مستثمرون من السعودية وقطر يتنافسون على شراء مانشستر يونايتد

أنباء عن استعداد مستثمرين من قطر والسعودية لتقديم عروض لشراء نادي 'الشياطين الحمر'، بينما تحول القطاع الرياضي لساحة تنافس بين البلدين الخليجيين ضمن سياقات سياسية واقتصادية.

لندن - يتنافس مستثمرون سعوديون وقطريون على شراء نادي مانشستر يونايتد لكرة القدم الذي تم طرحه للبيع في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي من قبل مالكيه الأميركيين عائلة غليزر.

وبينما أفادت صحيفة تلغراف البريطانية اليومية الجمعة بأن مستثمرين سعوديين قد يقدمون عرضا لشراء نادي 'الشياطين الحمر'، ذكرت وكالة بلومبرغ الأميركية للأنباء أن مستثمرين قطريين يستعدون للتقدم بعرض مبدئي بقيمة 5 مليارات جنيه استرليني (6 مليار دولار) للاستحواذ على النادي الإنكليزي.

ويأتي ذلك بينما تحول القطاع الرياضي لساحة تنافس بين البلدين الخليجيين ضمن سياقات سياسية واقتصادية وكذلك تنشيطا للدبلوماسية الرياضية كجسر تواصل مهم وكطريق أوثق وأسرع للانتشار دوليا.

ونجحت قطر إلى حدّ ما عبر استضافة مونديال 2022 في تقديم صورة مختلفة للإمارة الخليجية الصغيرة التي تحولت إلى وجهة عالمية خلال الفعالية الرياضية، لكنها تعرضت في الوقت ذاته منذ فوزها باستضافة بطولة كأس العالم إلى نهايتها، لانتقادات عنيفة واتهامات بانتهاكات حقوقية خاصة بالنسبة للعمال الأجانب في منشآت المونديال.

كذلك تفجرت فضيحة أكبر بعد نهاية المونديال وضعت الدوحة في ورطة مع شركائها الأوروبيين، بعد أن كشف محققون بلجيكيون عن فضيحة فساد مالي في البرلمان الأوروبي قالوا إنها على صلة بقطر، لكنها نفت أي دور لها.

وكشفت التحقيقات حتى الآن عن شبكة واسعة معظم أعضائها نواب في البرلمان الأوروبي يشتبه في تلقيهم أموال ضخمة من قطر لتلميع صورتها والتأثير على دوائر صناع القرار في التكتل الأوروبي.

واتخذت المؤسسة التشريعية الأوروبية قرارا بمنع ممثلي المصالح القطرية من دخول البرلمان الأوروبي وهيئات أوروبية كإجراء أولي بينما تتواصل التحقيقات لتفكيك ألغاز أكبر فضيحة فساد مالي تهز الاتحاد الأوروبي.

وينظر منذ سنوات للاستثمارات القطرية ولأذرعها المالية في الغرب بريبة مع تمددها في أكثر من قطاع بما في ذلك القطاع الرياضي منذ شرائها نادي باريس سان جيرمان وصولا إلى فوزها بتنظيم مونديال 2022، بينما يسود اعتقاد بأن المال القطري لعب دورا حاسما في كل هذه القضايا.

ومن المتوقع أن تُعيد عروض شراء نادي مانشستر يونايتد إلى الواجهة سجالات في الغرب حول المال القطري واساليب التمدد والتغلغل من بواية الرياضة وإن كان من المبكر الجزم بذلك.

وبالعودة لتفاصيل العروض، كتبت تلغراف أن "عدة مجموعات خاصة في الرياض استفسرت رسميا" مع البنك الأميركي رين، المسؤول عن عملية البيع من قبل غليزر.

وتابعت "يبقى أن نرى ما إذا كانت المملكة العربية السعودية ستقدم بالفعل عرضا أم لا" و"لكن الوسطاء الذين يعملون نيابة عن عدة مجموعات في البلاد قد وقعوا للوصول إلى المستندات المتعلقة بالبيع".

وفي حين أن الملياردير البريطاني جيم راتكليف، مالك مجموعة البتروكيماويات إنيوس وناديي نيس الفرنسي ولوزان السويسري، هو الوحيد الذي أعلن عن رغبته بالشراء، تؤكد تلغراف أن عائلة غليزر قد "تلقت العديد من العروض التفصيلية"، وجهتها بالتحديد قطر.

وتأمل العائلة المالكة في إتمام الصفقة قبل نهاية أبريل/نيسان المقبل، في حين تفضل بيع جميع أسهم النادي إلا أنها لا تستبعد البيع الجزئي أو حتى أقلية الأسهم.

وبعدما تملك صندوق الاستثمارات العامة السعودي نادي نيوكاسل في أكتوبر/تشرين الاوّل 2021 مقابل ما يزيد قليلا عن 350 مليون يورو، من الضروري في حالة الاستحواذ على نادي "الشياطين الحمر"، أن يتم الإثبات للاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن الناديين يديرهما كيانان منفصلان، إذا كانوا يريدون المنافسة بحرية في المسابقات الأوروبية. ولا يشذّ الأمر بالنسبة لعرض دولة قطر التي تملك نادي باريس سان جرمان الفرنسي.

وأكد مصدر مطلع على القضية يوم الأربعاء الماضي أن مقدمي العرض القطري لمانشستر يونايتد لا علاقة لهم بشركة قطر للاستثمارات الرياضية مالكة النادي الباريسي ولا بشركتها الأم، صندوق الثروة السيادي.

وذكرت مصادر أن تحالفا يضم رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي كان يتولى أيضا رئاسة جهاز قطر للاستثمار، يضع حاليا اللمسات النهائية للتقدم بعرض للاستحواذ على النادي الإنكليزي.

وأضافت أن المشاورات بشأن الصفقة مستمرة ولم يتم التوصل لقرارات نهائية بشأن حجم أو توقيت أي عرض حتى الآن.

وكانت مصادر مطلعة ذكرت في وقت سابق هذا الأسبوع أن مسؤولين في جهاز قطر للاستثمار وهو صندوق الثروة السيادي القطري، يساعدون في التحضيرات لتقديم العرض إلى جانب المكاتب العائلية المحلية. وتقدم مجموعة 'راين غروب' ومقرها نيويورك، المشورة لمالكي "مانشستر يونايتد" (عائلة غليزر).

وحُدد تاريخ الجمعة كموعد نهائي لتقديم العروض، لكن الصحيفة البريطانية ذكرت أنه ككيان مدرج في بورصة نيويورك، فإن مانشستر يونايتد وممثليه ملزمون قانونا بالنظر في أي عرض يصل بعد هذا التاريخ.

وبإمكان يونايتد الذي تتجاوز قيمته السوقية 4 مليار يورو أن يحطم الرقم القياسي لأكبر عملية بيع لأحد الأندية الرياضية.

وبيع تشلسي في مايو/ايار مقابل 4.8 مليارات يورو لمستثمرين أميركيين، لكن المبلغ شمل 2 مليار يورو في وعود الاستثمار.