الدعم السريع في بورتسودان تتعرض لهجوم من طيران أجنبي

الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تتوسع لمناطق أخرى، بينما بلغت حصيلة ضحايا المواجهات 56 قتيلا والمئات المصابين.

الخرطوم – أعلنت قوات الدعم السريع بقيادة الفريق الأول محمد حمدان دقلو (حميدتي) اليوم الأحد تعرضها لهجوم بطيران أجنبي في بورتسودان شمال شرق السودان، في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات مع قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وذلك لليوم الثاني، في مواجهات خلفت حتى الآن 56 قتيلا ومئات المصابين.

وقالت قوات الدعم في بيان نشرته عبر صفحتها على فيسبوك "تتعرض قوات الدعم السريع في بورتسودان الى هجوم من طيران أجنبي.. نحذر من التدخل الأجنبي ونهيب الرأي العام الاقليمي والدولي إلى وقف هذا العدوان والمسلك". ودوت أصوات الرصاص في اشتباكات بالأسلحة الثقيلة مع اذان فجر اليأحد، بينما أعلنت قوات الدعم السريع اسقاط طائرة مُسيرة  في قاعدة قري العسكرية.

 

وكانت اشتباكات وقعت في بورتسودان بين الجيش وقوات الدعم السريع قرب معسكر الأخير بحي الشاطئ في وقت سابق خلال الليل، وفق تقارير محلية.

 ويأتي ذلك وسط إعلان عطلة رسمية، اليوم الأحد، في الخرطوم بعد تدهور الأوضاع الأمنية، فيما أعلنت الولايات المتحدة أنها اتفقت مع الإمارات والسعودية على ضرورة إنهاء أعمال القتال في السودان.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء السبت إنه تشاور مع وزيري خارجية السعودية والإمارات بشأن الاشتباكات في السودان.

وقال بلينكن في بيان إنهم اتفقوا على ضرورة إنهاء أطراف الاشتباكات الأعمال القتالية على الفور دون أي شروط مسبقة.

وأسفرت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان عن مقتل 56 مدنيا على الأقل و"عشرات" العسكريين، وجرح نحو 600 شخص آخرين، كما ذكرت نقابة الأطباء الأحد.

وهزت اشتباكات السبت النوافذ والمباني في مناطق عديدة في العاصمة الخرطوم، وعن دوي انفجارات في ساعة مبكرة من صباح الأحد.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية، المنظمة المستقلة والمؤيدة للديموقراطية، إن "إجمالي القتلى المدنيين بلغ 56". وتحدثت أيضا عن "عشرات الوفيات بين العسكريين" لا تشملهم هذه الحصيلة.

وأشارت إلى أن العدد الإجمالي للجرحى بلغ 595 "من بينها إصابات لعسكريين، منهم عشرات من الحالات الحرجة".

وأوضحت أن هذه الحصيلة تتضمن "إجمالي عدد القتلى والمصابين الذين تم حصرهم من المستشفيات والمرافق الصحية"، مشيرة إلى "إصابات ووفيات بين المدنيين لم تتمكن من الوصول إلى المستشفيات والمرافق الصحية بسبب صعوبة الحركة".

وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن "مقتل 27 شخصا" بينهم اثنان في مطار الخرطوم وجرح 170 آخرين.

وذكرت قوات الدعم السريع - تضم آلاف المقاتلين السابقين في حرب دارفور الذي تحولوا إلى قوة رديفة للجيش - أنها تسيطر على المقر الرئاسي ومطار الخرطوم وبنى تحتية أساسية أخرى.

وينفي الجيش سيطرته على المطار لكنه اعترف بأن قوات الدعم السريع أحرقت "طائرة مدنية بينها واحدة تابعة للخطوط الجوية السعودية".

وفي بيان نشره في وقت متأخر من مساء السبت، طلب الجيش من السكان البقاء في منازلهم بينما كان يواصل غاراته الجوية على قواعد القوات شبه العسكرية.

وطوال نهار السبت، تضاعفت الدعوات إلى وقف القتال، من الأمم المتحدة إلى واشنطن وموسكو وباريس وروما والرياض والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وحتى رئيس الوزراء السوداني المدني السابق عبدالله حمدوك. لكنها لم تُجدِ.

