأحباء الفنون التشكيلية مع ما أقترحه في هذا المعرض 'تجارب فنية' برواق علي القرماسي بالعاصمة صحبة الفنانة المتميزة فيروز بن صالح الغنجاتي فكان هناك تناسق في التجربة والألوان والمواضيع"، مؤكدة "أعد لمعرضي الخاص وأتمنى المزيد من المضي في تجربتي الفنية بكثير من التجدد والابتكار".

لوحات فنية وأعمال منجزة في بدايات التجربة الفنية للرسامة نسرين تمسك حيث القول بالرغبة والحلم والأمل في التواصل عبر التلوين والرسم مع الذات والآخرين ومع العالم.