السوداني أمام اختبار نزع سلاح الميليشيات

رئيس الوزراء العراقي يؤكد أن مطالب السنة العرب في العراق لنزع سلاح الميليشيات ليست مستحيلة، بل هي استحقاق كان يفترض إنجازه من سنوات.
السوداني يؤكد انه لن يكون هناك سلاح خارج سيطرة الدولة قريبا
تغلغل الميليشيات في الدولة العراقية يجعل من الصعب نزع سلاحها

بغداد - أفاد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الأحد أن بلاده "ستصل قريبا لمرحلة نزع السلاح من كل القوى، ولن يكون هناك سلاح خارج سيطرة الدولة" لكن تصريح السوداني يظل غير واقعي خاصة مع وجود العديد من الجماعات والميليشيات التي تمتلك أسلحة متنوعة وتوالي جهات أجنبية خاصة إيران ولا يمكنها الالتزام بنزع السلاح كونها ستخسر نفوذها وسلطتها.
وذكر السوداني في حوار تلفزي أن "مطالب السنة العرب في العراق ليست مستحيلة، بل هي استحقاق كان يفترض إنجازه من سنوات" في إشارة إلى مطالب قوى سنية دعت الى حصر السلاح في يد الدولة وسحبه من المجموعات المسلحة الشيعية التي مارست بعض الانتهاكات في المنطقة الغربية لأسباب طائفية بذريعة مكافحة تنظيم داعش.
وأشار إلى أن سلطات بلاده "ستصل قريبا لمرحلة نزع السلاح من كل القوى، ولن يكون هناك سلاح خارج سيطرة الدولة". موضحا أن "قوى الإطار التنسيقي خولته إيجاد صيغة متفق عليها تؤطر وجود القوات الأميركية في العراق مستقبلا".
وتتبنى قوى "الإطار التنسيقي"، التي تقود حكومة السوداني وتمثل أجنحة سياسية لمجموعات شيعية مسلحة حليفة لإيران، إخراج القوات الأميركية من العراق باستخدام القوة العسكرية أحيانا وعبر قنوات دبلوماسية في أحيان أخرى.
وسعى رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي لنزع سلاح الميليشيات لكنه وجد مقاومة شديدة من قبل العديد من الميليشيات التي شنت هجمات طالت عددا من المقربين منه حيث عبرت تلك المجموعات عن رفضها المطلق لترك أسلحتها.
ولم تكن حصيلة جهود الكاظمي كبيرة مع عدم قدرة الاجهزة الامنية والعسكرية المخترقة من قبل مجموعات مسلحة من تنفيذ قرار نزع الأسلحة لوجود كثير من التعقيدات ولتغلغل الميليشيات في النسيج العراقي.
وفي المقابل تعتبر إيران ان المجموعات المسلحة ورقة يمكن استخدامها في الساحة العراقية لمواجهة النفوذ الاميركي وبالتالي فهي قد سعت خلال السنوات الماضية الى تسليحها بشكل كبير وصل الى حد تزويدها بطائرات مسيرة.
ولفت رئيس الوزراء العراقي إلى أن "هناك أفكارا يجري إنضاجها حاليا للتوصل لاتفاق يؤطر العلاقة المستقبلية لوجود القوات الأميركية في العراق، مؤكدا أن بلاده لم تعد بحاجة إلى "قوات قتالية أجنبية".
وفي لقاء مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في 17 يناير/ كانون الثاني الماضي، دافع السوداني عن وجود قوات أمريكية في بلاده ولم يحدد جدولا زمنيا لانسحابها، مؤكدا على أهميتها في مكافحة تنظيم "داعش".
ومنذ 2014، تقود واشنطن تحالفا دوليا لمكافحة "داعش" حيث ينتشر بالعراق نحو 3000 جندي للتحالف بينهم 2500 أميركي.