
مئات بين قتيل وجريح في أعنف زلزال يضرب تركيا وسوريا
دمشق - قتل وجرح المئات من الأشخاص في زلزال مدمر ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا الاثنين وهو أسوا زلزال شهدته المنطقة منذ أكثر من عقدين.
واشارت مصادر متطابقة عن مقتل أكثر من 1500 شخص في جنوب تركيا وسوريا المجاورة.
ويتوقّع أن ترتفع هذه الحصيلة غير النهائية، إذ لا يزال عدد كبير جدا من الأشخاص تحت الأنقاض. كذلك، سيصعّب تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة مساء الاثنين والثلاثاء، من عمليات البحث.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق اليوم الاثنين إن ما لا يقل عن 912 شخصا لقوا حتفهم وأصيب أكثر من خمسة آلاف جراء الزلزال واصفا الحدث بأنه أكبر كارثة تشهدها البلاد منذ عقود طويلة، مرجحا زيادة عدد القتلى.
وأشار أردوغان إلى أن 2818 مبنى انهار بعد الزلزال الأول ووصف الأمر بأنه "أكبر كارثة" تمر بها البلاد منذ زلزال قوي ضرب إقليم أرزنجان شرق البلاد في عام 1939.
وقال للصحفيين في مؤتمر صحفي في مركز تنسيق إدارة الكوارث في أنقرة "الجميع يضعون كل قلوبهم وأرواحهم في الجهود المبذولة لكن الشتاء وبرودة الطقس وحدوث الزلزال خلال الليل صعب من الأمور".
وتابع قائلا "لا نعرف إلى أي مدى سيرتفع عدد الضحايا لدى تواصل جهود رفع أنقاض العديد من البنايات في منطقة الزلزال".
وأشار إلى أن نحو تسعة آلاف يشاركون في عمليات الإنقاذ وأن بلاده تلقت عروضا لتقديم المساعدة من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي و45 دولة.
وذكر أن عدد المصابين وصل حتى الآن إلى 5385 من بينهم 2470 انتشلوا من تحت الأنقاض.
ووقع الزلزال على عمق نحو 17.9 كلم وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي حيث بلغت شدته 7.8 درجة على مقياس ريختر فيما أكدت هيئة الطوارئ والكوارث التركية إن قوة الزلزال بلغت 7.4 درجة على مقياس ريختر وكان على عمق 7 كيلومترات تقريبا ووقع في الساعة الرابعة و 17 دقيقة بالتوقيت المحلي.
ويقع مركز الزلزال في منطقة بازارجيك في محافظة كهرمان مرعش التركية (جنوب شرق).
وتاتي هذه الخسائر فيما قالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) إنها قامت بتسجيل زلزال ثان مركزه كهرمان مرعش جنوب شرق البلاد بقوة 7.6 درجة اليوم الاثنين.
وقالت هيئة الملاحة البحرية التركية إن ميناء إسكندرون الواقع في إقليم خطاي بجنوب البلاد تضرر جراء الزلزال القوي.وبعد عمليات التفتيش لرصد الأضرار، قالت الهيئة على تويتر إن العمليات مستمرة في موانئ بجانب إسكندرون.
من جانبها قالت وزارة الدفاع التركية في بيان اليوم الاثنين إن قواتها المسلحة أقامت ممرا جويا لتمكين فرق البحث والإنقاذ من الوصول إلى المناطق المتضررة جراء الزلزال القوي الذي ضرب جنوب البلاد.
ونقل البيان عن وزير الدفاع خلوصي أكار قوله "قمنا بتعبئة طائراتنا لإرسال فرق طبية وفرق للبحث والإنقاذ بالإضافة إلى مركباتهم لمنطقة الزلزال".
وفي سوريا قتل 592 شخصاً وأصيب المئات بجروح جراء الزلزال في حصيلة غير نهائية، بحسب وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة.
وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا نقلاً عن وزارة الصحة عن مقتل 371 شخصاً وإصابة 1089 بجروح في مناطق سيطرة الحكومة في حصيلة جديدة يتم تحديثها تباعاً، فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وكانت الوزارة أفادت في وقت سابق عن 339 قتيلاً.
وسجلت معظم الإصابات في محافظات اللاذقية وطرطوس (غرب) وحلب (شمال) وحماة (وسط).
