بادرة حسن نية من السعودية حيال الحوثيين

التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن بقيادة السعودية يفرج عن أكثر من مئة من الأسرى الحوثيين في مبادرة إنسانية مهمة تهدف إلى بناء الثقة ودفع محادثات السلام.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر ترحب بالمبادرة السعودية

صنعاء - أفرج التحالف الداعم للشرعية في اليمن بقيادة السعودية اليوم الاثنين بشكل أحادي ودون تبادل عن أكثر من مئة من الأسرى الحوثيين في مبادرة إنسانية مهمة تهدف إلى بناء الثقة ودفع محادثات السلام بين مبعوثين سعوديين وجماعة الحوثي اليمنية.

ونقلت ثلاث طائرات 104 أسرى كان يحتجزهم التحالف إلى اليمن، غداة عملية تبادل سجناء كبرى استمرّت ثلاثة أيام وشملت نحو 900 أسير من طرفَي النزاع اليمني، وفق ما أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والتحالف.

وقالت مستشارة الإعلام لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيسيكا موسان إن طائرتين نقلت كلّ منهما 48 أسيرًا من أبها في جنوب السعودية إلى صنعاء، العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بينما نقلت طائرة ثالثة ثماني سجناء من أبها إلى عدن، المقرّ المؤقت للحكومة المعترف بها دوليًا.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم التحالف العسكري بقيادة السعودية العميد الركن تركي المالكي، من جهته "استكمال عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بإطلاق سراح 104 أسرى من الحوثيين لدى التحالف" وبذلك، يرتفع إلى 973 عدد المفرج عنهم منذ الجمعة.

وقال فابريزيو كاربوني المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر "أي فترة راحة للسكان المنهكين، بما في ذلك من خلال عمليات إطلاق سراح كهذه، هي أمر يجب أن يحظى بالدعم. ولكن الحل السياسي وحده هو الذي سينهي المعاناة باليمن في نهاية المطاف".

وبدأ النزاع في اليمن في العام 2014 وسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على مناطق عدة في البلاد بينها صنعاء. وفي العام التالي، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري، ما فاقم النزاع الذي خلّف مئات الآلاف من القتلى وتسبّب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وقال المالكي إن "المبادرة تأتي امتدادا للمبادرات الإنسانية السابقة من المملكة المتعلقة بالأسرى".

وأشارت موسان إلى أن عملية الإفراج "أحادية الجانب" التي جرت اليوم الاثنين "هي خارج المفاوضات التي جرت في سويسرا الشهر الماضي" والتي توصلّ خلالها الحوثيون والحكومة إلى اتفاق على تبادل نحو 900 أسير.

وأوضحت أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسهّل عملية النقل وتوفّر الدعم اللوجستي إضافة إلى قيامها بإجراءات أخرى" مثل إجراء مقابلات مع المحتجزين السابقين.

وأكدّت ترحيب" اللجنة بالمبادرة السعودية، قائلة "يسرّنا أن نرى أنه يتم الأخذ بالاعتبارات الإنسانية من أجل لمّ شمل العائلات"، مضيفةً أن ذلك "سيمنح عائلات المحتجزين ارتياحًا كبيرًا".

وتزامنت عملية التبادل الأخيرة مع جهود دبلوماسية ناتجة عن التقارب السعودي الإيراني وترمي إلى ترسيخ وقف إطلاق نار طويل الأمد ووضع الحرب الدامية في البلد الفقير على طريق الحل.

وأكد المالكي أن عملية الإفراج اليوم تأتي أيضا لـ"دعم الجهود الرامية لتثبيت الهدنة وتهيئة أجواء الحوار بين الأطراف اليمنية للوصول إلى حلّ سياسي شامل ومستدام ينهي الأزمة اليمنية".

واختتم وفد سعودي يوم الخميس محادثات سلام في صنعاء مع جماعة الحوثي التي تحدث مسؤولوها عن تحقيق تقدم وقالوا إن هناك حاجة لمزيد من المناقشات لتسوية الخلافات المتبقية.

وقال هانس غروندبرغ وسيط الأمم المتحدة بشأن اليمن اليوم الاثنين إن الفرصة الأهم منذ ثماني سنوات سانحة الآن لإحراز تقدم نحو إنهاء الصراع، لكنه حذر من أن "دفة الأمور قد تتحول إذا لم يتخذ الطرفان خطوات أكثر جرأة نحو السلام".

وأضاف أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن أي اتفاق جديد في اليمن يجب أن يكون خطوة واضحة نحو عملية سياسية يقودها اليمنيون وأن هناك حاجة لوقف إطلاق النار على يد يمنيين.

وتابع "نحتاج إلى رؤية وقف إطلاق نار يمني وأن تمتنع الأطراف عن استخدام تدابير اقتصادية أداة للأعمال العدائية".

وأجرت الحكومة اليمنية وجماعة "الحوثي" اليوم الاثنين عملية تبادل للأسرى تم خلالها الإفراج عن 14 أسيرا بواقع 7 من كل جانب، وفق مصدر عسكري يمني.
وقال العقيد يحيى الحاسر، رئيس لجنة الأسرى والمعتقلين في المنطقة العسكرية السادسة (شمالي البلاد) "تم تحرير 7 أسرى من جنود الجيش اليمني، مقابل 7 من جماعة الحوثي"، موضحا أن "عملية تبادل الأسرى جرت في منطقة الجدافر (شمال مأرب)".