السعودية ترفض ربط الحلول السياسية في لبنان بالاتفاق مع ايران

وزير الخارجية السعودي يكشف عن عمل عربي لصياغة حوار 'لا محالة سيتم مع دمشق' وذلك لانهاء عشر سنوات من القطيعة.
سوريا ترحب بالاتفاق السعودي الايراني لدوره في تعزيز الامن في المنطقة

الرياض - من المنتظر أن ينعكس الاتفاق السعودي الإيراني على عدد من الملفات في المنطقة خاصة لبنان وسوريا والعراق واليمن لكن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قال أن "لبنان يحتاج لتقارب لبناني وليس إيرانيا سعوديا" في إشارة إلى أن الاتفاق لن يكون له نتائج ايجابية في حال تواصلت الخلافات الداخلية.
وأضاف في تصريحات متلفزة نشرتها خارجية المملكة عبر "تويتر"، مساء الجمعة، عقب ساعات من اتفاق سعودي إيراني برعاية صينية، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في غضون شهرين، بعد نحو 7 أعوام من القطيعة "في النهاية والبداية على لبنان أن ينظر لمصلحته وأن يقدم الساسة المصلحة اللبنانية على أي مصلحة، وحينما يقدم ذلك فسيزدهر لبنان".

ويعتقد مراقبون أن الاتفاق سيساعد بالتأكيد في حل الخلافات بين الفرقاء اللبنانيين وربما إنهاء الشغور الرئاسي وتجاوز الأزمة السياسية إذ أن الصراع في لبنان له امتدادات في المنطقة ويتأثر بكل تأكيد بالخلافات او المصالحات بين طهران والرياض اللتين ترتبطان بعلاقات وثيقة مع قوى سياسية لبنانية.
وقد رحب حزب الله اللبناني الموالي لإيران بالاتفاق حيث قال زعيمه حسن نصرالله "عندنا ثقة إن هذا لن يكون على حساب شعوب المنطقة بل لمصلحة شعوب المنطقة ويساعد في لبنان واليمن وسوريا والمنطقة" مضيفا ان " التقارب يفتح آفاقا واعدة في لبنان".
ويعتقد ان الرياض ستعود للاستثمار بقوة في لبنان ومساعدة اللبنانيين على تجاوز أزمتهم المالية حيث لم تكن المملكة ووراءها دول الخليج متحمسة لتقديم الدعم المالي للبنان بسبب دور الجماعة الشيعية في جر البلد إلى المحور الإيراني.
ومنذ صيف 2019، يشهد لبنان انهيارا اقتصاديا وسط أزمات سياسية وأخرى مع السعودية، واتهامات لطهران تنفيها بالتدخل في الشأن اللبناني.
كما كشف وزير الخارجية السعودي عن عمل عربي لصياغة حوار "لا محالة سيتم مع دمشق" وذلك بعد ان أكد في تصريحات سابقة ان عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية آتية لا محالة.

وجدد الوزير السعودي الثلاثاء التأكيد على أن الإجماع يتزايد في العالم العربي على أن عزل سوريا لا يجدي وأن الحوار مع دمشق ضروري خاصة لمعالجة الوضع الإنساني هناك خاصة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.
وتتوالى المساعدات الإنسانية من السعودية ودول عربية للمتضررين في شمال سوريا من زلزال 6 فبراير/شباط 2022، وسط استمرار تجميد الجامعة العربية عضوية دمشق منذ 2011 بسبب قمع النظام لاحتجاجات شعبية عارمة.
ورحبت دمشق باتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، مشددة على أن هذه الخطوة ستعزز الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وأفادت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان ترحب الجمهورية العربية السورية بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين، وتقدر عالياً الجهود المخلصة التي قامت بها القيادة الصينية في هذا المجال،بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).
وأضافت ان هذه الخطوة المهمة ستقود إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وإلى التعاون الذي سينعكس إيجابياً على المصالح المشتركة لشعبي البلدين خاصة ولشعوب لمنطقة عامة".
وتابعت "تتمنى سوريا استمرار هذه الجهود لتشمل العلاقات بين دولنا العربية واصدقائنا لمواجهة التحديات الكبرى التي نواجهها في عالم اليوم".
ومتطرقا إلى التصعيد في الأراضي الفلسطينية، أفاد وزير الخارجية السعودي بأن "التطورات الأخيرة مقلقة للغاية"، في إشارة لاقتحامات إسرائيلية لمدن فلسطينية مؤخرا.
وأردف "نخشى دورة من التصعيد لن نستطيع إيقافها وهناك مسؤولية تقع على الجانب الإسرائيلي لوقف هذه الإجراءات المتتالية والتهدئة".