وأعلنت الجامعة العربية عن اجتماع طارئ الأحد بشأن السودان بطلب من القاهرة - حيث يقع مقرها - والرياض وهما حليفان رئيسيان للجيش السوداني الذي يتصدى للقوات شبه العسكرية التي تريد إزاحته من السلطة.

وطلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "وقفا فوريا للعنف"، في اتصالات أجراها مع الطرفين المتحاربين قائد الجيش البرهان وقائد القوات شبه العسكرية "حميدتي"، وكذلك مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

من جهته، دعا وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن إلى "استئناف المفاوضات". وكتب في تغريدة على تويتر الأحد "الاشتباكات بين (الجيش السوداني) وقوات الدعم السريع تهدد أمن وسلامة المدنيين السودانيين".

وتؤكد قوات الدعم السريع تصميمها على مواصلة القتال. وقال "حميدتي" قائدها في تصريحات إعلامية، مهددا "لن نتوقف إلا بعد السيطرة على كل مواقع الجيش"، مؤكدا "لا أستطيع أن أحدد متى ينتهي القتال فالحرب كر وفر".

ولم يظهر الفريق أول البرهان منذ الصباح، لكن قائد قوات الدعم السريع أكد أنه ليس لديهم أي اتصالات مع "البرهان مشيرا إلى أن "البرهان محاصر عليه الاستسلام فقط".

وفي الجانبين، لا مزيد من المفاوضات الهادئة برعاية دبلوماسيين أو مناقشات أخرى. فقد استخدم الجيش طائراته لضرب و "تدمير" قواعد قوات الدعم السريع في الخرطوم، كما يقول.

وردا على الدعوات إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، أكدت رئاسة أركان الجيش في منشور على فيسبوك أنه "لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت ميليشيا حميدتي المتمردة".

من جهتها، دعت قوات الدعم السريع السودانيين بما في ذلك العسكريين منهم، إلى "الانضمام إليها".

وما زال السكان يلازمون منازلهم. وأكد بكري (24 عاما) لفرانس برس إنه "لم ير شيئا كهذا من قبل" في الخرطوم. وقال موظف التسويق الذي اكتفى بذكر اسمه الأول فقط إن "الناس يشعرون بالرعب كانوا يركضون إلى منازلهم. أقفرت الشوارع بسرعة كبيرة".

وذكر شهود عيان أن الجانبين مازالا يتواجهان من أجل السيطرة على مقر وسائل الإعلام الحكومية.

وخلال انقلاب أكتوبر 2021، تضافرت جهود حميدتي والبرهان لطرد المدنيين من السلطة. لكن حميدتي لم يكف عن إدانة الانقلاب.

وحتى في الآونة الأخيرة، وقف إلى جانب المدنيين أي ضد الجيش في المفاوضات السياسية، فيما ظل البرهان يناور ويراوغ للتنصل من عملية تسليم السلطة للقوى المدنية وفقا للاتفاق الإطاري.

وفي الجانبين، لا مزيد من المفاوضات الهادئة برعاية دبلوماسيين أو مناقشات أخرى. فقد استخدم الجيش طائراته لضرب و "تدمير" قواعد قوات الدعم السريع في الخرطوم، كما يقول.

وردا على الدعوات إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، أكدت رئاسة أركان الجيش في منشور على فيسبوك أنه "لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت ميليشيا حميدتي المتمردة".

من جهتها، دعت قوات الدعم السريع السودانيين بما في ذلك العسكريين منهم، إلى "الانضمام إليها".

وما زال السكان يلازمون منازلهم. وأكد بكري (24 عاما) لفرانس برس إنه "لم ير شيئا كهذا من قبل" في الخرطوم. وقال موظف التسويق الذي اكتفى بذكر اسمه الأول فقط إن "الناس يشعرون بالرعب كانوا يركضون إلى منازلهم. أقفرت الشوارع بسرعة كبيرة".

وذكر شهود عيان أن الجانبين مازالا يتواجهان من أجل السيطرة على مقر وسائل الإعلام الحكومية.

وخلال انقلاب أكتوبر 2021، تضافرت جهود حميدتي والبرهان لطرد المدنيين من السلطة. لكن حميدتي لم يكف عن إدانة الانقلاب.

وحتى في الآونة الأخيرة، وقف إلى جانب المدنيين أي ضد الجيش في المفاوضات السياسية، فيما ظل البرهان يناور ويراوغ للتنصل من عملية تسليم السلطة للقوى المدنية وفقا للاتفاق الإطاري.