وفي المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، أوردت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني) عن مقتل 221 شخصاً وإصابة 419 بجروح، مشيرة إلى أن العدد مرشح للارتفاع "بسبب وجود مئات العوائل تحت الأنقاض".
وحذرت المنظمة، العاملة في مناطق سيطرة الفصائل الجهادية والمعارضة، من "صعوبات كبيرة" تواجه فرقها وحاجتها "لمعدات ثقيلة للإنقاذ".
وأفاد صحفيون في شمال سوريا عن سقوط أبنية بأكملها فوق رؤوس قاطنيها. وبدت الأضرار جسيمة في المناطق الأقرب إلى الحدود التركية مثل مدن أعزاز وجرابلس (شمال حلب) وسرمدا (شمال إدلب).
وتُعدّ هذه الهزّة الأكبر في تركيا منذ زلزال 17 آب/أغسطس 1999 الذي تسبّب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في اسطنبول.
وذكر مراسلون أنّ الهزّة الأرضيّة شعر بها السكّان في جنوب شرق تركيا وكذلك في لبنان وقبرص وارمينيا.
وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر مبانيَ مدمّرة في مدن عدّة في جنوب شرق تركيا.

وشاهد صحفيون في ديار بكر، المدينة الكبيرة في جنوب شرق البلاد، مبنى منهارًا، ورجال إنقاذ يعملون على إخراج أشخاص من تحت الأنقاض.
وعلى تويتر، شارك مستخدمو الإنترنت الأتراك هويّات وأماكن الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض في مدن عدّة في جنوب شرق البلاد.
وقال رئيس بلديّة أضنة زيدان كارالار إنّ مبنيَين من 17 طبقة و14 طبقة دُمّرا، وفق ما نقلت عنه قناة تي آر تي.
ودُمّرت مبان في الكثير من المدن في جنوب شرق تركيا، بما في ذلك أديامان وديار بكر، بحسب قناة إن تي في التركيّة الخاصّة، ما أثار مخاوف من وجود مزيد من الضحايا.
وافاد أردوغان في تغريدة له عبر تويتر إن إدارة الكوارث والطوارئ والوحدات الأخرى "في حالة تأهب"، قائلا أنه تم إرسال فرق الإنقاذ على الفور إلى المناطق المتضررة من الزلزال.
وقال وزير الداخليّة التركي سليمان صويلو لقناة "خبر ترك"، إنّ "جميع فرقنا في حالة تأهّب. لقد أصدرنا إنذارًا من المستوى الرابع. هذا نداء" من أجل تقديم مساعدة دوليّة.
وأرسل الاتحاد الأوروبي فرق إنقاذ إلى تركيا التي ضربها زلزال عنيف طال أيضا سوريا على ما أعلن المفوض الأوروبي المكلف إدارة الأزمات يانيش لينارسيتش.
وكتب المسؤول الأوروبي في تغريدة "إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد الأوروبي (..) وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا".
وأوضح ناطق باسم المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدة تأتي بناء على طلب من تركيا.
وعرضت ألمانيا وإيطاليا وفرنسا مساعدة السكان في المناطق المنكوبة فضلا عن بلجيكا وبولندا وإسبانيا وفنلندا والسويد.
وغرد المستشار الألماني أولاف شولتس كاتبا "نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة.. سترسل ألمانيا المساعدة بالتأكيد".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين إن فرنسا "مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان" في تركيا وسوريا بعد الزلزال العنيف الذي أودى بالمئات في البلدين.
وكتب الرئيس الفرنسي في تغريدة "تردنا صور فظيعة من تركيا وسوريا بعد زلزال بقوة غير مسبوقة. نتعاطف مع العائلات التي خسرت أفرادا".

وتقع تركيا في منطقة تشهد نشاطًا زلزاليًا هو من بين الأعلى في العالم.
وأواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ضرب زلزال بقوّة 6.1 درجات شمال غرب تركيا موقعا حوالى خمسين جريحًا ومتسبّبًا بأضرار محدودة، وفق أجهزة الإسعاف التركية.
في كانون الثاني/يناير 2020، ضرب زلزال بقوة 6.7 درجات منطقة إلازيغ، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصًا.
وفي تشرين الأوّل/أكتوبر من العام نفسه، ضرب زلزال بقوة 7 درجات بحر إيجه، ما أسفر عن مقتل 114 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين بجروح.