قوات شرق ليبيا تفكك لغز اختفاء براميل يورانيوم

اعلان قوات شرق ليبيا العثور على 10 براميل من اليورانيوم قرب الحدود مع تشاد يأتي بعد يوم من اعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية اختفاءها من مستودع خارج سيطرة حكومة طرابلس.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستجري عمليات تحقق إضافية لتبيان ظروف اختفاء اليورانيوم
تقارير تتحدث عن جهود ايرانية للسيطرة على مخزون ليبيا من اليورانيوم بعد سقوط القذافي

بنغازي/طرابلس - قالت قوات شرق ليبيا اليوم الخميس إنها عثرت على عشرة براميل من اليورانيوم قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الأربعاء إنها مفقودة، وعثرت القوات على البراميل بالقرب من المستودع الذي أُخذت منه في جنوب ليبيا.

وأشار خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي التابعة لقوات شرق ليبيا في بيانه إلى العثور على عشرة براميل من اليورانيوم المفقود قرب الحدود مع تشاد، إلا أن مقطع فيديو منفصلا أصدره أظهر عمالا يحصون 18 برميلا تم العثور عليها.

وقال المحجوب إن الموقع كان مستودعا بالقرب من الحدود مع تشاد زارته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2020 وأغلقته بالشمع الأحمر، مضيفا أن البراميل عُثر عليها على بعد نحو خمسة كيلومترات من المستودع. وتكهن بأن مجموعة من تشاد داهمت المستودع وأخذت البراميل أملا في أن يكون بها أسلحة أو ذخيرة، لكنها تركتها. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها على دراية بالتقارير الإعلامية التي تفيد بالعثور على اليورانيوم وتعمل على التحقق من صحتها.

وقالت للدول الأعضاء بها إن تركيز اليورانيوم الخام كان في موقع غير خاضع لسيطرة الحكومة ويستلزم لوجستيات معقدة للوصول إليه، موضحة أن اليورانيوم المفقود ربما يمثل مبعث قلق حول الأمن الإشعاعي والنووي.

وخاض الجيش الوطني الليبي (قوات شرق ليبيا)، بقيادة خليفة حفتر، حربا مع قوات غرب ليبيا من 2014 إلى 2020 وشن هجوما على طرابلس في 2019 في مسعى للسيطرة على العاصمة.

ومنذ انتهاء تلك الموجة من الصراع بوقف إطلاق النار، توقفت العملية السياسية التي تستهدف إعادة توحيد ليبيا وترفض فصائل الشرق شرعية الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أفادت أمس الأربعاء باختفاء نحو 2.5 طن من اليورانيوم الطبيعي من موقع في ليبيا وهو ما يثير المخاوف من امكانية الاستيلاء عليها من قبل بعض الدول التي تمتلك برنامجا نوويا او جماعات إرهابية حيث تعاني الساحة الليبية من نفوذ وسطوة الميليشيات والفصائل المسلحة المختلفة.
وجاء في تقرير أعدّه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي للدول الأعضاء أن مفتّشي الهيئة الأممية اكتشفوا خلال زيارة أجروها الثلاثاء "أن عشر حاويات تحوي نحو 2.5 طن من اليورانيوم الطبيعي على شكل مركّز اليورانيوم ("الكعكة الصفراء") لم تعد موجودة في الموقع الذي كانت السلطات قد أعلنت عنه".
وأوضحت الوكالة أنها ستجري عمليات تحقق "إضافية" من أجل "تبيان ظروف اختفاء هذه المادة النووية ومكان تواجدها حاليا".ولم يعط التقرير أي تفاصيل حول الموقع المشار إليه.
وكانت ليبيا قد تخلّت في العام 2003 عن برنامجها لتطوير الأسلحة النووية، في عهد الزعيم السابق معمّر القذافي وذلك عقب اجتياح الولايات المتحدة للعراق بذريعة منعه من الحصول على أسلحة الدمار الشامل.
واتهمت العديد من الدول بالسعي للحصول على مخزون ليبيا من اليورانيوم خاصة إيران حيث تحدثت تقارير عن إرسال السلطات الايرانية عناصر من مخابراتها الى ليبيا بعد الثورة التي أطاحت بالقذافي في 2011 للحصول على كميات من اليورانيوم.
وتحدثت بعض التقارير عن وجود مناجم لليورانيوم بالجنوب الغربي لليبيا في منطقة العوينات الغربية بالقرب من مدينة غات، الحدودية مع الجزائر رغم ان ذلك لم يتاكد بشكل رسمي.
ويتخوف مراقبون ان تتمكن جماعات إرهابية مرتبطة اما بداعش والقاعدة من الحصول على اليورانيوم رغم ان تلك الجماعات لا تملك البنية التحتية اللازمة والمفاعلات لانتاج سلاح نووي وتهديد الأمن الدولي لكن يعتقد انها ستتاجر بها مع بعض الدول للحصول على تمويل لأنشطتها الإرهابية في المنطقة.
وتتصاعد المخاوف من حدوث خطر اشعاعي بسبب تلك الكميات الكبيرة من اليورانيوم.
ومنذ إطاحة القذافي في العام 2011 بعد 42 عاما من الحكم الدكتاتوري، تشهد ليبيا أزمة سياسية كبرى إذ تتنافس حكومتان على السلطة، إحداهما في العاصمة طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة معترف بها من قبل الأمم المتحدة، والأخرى في سرت (وسط) برئاسة فتحي باشاغا يدعمها مجلس النواب.
ويسعى المجتمع الدولي لإنهاء الانقسام في ليبيا وتوحيد الدولة الليبية ومنع عودة البلاد الى مربع العنف او تحويلها ساحة لنفوذ المجموعات الإرهابية المختلفة.