عروض وساطة ودعوات لوقف القتال في السودان
الخرطوم - تعددت اليوم الأحد دعوات الوساطة لاحتواء الأزمة بين قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي"، إذ أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اتصالين هاتفيين مع طرفي النزاع داعيا إلى إنهاء التصعيد العسكري بين الجانبين وأكد على دعوة السعودية إلى الهدوء، كما دعا رئيسا مصر عبدالفتاح السيسي وجنوب السودان سلفاكير ميارديت خلال اتصال هاتفي إلى وقف فوري للقتال، معربين عن استعدادهما للعب دور وساطة.
ودعت الولايات المتحدة والصين وروسيا ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي إلى إنهاء فوري للأعمال القتالية التي تهدد بتفاقم حالة عدم الاستقرار في منطقة تشهد توترا بالفعل. وكثفت دول مجاورة ومنظمات إقليمية جهودها لإنهاء العنف.
بدوره أعلن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد أنه سيتوجه "فورا" إلى السودان "للتحدث مع الطرفين بشأن وقف إطلاق النار" وذلك فيما يشهد البلد يوما ثانيا من الاشتباكات العنيفة، معربا عن "قلقه العميق" إزاء الوضع، داعيا قوات الجيش والدعم السريع إلى "حماية المدنيين"، وفق بيان صدر عقب اجتماع طارئ لمجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد بعد ظهر اليوم الأحد.
وقال المجلس المسؤول عن قضايا النزاع والأمن في الاتحاد إنه "طلب من رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي مواصلة بذل مساعيه الحميدة للتحدث مع طرفي النزاع من أجل تسهيل الحوار والحل السلمي للنزاع في السودان ويرحب بالتزامه بزيارة السودان فورا لحثّ الطرفين على وقف إطلاق النار".
ودعا في بيان عقب اجتماع طارئ في أديس أبابا، طرفي القتال إلى الوقف الفوري لإطلاق النار دون شروط وتبني حل سلمي وحوار شامل على وجه السرعة لحل خلافاتهما.
وشدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود خلال اتصال هاتفي بادر به اليوم الأحد مع كلا من رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق الأول الركن عبدالفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو على أهمية العودة إلى الاتفاق الإطاري الذي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للسودان .
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن "الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية أجرى صباح اليوم الأحد اتصالين هاتفيين مع كل من البرهان ودقلو بحث خلالهما الأوضاع الراهنة في السودان حيث أكد وزير الخارجية على دعوة المملكة للتهدئة وتغليب المصلحة الوطنية ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري بما يحافظ على مقدرات ومكتسبات السودان وشعبه".
وحذرت وزارة الخارجية السعودية أمس السبت مواطنيها المتواجدين في السودان ودعتهم إلى أخذ الحيطة والحذر والتواصل معها ومع السفارة خاصة بعد اندلاع الاشتباكات في الخرطوم بين قوات من الجيش وعناصر من قوات الدعم السريع. ودعت الرياض جميع القيادات السياسية في السودان إلى تغليب لغة الحوار وضبط النفس والحكمة عقب اندلاع الاشتباكات في الخرطوم.
أما في اجتماع الجامعة العربية، الذي عُقد بطلب من القاهرة والرياض وهما حليفان رئيسيان، فأكد القائم بأعمال سفارة السودان لدى مصر الصادق عمر عبدالله أن "ما يحدث في السودان شأن داخلي غير ان جهود الدول العربية الشقيقة مطلوبة للمساعدة في تهدئة الأحوال بالبلاد"، مضيفا "نطلب من هذا الاجتماع التأكيد على هذا الأمر والتوصية بترك الأمر للسودانيين لإنجاز التسوية فيما بينهم بعيدا عن التدخلات الدولية".
ودعا مجلس جامعة الدول العربية في بيان ختامي لاجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين، في القاهرة، عقد بناء على دعوة مصر والسعودية، إلى "الوقف الفوري لكافة الاشتباكات المسلحة بالسودان والعودة السريعة إلى المسار السلمي لحل الأزمة".
وأكد "استعداد الجامعة لبذل كافة المساعي لمعاونة السودان على إنهاء الأزمة بشكل قابل للاستدامة وبما يتسق مع مصلحة الشعب السوداني"، دعيا أيضا "السفراء العرب في الخرطوم إلى التحرك للمساهمة في استعادة استقرار الأوضاع بالبلاد عبر الاتصال بكل الأطراف".
وأدانت الأمم المتحدة مقتل ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي خلال اشتباكات في السودان السبت وأوضحت أنهم لقوا حتفهم أثناء قيامهم بواجباتهم.
وأعلن فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان (يونيتامس) اليوم الأحد في بيان أن الثلاثة لقوا حتفهم في اشتباكات اندلعت في كبكابية بشمال دارفور.
وقال بيرتس وهو أيضا الممثل الخاص للأمين العام للسودان في البيان "أشعر بالانزعاج الشديد من التقارير التي تفيد بأن مقذوفات أصابت منشآت الأمم المتحدة ومباني إنسانية أخرى بالإضافة إلى تقارير عن نهب مباني الأمم المتحدة وغيرها من المباني الإنسانية في عدة مواقع في دارفور".