'أمينة المظالم' تلاحق كيفية تسلل المال القطري للبرلمان الأوروبي
بروكسل - طلبت رئيسة لجنة تلقي الشكاوى الأوروبية (أمينة المظالم) إميلي أورايلي اليوم الاثنين توضيحا من المفوضية الأوروبية حول سبب قيام مسؤول كبير بعدة رحلات عمل دفعت قطر تكاليفها، في أحدث حلقة من تداعيات الفضيحة التي هزت الاتحاد الأوروبي ويقول محققون إنها على صلة بالدوحة، فيما تنفي الإمارة الخليجية الثرية ما تعتبرها "مزاعم"، في وقت تتوقع فيه مصادر دبلوماسية أن يطيح هذا الملف بالعديد من المسؤولين الأوروبيين مع تقدم التحقيقات في القضية التي أضرت بصورة المؤسسة التشريعية الأوروبية.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن نشر موقع "بوليتيكو" تقريرا في نهاية فبراير/شباط يفيد بأن المدير العام لإدارة النقل في المفوضية الأوروبية سافر إلى قطر مرات عدة بين عامي 2015 و2021 على نفقة حكومة هذا البلد أو منظمات قريبة منه، بينما كانت إدارته تتفاوض على اتفاق جوي بين الاتحاد الأوروبي والدوحة.
وطلبت أورايلي في رسالة إلى رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين نُشرت اليوم الاثنين توضيحا بشأن رحلات العمل تلك، قائلة إن هناك إعادة تدقيق في ضوء فضيحة البرلمان، مضيفة "لقد أشرت بالفعل في مراسلات مع البرلمان الأوروبي إلى أن فضيحة كهذه هي هدية لأولئك الذين يرغبون في إلحاق الضرر بالاتحاد الأوروبي بأكمله والانتقاص من شأنه".
وكتبت "قد لا يميز الناس الفرق بالنظر إلى أن المدير العام يتحمل في نهاية المطاف مسؤولية هذه المفاوضات"، بينما قالت المفوضية إنها تراجع قواعدها الاسترشادية.
وأشارت إلى أنها تريد إجابات على أسئلة محددة بحلول الثالث من يونيو/حزيران تتعلق بأمور مثل الشفافية والعملية التي تم بموجبها التصريح بمثل هذه الرحلات وبشأن طبيعة الرحلات التي يقوم بها مسؤولون آخرون في الاتحاد الأوروبي وتتحمل تكاليفها أطراف ثالثة.
بدوره قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إريك مامر إن المؤسسة ستجيب بالتأكيد على الأسئلة، مضيفا "نحن بصدد تحديث القواعد للحد بشكل كبير من الحالات التي يُصرح فيها بتولي أطراف ثالثة دفع النفقات". وستقرر رئيسة لجنة تلقي الشكاوى الأوروبية اعتمادا على الإجابات التي ستحصل عليها ما إذا كانت ستفتح تحقيقا تقدم عند انتهائه.
وسلطت المؤسسة التشريعية الأوروبية مؤخرا عقوبات على الدوحة، إذ صوت أعضاؤها في ديسمبر/كانون الأول الفائت لصالح تعليق النظر في جميع الملفات التشريعية المتعلقة بقطر، في انتظار انتهاء التحقيق في قضية الفساد وأبرز الملفات التي ينظر بها البرلمان اتفاق لإلغاء تأشيرات دخول المواطنين القطريين إلى الاتحاد الأوروبي واتفاق طيران أبرم عام 2021 ويتيح فتح الأجواء الأوروبية أمام الخطوط الجوية القطرية.
وأوقف في إطار تحقيقات فضيحة الفساد ثلاثة أشخاص في بلجيكا للاشتباه في أنهم توسطوا لصالح قطر لإصدار قرارات في البرلمان الأوروبي مقابل تلقي أموال، فيما تنفي الدوحة بشدة أي اتهامات بالضلوع في فساد.
واعتقلت السلطات البلجيكية نائبين في البرلمان الأوروبي وهناك ثالث محتجز في إيطاليا بتهمة تلقيهم أموالا وهدايا من قطر مقابل إخماد ضجيج الانتقادات المتعلقة بملف حقوق الإنسان قبل تنظيم الدوحة للمونديال الأخير، كما ضبط المحققون في بروكسل 1.5 مليون يورو خلال عمليات تفتيش شملت منازل عدد من النواب.
وتضم قائمة الموقوفين في القضية اليونانية إيفا كايلي التي جردت من منصبها كنائبة رئيسة البرلمان الأوروبي وصديقها المساعد البرلماني فرانشيسكو جورجي والنائب السابق في البرلمان الأوروبي الإيطالي بيير أنطونيو بانزيري والنائب الأوروبي مارك تارابيلا الذي نفى تلقيه أموالا أو هدايا مقابل آرائه السياسية.
وتضع هذه القضية المؤسسات الأوروبية في مواجهة تحدي منع تسلل المال الأجنبي إليها وتختبر مدى قدرة البرلمان الأوروبي على مقاومة نفوذ اللوبيات.